الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والسعودية.. خير "المملكة" و"وطن السعادة" يعم ربوع العالم

الإمارات والسعودية.. خير "المملكة" و"وطن السعادة" يعم ربوع العالم
19 سبتمبر 2018 01:20

دينا مصطفى (أبوظبي)

يعم الخير السعودي الإماراتي ربوع العالم، وتأتي الدولتان دائماً في طليعة أوّل عشر دول تقديماً للمساعدات الإنسانية والإغاثية دون تمييز بين لون أو دين أو عرق، وتحرصان على نجدة الشقيق والصديق، القريب والبعيد، ودائماً يكون تدخلهما سريعاً لنجدة ضحايا الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والصراعات، وتقدمان مساعدات ثابتة لدعم مشاريع وبرامج تنموية تغطي مختلف القطاعات الحيوية في عدد كبير من دول العالم، بهدف تحسين حياة الأفراد، وفتح آفاق الاستثمار في العنصر البشري، والمساهمة في إزالة المعوقات التي تحول دون تقدم المجتمعات الأقل حظاً.

قال المستشار السعودي سالم اليامي، الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، إن عطاء المملكة لم يتوقف، ويعتبر جزءاً أصيلاً من سياستها الخارجية، وهو مسار واضح لمساعدة وتنمية الدول الشقيقة والصديقة حول العالم، وكانت الدوائر الأولى هي صناديق الإقراض السعودي، بالإضافة إلى تمويل مشاريع تنموية وتحديث المجتمعات النامية والأكثر نمواً، سواء كان في الوطن العربي والعالم الإسلامي أو كثير من الدول الصديقة التي تحتاج لمساعدات.
وأضاف: للصندوق السعودي للتنمية الذي نشأ منذ أكثر من 40 عاماً، جملة مشاريع عملاقة في التنمية والتعدين والتشييد وبناء المساكن في كثير من الدول الفقيرة والنامية، ولعل آخر ما شاهدناه، كان في إحدى المناطق التونسية، عبارة عن مشاريع إسكان سعودية، وجزء من المشاريع للأشقاء في فلسطين، كما أن هناك دعماً لخطط «الأونروا» لإحياء المباني وإعادة ترميم طرق وبناء جمعيات.
وقال: الإمارات تساهم في تعزيز وتطوير البنى التحتية في العديد من الدول، وكذلك نهج المملكة العربية السعودية، حتى أصبح العطاء جزءاً من سياستها الخارجية.
وأضاف: مسؤولية المملكة التنموية كبيرة تجاه العديد من الدول، ومشاريع هذه الصناديق تغطي الكرة الأرضية، ولا توجد منطقة نائية في أفريقيا وآسيا، إلا وشملتها الكثير من المشروعات والتنمية والتعدين وتحسين ظروف الحياة وتعديل الطرق، فالأعوام الأخيرة شهدت مشاركة المملكة في العديد من المشاريع.
من جانبه، أشار الباحث السياسي اليمني مختار اليافعي، إلى أن هناك دوراً إماراتياً سعودياً بارزاً وواضحاً في اليمن.
وأكد أن المواطن اليمني يشعر بالمساعدات الملموسة، بعد انقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية والذي تضرر منه المواطن اليمني بشكل مباشر، ولولا مساعدات هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومركز الملك سلمان، لكانت ستحل كوارث على الشعب اليمني، سواء في المناطق المحررة أو التي لم يتم تحريرها. وأضاف: هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومركز الملك سلمان، يوصلان المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في أماكن وجودهم في صعدة، ما يدل على قوة وجود مساعدات التحالف العربي لإنهاء العمليات العسكرية وبناء المجتمع اليمني.
وأكد أن تصدر الإمارات والسعودية الدول المانحة لليمن 2018 أمر طبيعي لأن المساعدات المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ومركز الملك سلمان إلى المواطن اليمني يومية، ويشعر بها المواطنون كافة.

