الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سبيلا يشرّح الحداثة المغربية في كتابه الجديد

سبيلا يشرّح الحداثة المغربية في كتابه الجديد
21 أغسطس 2018 22:33

محمد نجيم (الرباط)

في كتابه «المغرب في مواجهة الحداثة»، يذهب المفكر والفيلسوف المغربي محمد سبيلا إلى القول، إن المغرب تعرض كغيره من البلدان العربية لآثار التفوّق الأوروبي التي بدأت تغزو العالم منذ القرن الثامن عشر، بل إن المغرب بحكم موقعه المحاذي لأوروبا، كان من أكثر الدول العربية تعرضاً لمظاهر التفوق الأوروبي، والعسكري منه على وجه الخصوص، وهكذا وجد المغرب نفسه مرغماً، تحت طائلة التفوق العسكري الأوروبي، على التفاعل مع الآثار المباشرة للحداثة الأوروبية، ومضطراً للاستجابة لضغوطها المختلفة الأشكال، معتبراً أن مطلب التحديث، الذي وجد المغرب نفسه مضطراً للاستجابة له، لم يكن اختياراً ذاتياً وتلقائياً ولا اقتداءً اقتناعياً بنموذج أثبت نجاعته وتفوقه، بل كان في أغلب الأحيان مرتبطاً بالغزو والحصار البري والبحري، وبدور المدافع عن حدوده، حيث أفاق المغاربة على أنواع من القنابل يطلق عليها في المغرب «الكور» وهم يستيقظون على مشارف العصر الحديث، عصر الدعوة إلى الخروج من سبات التاريخ والفكر، ذلك أن مقتضيات التوسع الرأسمالي لأوروبا الغربية، والذي يسّره التقدم التقني الهائل الذي تم تحقيقه في أوروبا بعد الثورة الصناعية، أخذ يفرض نفسه في الكثير من أصقاع العالم، تحت دوي المدافع، بحثاً عن الموارد والأسواق الاستهلاكية، وقد اتخذ هذا الضغط الأوروبي العسكري المتزايد صيغة سياسية في الدعوة الإرغامية إلى تطبيق ما سمي بـ«الإصلاحات» وهي الفترة التمهيدية للاستعمار المباشر.
وإلى جانب الغوص في قضايا التحديث والحداثة في المغرب، عرج الدكتور سبيلا ليتأمل بنظرته الثاقبة في فكر وفلسفة شخصيات طبعت تاريخ المغرب، الفكري والسياسي. فيكتب عن فكر رائد «الشخصانية» محمد عزيز الحبابي، ويرى سبيلا أن مفهوم الحرية عند هذا المفكر الكبير يختلف، شيئاً ما، عنه لدى عبدالله العروي، فصاحب «الشخصانية «يصرح منذ البداية بأن مفهوم الحرية في الشخصانية الواقعية ليس مفهوماً مجرداً بل يتعلق بحريات ملموسة، كما أنه في النهاية يعني جدلية التحرر من كل الحتميات والمؤثرات، وهو أيضا ليس مفهوماً ذاتياً وفردياً، منفصلاً، فالحرية ليست فردية باطنية خالصة لا تتصل إلا بفرد منفصل عن الآخرين. بل هي عملية اجتماعية وجماعية، والشخصانية الواقعية تنفي وجود الحرية، لأنها تؤكد وجود حريات تتكامل داخل حركة جدلية لتحقيق الحرية».
أما الدكتور العروي فيعتبر أن التفكير في مشكلة الحرية أصبح هو الموضوع الوحيد المتروك للفلسفة التقليدية التي يقتصر بحثها على تحديد المفهوم وإظهار تناقضاته دون خوض في كيفية وأسباب تحقق وتجسد الحرية في هذا المجتمع أو ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©