الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تميم يحاول استرضاء تركيا بـ 15 مليار دولار من أموال الشعب

تميم يحاول استرضاء تركيا بـ 15 مليار دولار من أموال الشعب
16 أغسطس 2018 00:18

بعد ساعات فقط من حملة تركية اتهمت تميم بنكران الجميل، والصمت إزاء الاقتصاد التركي المأزوم، إثر تراجع قيمة العملة المحلية، وتدهور العلاقات التركية - الأميركية، هرول أمير قطر إلى تركيا، بزعم «إجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان»، فيما تشير المعلومات إلى أن الزيارة هدفها محاولة إنقاذ «التحالف بين الدوحة وأنقرة». وكانت صحيفة «تقويم» التركية القريبة من النظام، عايرت الدوحة بعشرات السيارات ورحلات الشحن الجوية التي سيرتها حكومة أنقرة إلى قطر، منذ المقاطعة التي فرضتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطر بسبب دعمها للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وكالعادة واستمراراً لسياسة تنظيم الحمدين في تبديد أموال الشعب القطري، تعهد تميم قطر باستثمار مباشر قيمته 15 مليار دولار في تركيا، في إجراء واضح بسعي تميم لإرضاء أنقرة بأي طريقة.
وفي هذا الإطار قلل خبراء في تصريحات لـ «الاتحاد» من أهمية زيارة أمير قطر تميم إلى تركيا وتعهده بدفع مبلغ 15 مليار دولار في صورة استثمارات لحل الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها تركيا الآن، مؤكدين أن هذا المبلغ لن يستطيع إخراج تركيا من أزمتها الاقتصادية الكبيرة، مشيراً إلى أن الزيارة استهدفت فقط محاولات من جانب تميم لاحتواء الغضب التركي خاصة بعد انتقادات كبيرة وجهتها الصحف التركية لقطر متهمة الدوحة بالخيانة لتخليها عن دعم تركيا في أزمتها رداً للجميل لوقوف تركيا بجانب قطر في أزمتها.
وأكد الدكتور صلاح لبيب أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون التركية، أن قطر دولة صغيرة من أصغر دول العالم ومحدودة، وعندما تحدث أزمة كبيرة بين تركيا وأميركا فإن زيارة أمير قطر لتركيا لن تؤثر على مجرى هذه الأزمة ولن يستطيع أمير قطر أن يحل الخلاف الدائر الآن بين البلدين، واصفاً هذه الزيارة بعدم الفائدة لأن تركيا تريد المال في أزمتها الراهنة.
وشكك في مدى قدرة قطر على تنفيذ ما تعهدت به من أموال لإنقاذ تركيا، موضحاً أنه لا يمكن لقطر أن تدعم تركيا في أزمتها أمام الولايات المتحدة بسبب تحالف قطر مع أميركا ووجود قاعدة «العديد» العسكرية الأميركية في قطر، مشيرا إلى أنه لا يمكن لقطر أن تدخل طرفا في هذه الأزمة السياسية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن تنفيذ قطر لوعودها لتركيا لن يحل الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تواجهها تركيا ولن يستطيع هذا المبلغ في عودة ارتفاع قيمة الليرة التركية، فضلاً عن أنه سيضع قطر في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه على مدى الأشهر الماضية ونتيجة للأزمة الخليجية والعربية مع الدوحة، فإن الاقتصاد القطري تضرر بصورة واضحة في معدلات النمو والسندات القطرية والتصنيف الائتماني، وبالتالي من الصعب أن تدعم دولة تتعرض لأزمات اقتصادية دولة أخرى تعاني أيضا من تلك الأزمات. لافتا إلى أن الـ 15 مليارا التي تعهد بها تميم خلال الزيارة، مليارات محدودة حفاظاً على ماء الوجه، ولكن هذه المليارات لن تساهم في إنقاذ تركيا من الأزمة خاصة وأن حجم الديون التي تتعرض لها تركيا هذا العام فقط يقارب من 200 مليار دولار، وما تحتاجه تركيا الآن هو جدولة هذا الدين، ولكن في ظل انخفاض الليرة التركية إلى 7 مقابل الدولار فسوف يكون صعباً جداً جدولة هذه الديون. مشيرا إلى أن تركيا بحاجة إلى خطة اقتصادية مثل الخطة التي أنقذت اليونان في أن تمنحها الدول الأوروبية مبالغ ضخمة بالمليارات في مقابل خصخصة المزيد من القطاع العام التركي والتخلي عن الكثير من النجاحات التي حققتها الحكومة التركية اقتصادياً في الفترة الماضية.
وأشار إلى أن مغزى الزيارة كان واضحاً بعد اتهام الصحف التركية لقطر بالخيانة، خاصة بعد انهيار الليرة التركية، موضحاً أن زيارة أمير قطر لتركيا من قبيل المصالحة مع الشعب والحكومة التركية.
وأشار إلى أن تركيا لن تتخلى عن دعمها العسكري لقطر إلا إذا تعرضت أنقرة إلى أزمة داخلية كبيرة مثل التي تتعرض لها الآن، مشيراً إلى أنه طالما تركيا تتمتع باقتصاد قوي فإنها تسعى إلى التمدد في المنطقة العربية والخليجية، وأن العلاقات بين تركيا وقطر تعرضت لانتكاسة كبيرة. وختم بالقول إن استمرار الأزمة الاقتصادية في تركيا سوف يضعف علاقاتها بقطر، وسوف يضعف علاقاتها بالدول الحليفة معها مثل إيران.

أحمد شعبان (القاهرة)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©