الإمارات أكبر مانح للمساعدات الخارجية
تصدرت الإمارات دول العالم في المساعدات الإنسانية، واعتمدت في سياستها الخارجية خطة خمسية للمساعدات الإنسانية للسنوات 2017 - 2021، وجرى تصميمها للإسهام الأممي في خطط التنمية المستدامة لكل دولة نامية شريكة.
وحافظت الإمارات للعام الخامس على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية، قياساً لدخلها القومي بنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.
كما احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم 2017، وذلك وفقاً للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وخلال عام 2017، بلغت القيمة الإجمالية لمدفوعات المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من دولة الإمارات 19.32 مليار درهم «5.26 مليار دولار»، بمعدل نمو 18.1% مقارنة بعام 2016، وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت على شكل منح لا ترد «بنسبة 54%»، وذلك دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة.
واستمراراً لما تميزت به المساعدات الإماراتية خلال الأعوام السابقة من المساهمة في التنمية الدولية المستدامة، تميز عام 2017 باستمرار الانتشار في العديد من دول العالم، حيث وصلت المساعدات الإماراتية إلى 147 دولة، منها 40 دولة من البلدان الأقل نمواً - موزعة على مختلف قارات العالم، منها قارة آسيا التي استحوذت على ما يقارب 43% من المساعدات الإنمائية بقيمة 8.28 مليار درهم، متفوقة بذلك على قارة أفريقيا التي جاءت في المرتبة الثانية بنسبة 28% وبقيمة 5.44 مليار درهم، نظراً للدعم الكبير المقدم للجمهورية اليمنية الشقيقة بقيمة 2.97 مليار درهم، وبما يوازي أكثر من ثلث ما تم تخصيصه لقارة آسيا بنسبة 36% للمساهمة في تخفيف المعاناة التي يواجها الشعب اليمني، ودعم الاحتياجات الإنسانية والتنموية الملحة في العديد من المجالات.
وتميزت المساعدات الإنمائية الرسمية الإماراتية، أن أكثر من 94% منها تمت على شكل مساعدات تنموية بقيمة 18.3 مليار درهم في عام 2017، تم توجيه 68% من قيمة تلك المساعدات لمصلحة قطاع دعم البرامج العامة بقيمة 12.38 مليار درهم لمساعدة حكومات الدول للوفاء بنفقاتها العامة والحفاظ على موازين مدفوعاتها، إلى جانب تعزيز استقرارها النقدي والمالي ومناخ الاستثمار فيها، وتوفير فائض يتم توجيهه لخدمة أهداف تنموية أخرى بخططها التنموية، خاصة بدول مثل اليمن والأردن والمغرب والسودان والسلطة الفلسطينية وصربيا.
من جهة أخرى، أسهمت المساعدات الإماراتية في سد الفجوات الكبيرة في تمويل مشاريع البنية التحتية في العديد من الدول النامية، من خلال البرامج الموجهة للتنمية الحضرية والبنية التحتية للنقل وقطاعات الصحة والتعليم والطاقة المتجددة، وعلى الرغم من زيادة مخصصات المساعدات الإنسانية الإقليمية، فإن دولة الإمارات ما زالت تواصل تقديم الدعم لمختلف القضايا الإنسانية العالمية ومواكبة الأحداث والأزمات، وتخصص المصادر التمويلية اللازمة لدعمها.
وحصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب اليمني الشقيق لعام 2018 كمساعدات تنفذ بشكل مباشر، وذلك وفقاً لخدمة التتبع المالي «FTS»، لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية والتابعة للأمم المتحدة التي أشارت إلى حصول الإمارات على المركز الثاني بعد المملكة العربية السعودية الشقيقة كأكبر دولة مانحة لدعم خطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن للعام 2018، حيث قدمت الإمارات مساعدات إلى اليمن بمبلغ 3.75 مليار درهم إماراتي (1.02 مليار دولار)، ومن ضمنه 1.71 مليار درهم (466.5 مليون دولار) كاستجابة لخطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن، و730 مليون درهم (198.8 مليون دولار) كمساعدات إنسانية مباشرة.

السعودية.. مملكة الإنسانية
لم يقتصر دور المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها على مساعدة أبنائها فقط، إنما عمَّت مساعداتها معظم أرجاء العالم، إذ قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض من دون تمييز بين لون أو دين أو عرق.
وكانت المملكة دوماً في طليعة أوّل عشر دول في العالم تقديماً للمساعدات، وتم إنشاء «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، ليشمل مساعدات إنسانية متنوعة، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وتقدم المملكة مساعدات نقدية وعينية في شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية، كما تشمل بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة والتزامات مالية تدفع لاحقاً، إذ دُرّبت الجهات المانحة السعودية على تصنيف المساعدات وإدخالها على ثلاث مراحل هي: السنوات العشر الأولى 2007-2017 (المرحلة الحالية)، والمرحلة الثانية 1996-2006، والمرحلة الثالثة، وتشمل بقية المساعدات منذ تأسيس المملكة.
وللمملكة باع وتاريخ في خدمة الإنسانية عالمياً، في شتى القطاعات والمجالات، إذ باتت تسمى بـ «مملكة الإنسانية» ويرتبط اسمها دوماً بالقضايا التي تدعو للخير والسلام والعطاء والإنسانية.
وبلغت عطاءات المملكة الإنسانية وفقاً لمنصة المساعدات السعودية الرسمية في مرحلتها الحالية 2007-2017، بنحو 33 بليون دولار، كما بلغ عدد مشاريعها الإنسانية والتنموية والخيرية 1084، بنحو 32 بليون دولار للدول المستفيدة، منها 78 دولة.
واستفادت الأمم المتحدة من مساعدات المملكة من خلال 45 مساهمة بقيمة 303 ملايين دولار، فيما استفادت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بـ23 مساهمة (225 مليون دولار)، وجامعة الدول العربية بـ28 مساهمة (140,810 مليون دولار)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بـ24 مساهمة (80,200 مليون دولار)، ومنظمة التعاون الإسلامي بـ21 مساهمة (48,395 مليون دولار).
وبلغت قيمة المشاريع السعودية الإنسانية والتنموية والخيرية عالمياً، وفقاً للإحصاءات العامة الرسمية، ما يزيد على 21,165 بليون دولار في قارة آسيا، وقرابة 9,810 بليون دولار في أفريقيا، و379 مليون دولار في أوروبا، و376 مليون دولار في أميركا الشمالية، و170 مليون دولار في أوروبا وآسيا الوسطى.
وتصدّر اليمن قائمة أكثر خمس دول مستفيدة من المساعدات السعودية، حيث رصدت المملكة 290 مشروعاً بقيمة 14 بليون دولار، تليه سوريا (153 مشروعاً بقيمة 3 بلايين دولار)، واحتلت مصر المرتبة الثالثة (20 مشروعاً بقيمة 2 بليون دولار)، في حين احتلت النيجر المرتبة الرابعة (7 مشاريع بقيمة بليون ومائتين وثلاثين مليون دولار)، واستفادت موريتانيا من 14 مشروعاً لتأتي في المرتبة الخامسة من المساعدات السعودية (بقيمة بليون ومائتين وتسعة عشر مليون دولار).

اقرأ أيضاً.. الإمارات والسعودية.. جذور قبلية وأنساب ومصير مشترك

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©