الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحدون في المئوية..

5 أكتوبر 2017 00:16
ونحن على مقربة من ختام عام 2017، من منا سيمتدّ به قطار العمر إلى 2071؟ وإن بَنينا الاستراتيجيّات والخطط لعقدٍ من الزّمن، فهل سنُشيّدها لخمسة عقودٍ قادمة؟ هذه التركيبة العقليّة، والرؤية الثاقبة، والحِكمة البليغة، والهمّة المتقدة لحياة واعدة لأجيال قادمة، لا يملكها إلا «قائد استثنائي» عاشق لوطنه، يستشرفُ مستقبلاً، قائد عزف مع حكومته سيمفونية المئوية: متحدون في الطموح، متحدون في المسؤولية، متحدون في المئوية. في الوقت الذي تسود بعض أرجاء المعمورة حكومات متقادمة قابعة خلف قضبان التجارب المتهالكة، والممارسات البالية للحفاظ على المناصب والكراسي الزائلة، والاهتمام بزيادة سعة المساحات المكتبية قبل سعة العقول والصدور، والارتقاء بالمسمّيات الوظيفيّة قبل النظم المؤسسية والأفكار الإبداعيّة، والسياسات التطويرية، لا زال على هذه الأرض قادة قد لا يشهدون مئوية الغد التي ستحين بعدَ (54) عاماً، إلا أنّهم سيتركون خلفهم الأثر، غرساً مستداماً كالغرسِ الذي خلّفه المؤسس زايد، طيّب الله ثراه، قبل (13) عاماً، ولا زال حاضراً بيننا، نابضة روحه بداخلنا. خلوة حكومية بأنامل إماراتية احتضنتها العاصمة أبوظبي مؤخراً، رسمت مسار رحلةٍ ستمتدّ لـ(5) عقود، وستشهد ترجمة عمليّة لـ(4) استراتيجيّات وطنيّة عبر منظومة حكومية مرنة واستباقية، وتعليمٍ يرتقي على سلّم التنافسية العالميّة، واقتصاد معرفيّ متنوّع، ومجتمع تسوده قيم التسامح والاحترام، خلوة جمعت خبرة المخضرمين وشغف اليافعين، وعراقة التجاربِ وحداثة الأفكار، لترسّخ جذور (120) مبادرة وطنيّة تغطي (10) قطاعاتٍ مستقبليّة. إلى من غرق في دوّامة الزمن مخلّفاً خلفه الدمار، وما زال يصول في ساحات النزال من أجل الزّوال، والتناحر من أجل البقاء لا العطاء والارتقاء، إلى من شيد إمبراطورية في العالم الافتراضي، وكُتب في مضمارِ بناء الغد من الغائبين، وفِي الفضائيات والتصريحات من الحاضرين الدائمين، أتاكم من يعمل لوطنه كأنه يعيشُ أبداً، ويعمل لرحيله كأنه يموتُ غداً، عابري سبيلٍ ليسَ لهم في الغدِ ناقة ولا جمل إلا صناعة وطن ريادي مزدهر وتمكين جيل استثنائي متميز، هذا هو حديث المئوية الإماراتية (1971-2071).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©