الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مشاهير التواصل الاجتماعي.. «القدوة الغائبة»

مشاهير التواصل الاجتماعي.. «القدوة الغائبة»
26 يوليو 2018 01:43
استطلاع: قسم دنيا مواقع التواصل الاجتماعي صورة مطابقة لما يجرى في الحياة فهي نافذة تطل على الواقع، لذا يجب أن تركز على الإيجابيات، من خلال مشاهير السوشيال ميديا الذين يتابعهم الجمهور، ومن المفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم، وهو ما يضع هؤلاء المشاهير في دائرة الضوء، ويحملهم مسؤولية ما يعرضونه من محتويات على حساباتهم.. فبدلا من إبراز القيم الجمالية ونبذ الظواهر التي تأثر سلبياً في الشباب والأطفال تحديداً، تأتي من بعضهم أفعالاً تدل على عدم الشعور بالمسؤولية، وهو ما يرفضه الكثير من رواد التواصل الذين يحملون على عاتقهم راية الوطنية في التعبير عن مجتمعهم.... فماذا لو تحلى مشاهير ومستخدمي التواصل الاجتماعي جميعهم بروح المسؤولية ونشروا عبر حساباتهم ما يدعم القيم ويدعو للإيجابية؟ من «هلا بالخميس» إلى تحدي رقصة «كيكي»، ترندات أصبحت من الأكثر شيوعا على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حيث انتشرت أغنية In My Feelings للمغني الكندي دريك، التي أظهرت تحدياً تحت اسم «كيكي» بمنصات التواصل، عبر بث مقاطع لنزول الشخص من سيارته التي تتحرك ببطء والرقص إلى جانبها.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أصبح هناك الكثير من النجوم يشاركون في أداء الرقصة أبرزهم النجم العالمي، ويل سميث الذي قام بتأديتها على جسر في بودابست، والكوميدي الشهير «شيجي» والمدونة السعودية، ريم الصانع، التي تعيش بأميركا، لتشكل تلك الرقصة هوس البعض من مشاهير السوشيال ميديا. وأمرت نيابة أبوظبي مؤخراً بضبط وإحضار 3 من مشاهير التواصل الاجتماعي، وأرجعت ذلك إلى قيام المشاهير الثلاثة بتحدي رقصة كيكي لتعريض حياة الآخرين للخطر والإخلال بالآداب العامة، ومخالفة قانون السير والمرور. تقليد أعمى إبراهيم الذهلي الذي يعد من رواد السوشيال ميديا في مجال السفر والسياحة انتقد هذا السلوك، وما قام به هؤلاء الشباب تقليد أعمى، لم يدركوا خطورته، وقال: هناك الكثير من مشاهير السوشيال ميديا يقدمون رسائل واضحة عبر حساباتهم فمنهم من يقدم صوراً إنسانية، أو توعية بالكثير من المبادرات الخيرية أو نقل معالم الدولة بصورة جمالية، ولهم متابعون من جميع أقطار العالم، هؤلاء يمكن القول إنهم من رواد السوشيال ميديا، بينما ما قام به هؤلاء الشباب فإنه يعتبر سلوكاً مخالفاً لقيم مجتمع دولة الإمارات، ويشكل إخلالاً بالآداب العامة، مؤكداً أنه لابد من التحلي بروح المسؤولية تجاه المواد الإعلامية والفيديوهات التي تنشر عبر حساباتهم. نسبة متابعين منذر المزكي الذي يقدم عبر حسابة في السناب شات مبادرات خيرية إنسانية، بجانب تغطيات الكثير من المبادرات والفعاليات والأنشطة.. يقول: التفاعل مع تلك الظواهر العالمية ممكن تكون من طبيعة البشر، لكن لابد من الوقوف عند أي ظاهرة غربية وما مدى فائدتها، خاصة إذا كان ما يقوم به البعض من مشاهير السوشيال ميديا بحث عن نسبة المتابعين والتفاعل مع ما يقدمه حتى وإن كان سلبياً ولا يعم بالفائدة العامة. وانتقدت المذيعة أسمهان النقبي تقليد البعض من مشاهير السوشيال ميديا رقصة كيكي، مبينة أن البعض من المشاهير ينقصهم الوعي من حيث تقليد تلك الظواهر الغريبة التي جاءت من الغرب وفيها استهتار قد يعرض حياة الآخرين للخطر... فرقصة كيكي هوس وموضة جديدة صدرت من الغرب، فبعد ظاهرة «تحدي الماء المثلج »، و«السيلفي» ظهرت لنا هذه الرقصة التي تنتشر بسرعة من غير هدف يذكر سوى البحث عن عدد المتابعين، مبينة أن هذا التفاعل الكبير أو القيام بها يضر بسلامة الآخرين.. متسائلة النقبي، ما الهدف من انتشار تلك الرقصة بشكل سريع؟ وأضافت: نتمنى من الجميع تقديم صورة إيجابية عن دولتنا التي تسعى للوصول إلى المركز الأولى في جميع المجالات، مشيرة إلى أن ما قامت به النيابة العامة في أبوظبي من إحضار ثلاثة من مشاهير التواصل الاجتماعي على خلفية قيامهم بـ «تحدي كيكي» يحد من انتشار هذه الظاهرة الدخيلة. مسؤولية كبيرة وبين الفنان والمنتج حبيب غلوم، إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مشاهير التواصل الاجتماعي، لأنه في النهاية هم أصوات مسموعة ولديها قاعدة جماهيرية عريضة في العالم العربي ككل، وأنه من خلال هذه المسؤولية فإنه لا يمكن أن نتركهم ينشرون ما يريدون دن أن تكون هناك رقابة على كل ما ينشر، خصوصاً أن هذه المواقع متاحة في كل بيت وعلى كل هاتف متحرك. وتابع: الأمر لا يتوقف أيضاً على المشاهير، بل كل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن لها تأثيراً قوياً، ومن الممكن أن تنتشر فيديوهات يقلدها الآخرون دون وعي، أو فهم لطبيعتها، ومنهم بعض المشاهير من كل المجالات.. ويرى أن المجتمع يستحق منا أن نجمله ونستثمر كل مواطن الجمال فيه بدلاً من البحث عن أشياء هي في محتواها تعد تقليداً واضحاً للغرب، ولا تمت بصلة للتقاليد العربية، منوهاً على ضرورة استخدام السوشيال ميديا ومواقع التوصل بشكل يفيد المجتمع، ويرسخ لقيم جميلة يمكن أن يتم تداولها والتأثر بها بشكل إيجابي، وهذا هو الأهم وهذه هي الرسالة التي أتمنى أن تصل للجميع، لأن السوشيال ميديا من الممكن أن تكون أداة قوية للترابط الاجتماعي أو محطة لتغيير القيم والعادات. ظواهر سلبية وأوضح الفنان حمد الكبيسي بصفته أحد رواد السوشيال ميديا، ولديه حسابات عديدة في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، أنه اعتاد أن يوظف حساباته بشكل مفيد، بحيث تكون أداة حقيقية لإدخال السرور في نفوس المتابعين، وأنه يبتعد عن السلبيات، لذا فهو من المؤيدين لأن تكون هذه المواقع نقطة تواصل لإظهار الأشياء الإيجابية والتحلي بالأمانة والصدق والبعد عن الظواهر السلبية ومحاولة تقليد الغرب كما يحدث من بعض مشاهير السوشيال ميديا. ويرى أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مقهى لعرض الخاص والممنوع والمكروه، والذي هو ضد العادات والتقاليد، لكنها حوار هادف وعرض لواقع المجتمع بشكل مفيد. ولفت إلى أنه من المفترض على مشاهير السوشيال ميديا أن يكونوا قدوة للشباب ولأبناء الجيل الجديد، موضحاً أنه يستخدم حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، حيث يبرز من خلالها بعض العادات الإيجابية مثل ارتداء حزام الأمان، أو الابتعاد عن بعض العادات السلبية مثل التدخين، مشدداً على ضرورة الالتزام بالعادات والتقاليد لمشاهير مستخدمي التواصل الاجتماعي. عالم منفصل أمال استشاري الإرشاد النفسي والتربوي الدكتور جاسم المرزوقي فقال: استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات القليلة الماضية أن تؤثر في حياة الأفراد والشعوب، فهي جزء من الحياة الاجتماعية للكثير من الناس تؤثر فيهم بشتى الطرق، ولأن نافذتها مفتوحة على الاتجاهات كافة، فهي تستعرض أفكار مشاهير السوشيال ميديا، خاصة الذين لديهم بالفعل جمهور كثير على جميع الحسابات الخاصة، وهو ما يتيح نشر محتويات غير مجدية، وتضر بالمجتمع وتؤثر في فتئي الشباب والأطفال تحديداً كونهما الأكثر تأثراً، وفي الوقت نفسه نشر محتويات إيجابية تلتزم بالأعراف والتقاليد وتبث قيم الخير، وفي كلتا الحالتين يحدث تأثر نفسي بمجرد بث هذه المحتويات، وهو وما يستلزم المراقبة والمواجهة ودعم المحسن والتصدي للمسيء، كون هؤلاء لا يعيشون في عالم منفصل حتى لو كان عالمهم الحالي افتراضياً