عدد اليوم
غالية خوجة (دبي)
يبدو أن الانهيارات العامة تجذب إليها الانهيارات الخاصة في زمن درامي يحوّل الأرواح إلى شظايا، وهذا ما تشهده بسينمائية الكاتبة الكويتية فاطمة يوسف العلي في روايتها «غرف متهاوية» (الهيئة المصرية العامة للكتاب/2018)، بزاوية رؤية الكاتبة العالمة بكل شيء، المتداخلة مع شخوصها بطريقة ما، المنزاحة إلى البطلة نجمة المولودة لأم عراقية الكاتبة وزوجها الدبلوماسي سالم، وكيفية تعاملها مع أختها أرشيدان المولودة لأم تركية.
يتمحور التهاوي حول الصراع الجواني والموضوعي، مبتدئاً مع نشوب النزاع بين نجمة وأختها أرشيدان، من أجل والدهما المسن، الذي تريد أرشيدان الحجر عليه، لتتزوج، لكن المحكمة لا تحجر على الأب لعدم السفه، فتسرع أرشيدان لمحاولة اغتياله، ثم تموت بحادث سيارة، كما تتهاوى علاقة نجمة مع مديرة أعمالها لوزة العراقية التي تغدر بأموالها مع سميح الفلسطيني الذي تتزوجه لاحقاً.
تظهر شخصيات أخرى متنوعة مثل ميسون، موريس، علياء، نوال، معروف، حمد، حصة، وغيرها، لتتواصل الحوارات الخارجية والداخلية ومشاهد الوصف العادي، والمباشرة الواضحة في المتن الحكائي، خصوصاً عندما تنقل ما يحدث في المجال السياسي في العالم نقلاً من وجهة نظر الشخوص الذين تتخفى وراءهم الكاتبة فاطمة العلي.
وتستكمل الحكاية تهاويها ضمن دوامة الحروب العربية في الزمن الراهن، بينما تدور الأحداث في الكويت، موحية بواقعية ما يجري، مشيرة إلى العالم من خلال حضور صوره في بيت نجمة، وتأثير هذه الأجواء على العلاقات الإنسانية بين حب وزيف وزواج وطلاق ومصلحة شخصية ضاربة القيم الأخلاقية والوطنية بكل الحوائط والسقوف، وما تبقّى من هذه الحوائط، لتؤكد هذه الحالة المأساوية على التفاصيل اليومية الموصوفة في راهنية الرواية.
