الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب ومبادرة مكافحة الأفيون

30 أكتوبر 2017 21:00
أقوم بنصيبي العادل من توجيه الانتقادات لدونالد ترامب، لذا يتعين علي أن أعطيه بعض الفضل عندما يفعل شيئاً صحيحاً. ويُعد الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس بشأن أزمة مادة مخدرة شبيهة بالأفيون خطوة مهمة اتخذها الرئيس ترامب. هذا هو ترامب الذي تحتاج الأمة إلى المزيد منه. وعلى الأقل، عندما يتعلق الأمر بمكافحة وباء الأفيون، ربما يكون هذا هو ترامب الذي سنجده. إنني على علم، وبالتالي حذر، أن أكثر اللحظات المرضية مع ترامب تنتهي كسيجار منفجر. إذن، هل يمكن لتماسك ترامب وشغفه لإحداث فارق في وباء الأفيون أن يمتد إلى أي من المشاكل الأخرى التي نواجهها؟ دعونا نأمل ذلك. والطريقة التي سيتعامل بها ترامب مع الكونجرس، وجماعات الضغط وأصحاب المصالح في مجال الصناعة في الأسابيع والشهور المقبلة للتأثير على إدمان هذه المادة المخدرة الجديدة ستنم عن الكثير بشأن قدرة إدارته على تنفيذ السياسة بفاعلية. وكان من الجيد أنه أطلق هذه المبادرة في هذا الوقت، لأنني - والكثير من الناس في واشنطن وأماكن أخرى- تخلينا عن الاعتقاد أن ترامب كان قادراً على القيادة فعلياً. وحسناً أن نعرف أنه في مكان ما تحت كل الضجيج والارتباك، بإمكان ترامب أن يفعل شيئاً. لقد تخليت عن فكرة أن ترامب يمثل محوراً كاملاً، ولكن ربما يبدأ هذا الاتجاه. من الواضح تماماً أين يتجه قلب وتفكير ترامب فيما يتعلق بمكافحة الإدمان. ومع تحذيره من أخطار تعاطي المخدرات والكحوليات، تحدث ترامب بشكل عاطفي عن ماضي أخيه المضطرب والضرر المدمر الذي تعرض له بسبب الإدمان. وكانت رسالته بمثابة نسخة حديثة من حملة السيدة الأولى نانسي ريجان «فقط قل لا»، التي ألهمت الكثيرين لتجنب تعاطي المخدرات تماماً. وكما كان الحال خلال سنوات ريجان، فإن نداء ترامب الحماسي في إطار مكافحة تعاطي مادة opioid الشبيهة بالأفيون لديه القدرة على إحداث فارق. ومع ذلك، فإن المشتبه بهم المعتادين من اليسار سيقومون بانتقاداتهم المعهودة. ولكن الحقيقة هي أن ترامب يبدو مستعداً للعمل مع «الجمهوريين» و«الديمقراطيين»، وأي أطراف أخرى لإحراز تقدم في هذه الحرب. ففي الداخل، ذكر ترامب أن إدارته ستقدم «سياسة جديدة للتغلب على القاعدة التقييدية لحقبة سبعينيات القرن الماضي، التي تمنع الولايات من تقديم الرعاية في المرافق العلاجية... بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من إدمان المخدرات». وفي الخارج، وعد ترامب بأن يجعل مناقشة تدفق المادة المخدرة الجديدة الصينية إلى الولايات المتحدة «على رأس أولوياته» عندما يلتقي والرئيس الصيني «شي جين بينج» في غضون أسبوعين. ومرة أخرة، سيكون هناك منتقدون يزعمون أن هذا غير كافٍ ومضلل ويفتقر إلى التمويل الكافي، ولكن على الأقل ستجد واشنطن شيئاً خطيراً لتتجادل بشأنه. وعلى أي حال، فإن نجاح جهود ترامب لمكافحة إدمان مادة opioid لن تكون محسومة لسنوات قادمة. ورغم ذلك، فإن ما سيحققه هو وإدارته لحشد الدعم لهذه المبادرة وتمرير قانون جديد لدعمها سيتم إدراكه إن عاجلاً أم آجلاً - ربما قبل انتخابات عام 2018. لا يوجد أي حزب مؤيد للإدمان، ولا جدوى من إلقاء اللوم أحدهما على الآخر. لقد أيد «الجمهوريون» و«الديمقراطيون» خططاً مختلفة، ورغم ذلك فإن المشكلة تزداد سوءاً، ولكن هذا ليس خطأ إدارة ترامب. من الناحية العملية، كل شخص لديه صديق، أو قريب أو زميل في العمل متأثر أو سبق له التأثر بالإدمان. وإذا كانت هناك مشكلة على الإطلاق تعتمد على التعاون بين الحزبين، فإن الإدمان سيكون هو هذه المشكلة. إن ترامب لا يزال هو نفس الشخص الذي كان بالأمس، ولا يزال يطلق التغريدات النارية. ولكن على الأقل ومما رأيناه يوم الخميس، فإنه عازم على إحداث تأثير إيجابي في واحدة من أكثر مشكلات الأمة إلحاحاً. لذا، يمكنكم قول ما تريدون عن دونالد ترامب، ولكن فيما يتعلق بقضية إدمان الأفيون، فهو يستحق الثناء والتعاون معه. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©