الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحرب التجارية تهدد الاقتصاد العالمي

الحرب التجارية تهدد الاقتصاد العالمي
9 سبتمبر 2018 01:36

تمر منظمة التجارة العالمية باضطراب ليس بسيطاً، بل لنقل قوياً، جراء تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بلاده منها. ولهذا السبب كان عليها أن تشكل خلية أزمة، وأقدمت بالفعل على ذلك. وأظهر ترامب منذ وصوله إلى الحكم، أنه الرئيس الأكثر إيفاء بوعوده وتهديداته بصرف النظر عن طبيعتها. ولذلك يمكن القول، إنه من السهل توقع خطوات سير السياسة الأميركية من فرط وضوحها. وهي كذلك حتى مع «الحلفاء» التاريخيين لواشنطن، فكيف الحال بمن لا يربطه هذا التوصيف مع الولايات المتحدة؟ شهدنا الخلافات على شاشات التلفزيون بين ترامب وبقية رؤساء مجموعة السبع في قمتهم الأخيرة بكندا، وحتى في مسألة تمويل حلف شمال الأطلسي، التي يرى ترامب أنها تنال من بلاده بصورة غير مقبولة.
(المنظمة) التي تتحكم في 98% من التجارة العالمية، تحتاج (كغيرها من المؤسسات) إلى وجبة إصلاحات دائماً. وواشنطن تركز على هذه النقطة في تهديدها بالانسحاب، وتمشي أبعد من ذلك عبر المطالبة بإعادة هيكلة هذا الكيان التجاري. مرة أخرى، هذا أيضاً ليس مفاجئاً.
فالبيت الأبيض لا يترك مناسبة إلا ويطرح هذا الأمر. المهم الآن أن تتمكن (المنظمة) من فتح حوار سلس هادئ مع الجانب الأميركي، للوصول إلى قواسم مشتركة، أو حتى نقاط التقاء، لأن المواجهة لا يمكن أن تعطي عوائد جيدة أو ذات قيمة، خصوصاً مع دولة بحجم الولايات المتحدة. والحوار السلس هو الهدف الرئيس للمنظمة، قبل أن تستفحل الأمور أكثر عبر مواقف متشددة من الجانبين.
هناك تفاصيل ليست سهلة بين الطرفين، كتلك المتعلقة بفض المنازعات، حيث يعتبر ترامب أنها غير مواتية، ويذهب أبعد من ذلك بالقول «نادراً ما ربحنا دعوى وفق هذا النظام».
ومع ذلك، فإن كل الأمور قابلة للتفاهم، النقطة الأهم الآن، أن تستمر ما أُطلق عليها «استراتيجية التهدئة»، أو بمعنى آخر خطة امتصاص الغضب، ومنع ظهور ردود فعل من هنا وهناك، ستقوض حتماً أي مخطط لحوار هادئ بناء. وباستثناء بعض النقاط الخاصة مباشرة بالشأن الأميركي ضمن المنظمة، فإن ما تطلبه واشنطن من إصلاحات، طلبته دول أخرى أعضاء في (المنظمة) حتى قبل الرئيس الأميركي.
أي أن هناك أرضية يمكن الانطلاق منها لتذليل أي عقبات في هذا المجال. وحتى إن مسؤولين كباراً في منظمة التجارة يؤكدون ضرورة إطلاق خطة إصلاحات تشمل تحسين أداء هذه المنظمة.
وفي كل الأحوال، لن يتحمل العالم حرباً تجارية كبيرة، ولاسيما بعد أن انطلقت معارك تجارية حقيقية، بين الولايات المتحدة والصين وكندا، وحتى مع الاتحاد الأوروبي نفسه.
هذه المعارك لا تزال في طور إجراء مقابل إجراء، إلا أنها تؤسس تلقائياً لحرب تضرب على الفور ما تم إنجازه على صعيد القضاء على تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في مثل هذا الشهر قبل عشر سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©