الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استطلاع ترامب «3-3»

21 نوفمبر 2016 22:05
إن الشعوب حينما تلج إلى المعارك الانتخابية وتعطي صوتها لهذا أو ذاك، فإنها تعبر عن رأيها في كثير من الأوقات من دون معرفة أو إدراك حقيقيين، وهذا من طبيعة الممارسة الديموقراطية ولا غبار عليه، على الرغم من أنه قد يأتي بعواقب وخيمة، وكذلك حين تكون الانتخابات مشحونة بمشاعر عنصرية، فإن الحقائق تغيب، وتصبح الاستطلاعات نوعاً من الهراء، لذا لم نندهش حين صوت عدد من الأميركيين الأفارقة والإسبان والمكسيكيين وأبناء الطبقة العاملة لترامب على عكس ما كان متوقعاً، ومن المدهش أن الولايات التي فاز فيها أوباما عامي 2008 و2012 صوتت في 2016 لترامب، مما يستنتج منه أن العنصرية لم تكن هي العامل الحاسم في فوزه، ولكن هناك من يقول إن العنصرية كامنة داخل المجتمع الأميركي، وفوز ترامب هو من أخرجها من مكمنها بطريقة غير صريحة، لأن الدستور الأميركي كابح لها. فوز أوباما بدورتين متتاليتين، وفوز ترامب الآن يشي إلى أن الأبجديات التي قامت عليها السياسة الأميركية التي رسمتها النخب السياسية، ومراكز النفوذ تهاوت، داخلياً، مما سيؤدي إلى احتقان داخلي يسرع باتخاذ خطوات نحو الخارج، خاصة من قبل الحزب الجمهوري لإعادة صورة أميركا كزعيمة واحدة للعالم. ومنطقة الشرق الأوسط ستكون المكان الأول لتحسين الصورة بمحاربة «داعش» وحركات الإسلام السياسي، ثم يلي ذلك بناء سور أميركا والمكسيك، ورسم علاقات جديدة مع روسيا حتى لو أدى ذلك إلى تقاسم النفوذ، أما التوجه داخلياً فسينصب أولاً، لمعالجة إفرازات المعركة الانتخابية، ووعود ترامب للناخب الأميركي، والتي ستصطدم بالبيت الأبيض، لتشذيبها. إياد الفاتح -أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©