الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتحاد «جنوب غرب آسيا» الرياضي مشروع إماراتي سعودي لضرب فساد «تنظيم الحمدين»

اتحاد «جنوب غرب آسيا» الرياضي مشروع إماراتي سعودي لضرب فساد «تنظيم الحمدين»
16 أغسطس 2018 00:15

بات كيان اتحاد «جنوب غرب آسيا» لكرة القدم واقعاً ملموساً وفاعلاً في مجال اللعبة بالإقليم الذي يضم 13 دولة، بما فيها الإمارات والسعودية، وذلك بعد انتخاب الجمعية العمومية أعضاء المكتب التنفيذي برئاسة عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي، وتولي عبد الله ناصر الجنيبي، نائب رئيس اتحاد الكرة رئيس لجنة دوري المحترفين، مسؤولية نائب الرئيس لمنطقة الغرب، بينما تولى محمد شاويد منصب نائب رئيس الاتحاد، وسوبراتا دوتا نائب الرئيس للجنوب.
وتفيد المتابعات بأن الاتحاد الجديد سيكون بمثابة تحرك جاد وفاعل على الأرض عبر مشروع إماراتي سعودي ، يهدف إلى ضرب الفساد الذي نشرته قطر في الرياضة بشكل عام، وفي الكرة الآسيوية على وجه التحديد، حيث أحكم تنظيم الحمدين سيطرته على المكتب التنفيذي القاري، واستطاع شراء أصوات مسؤولين باتحادات وطنية بالقارة الصفراء، مستغلاً ضعف اتحاد غرب آسيا، وعدم قيامه بتحركات كافية للحد من النفوذ القاري آسيوياً، وهو ما كان سبباً كافياً للبدء في إطلاق مشروع حقيقي وملموس على الأرض، عبر تأسيس كيان جديد، يشهد التخلص من «سرطان الرياضة» في المنطقة، والمتمثل في الدوحة التي باتت تتحرك للتأثير المباشر على أي قرار يصب في صالح دول غرب آسيا بشكل عام.
وكان من فوائد تأسيس الكيان الجديد، والتصديق على وجوده رسمياً من قبل الفيفا والاتحاد الآسيوي، التخلص السريع من وجود الدوحة ضمن دول الإقليم، الذي يضم 13 دولة الآن هي «السعودية، الإمارات، العراق، الكويت، البحرين، عمان، اليمن، الهند، باكستان، بنجلاديش، المالديف، سريلانكا، ونيبال»، لاسيما وأن ارتباط قطر بأي حدث أو كيان رياضي، يعتبر مصدراً للشبهات وبئراً للتآمر وشراء وبيع الذمم، فيما جاء الاعتراف السريع من الفيفا ومباركة تأسيس الاتحاد فور ساعات من إعلانه مايو الماضي، بمثابة مؤشر جاد وحقيقي، على انكشاف وجه الدوحة القبيح أمام أكبر مؤسسة كروية في العالم، ويعتبر مسماراً كبيراً في نعش تنظيم الحمدين الذي نشر الفساد في الفيفا سابقاً عبر حصوله على تنظيم مونديال 2022 بشراء الأصوات والرشى، كما كان سبباً في نشر الفساد المالي قارياً في أكثر من مناسبة.
ويمثل اتحاد جنوب غرب آسيا كياناً جديداً نتج عن مبادرة أطلقتها السعودية، بدعم من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، وبمباركة من الفيفا، تلتها مباركة «متأخرة» من الاتحاد الآسيوي، ويهدف الاتحاد للتصدي للتحركات القطرية التي تسعى دوماً لتغريب العلاقات القارية عبر سياستها القائمة على «المال القذر»، وهو ما ظهر جلياً في تدخلها لمنع قراراً رسمياً بنقل مبارياتنا أمام أنديتها لملاعب محايدة في دوري الأبطال، برغم وجود توصيات من لجنة التفتيش الثلاثية التي شكلت برئاسة الهندي باتيل العام الماضي، ولكن التحرك القطري وأسلوبه المعروف أجهض ذلك المشروع، وغيره من التصرفات المشينة التي تم ارتكابها، ورصدها عبر العديد من التحقيقات التي جرت خلال الأعوام الأربع الأخيرة، وكشفت عن الوجه القبيح لفوز الدوحة بتنظيم مونديال 2022.
أما عن الأهداف المعلنة عنها عقب اجتماع التأسيس الأول مايو الماضي، فقد جاءت في 6 مبادئ أساسية، وهي كالتالي «أولاً رعاية مصالح الاتحادات الأهلية الأعضاء، وتقوية روابط العلاقة فيما بينها بما يعود بالنفع عليها جميعاً، دفع عجلة التطوير في الاتحادات على المستويات الإدارية والفنية والتقنية كافة، ودعم البنية التحتية الرياضية على مستوى الملاعب والأكاديميات، بالإضافة إلى رفع كفاءة اللعبة على مستوى الأندية والمنتخبات والمسابقات، إقامة منافسات إقليمية بين الدول الأعضاء على مستوى جميع الفئات العمرية»، وسيخصص اتحاد جنوب غرب آسيا، ميزانية مفتوحة للمساعدة في النهوض بكرة القدم في الدول الأعضاء، والقيام بتنفيذ مهام حقيقية، تستفيد منها اللعبة في تطورها، وذلك بعد فترة غاب عنها أي تطوير حقيقي في اتحاد غرب آسيا، الذي تركته الدول الأعضاء في الغرب، للدخول في الكيان التنظيمي الكروي الجديد، الذي سيلعب دوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، في توحيد الصفوف، وتشكيل لوبي جنوبي غربي آسيوي، يستطيع مواجهة التحديات التي تؤثر على الكرة الآسيوية، والوقوف في وجه المؤامرات التي تقودها قطر التي باتت تسيطر على أروقة الاتحاد الآسيوي، عبر سيطرتها على أغلب أعضاء المكتب التنفيذي، بالإضافة إلى علاقاتها بمعظم الاتحادات بالقارة الصفراء.
ويعد التحرك الإماراتي السعودي، والتنسيق الشامل بين البلدين رياضياً في هذا الملف، من الأمور الإيجابية والمطلوبة للمرحلة المقبلة، لاسيما وأن الاتحاد الآسيوي مقبل على انتخابات المكتب التنفيذي، بالإضافة إلى انتخابات الرئاسة، المتوقع أن يترشح لها البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، كما يتوقع أن يكون هناك أكثر من مرشح سواء من شرق آسيا، أو الغرب، حيث كشفت مصادر أن قطر تفكر بالدفع بمرشح لها سواء كان قطرياً أو دعم مرشح آخر، لاستمرار السيطرة على الاتحاد القاري، وهو ما يستدعي ضرورة التحرك لمواجهته.
فيما سيكون لعبد الله الجنيبي، ممثل الإمارات في الاتحاد، دوراً مهماً بالتنسيق مع الأشقاء في الاتحاد السعودي، لضمان توطيد العلاقات مع بقية دول الإقليم الرياضي الجديد، وإطلاق مبادرات وبطولات تهدف إلى زيادة التعاون في المستقبل، على مستوى منتخبات المراحل السنية، أو من حيث تبادل الخبرات والقدرات الإدارية والتنظيمية.

معتز الشامي (دبي)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©