ووهمياً إلى حد ما. وأشار إلى أنه طالما أن هناك أفراداً مشهورين ومؤثرين بمحتوياتهم المطروحة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتابعها العديد من الجمهور ومن المفترض أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم، فإن التوعوية بمخاطر الاتجاهات السلبية أمر حتمي لحماية المجتمع، ومن ثم توجيه فكر هؤلاء المشهورين كون الزلل مرفوضاً، ومن الواجب التصدي له من خلال قوانين الدولة ومعاقبة المسيء. سلاح ذو حدين عن الجانب النفسي لتأثير رواد التواصل الاجتماعي على فئتي الأطفال والشباب تحدثت الدكتورة دولي حبال، المستشارة النفسية في مركز كيور العلاجي، وذكرت أنه من الضروري جداً التركيز على النواحي الإيجابية عند الاطلاع على صفحات المشاهير أو المدونين، لأنها سلاح ذو حدين، وكما تعمل صورهم وتعليقاتهم وصورهم على إفادة الناس، فهي قد تشكل خطراً على الجيل الجديد. وأوضحت أن طبيعة البشر تميل إجمالاً إلى الاقتداء بالشخصيات المعروفة كنوع من التحفيز والتشجيع. ومن هنا حجم الخطورة في مضمون الرسائل التي يمكن نشرها والترويج لها. وحذرت من مشاكل الاضطراب السلوكي الذي تحدثه بعض المنشورات، ويكون أساسها إشاعة أو ظاهرة غريبة لا تمت بصلة إلى المجتمعات المتمسكة بالقيم والعادات والتقاليد. وقالت إن أسوأ ما في متابعة صفحات المشاهير أنهم يعمدون أحياناً إلى عرض مقاطع غير أخلاقية أو مخيفة أو جنونية، متناسين أن جمهورهم قد يشمل فئة المراهقين الذين يسهل التلاعب في عقولهم. وذكرت أنهم بحسب تكوينهم الذهني غير المكتمل بعد غير قادرين على التمييز بين ما هو منطقي وصحي وبين العكس، كما أنهم في الغالب يميلون إلى تبني الأفكار الغرائبية التي تدغدغ مخيلتهم من باب التميُّز ولفت الأنظار. والخطر الحقيقي يكمن في التفاعل الكبير وبالملايين على صفحات رواد التواصل الاجتماعي والذي من شأنه زيادة التأثير على هذه الفئة العمرية، باعتبار أن الأمر مباح ومنتشر والجميع يرحبون به ويضعون له اللايكات والتعليقات، وهنا يحدث خلل في التوازن النفسي للمتلقي من مختلف الأعمار، لأنه يصارع داخلياً بين ما تراه عيناه ويعجبه، وقد يكون فاضحاً أخلاقياً ومدمّراً، وبين ما تسمعه أذناه من تحذيرات وانتقادات لهذا المنشور أو ذاك. وأوضحت أنه من الضروري أن يتنبه المجتمع لهذا النوع من السلوكيات الخطيرة وعدم الاستهانة بها، لأنها مع الوقت قد تنسف كل مفاهيم التربية الصالحة، إذ بات من السهل جداً تمرير أي نهج ونشره بين الناس. وعنده يكون من الصعب العودة إلى الوراء وتصليح ما فسد، وكأن شيئاً لم يكن، وحمّلت المدارس والأهل مسؤولية كبيرة في نشر التوعية بين الطلبة، ووضع خطة لتمكينهم على حسن المقارنة بين المنشور الذي يحتذى به والمنشور الذي يحظر التداول به. أشهر التحديات الثلج والملح 2012 انتشر عام 2012، وأثار ضجة كبيرة لخطورته، وفيه يضع المشارك خليطاً من الملح ومكعبات من الثلج على جسده أو يديه، ويحسب أطول وقت يستطيع فيه تحمل الشعور بالحرق الذي يتولد عن هذا الخليط. رقصة البطريق2013 ظهرت رقصة البطريق عام 2013 ، وانتشر تحديها بين رواد مواقع التواصل والمشاهير، واستخدمت بشكل أكبر في حفلات الزفاف، حيث كان يصطف بعض الموجودين في طابور، ويرقصون على موسيقى مأخوذة من فيلم البطاريق. الثلج 2014 انتشر هذا التحدي عام 2014، وكان الهدف منه دعم مرضى التصلب العضلي الجانبي، وتقوم فكرته على أن يقوم المتحدي بسكب وعاء الماء المثلج فوق رأسه أو يتبرع بـ100 دولار لصالح حملة داعمة للمصابين بهذا المرض، ومن أبرز الذين شاركوا، بيل جيتس، ومؤسس فيسبوك مارك زوكيربيرج. الشفاة 2015 انتشر هذا التحدي عام 2015، وأطلقته عارضة الأزياء الأميركية كايلي جينر وحقق انتشاراً كبيراً بين الفتيات الراغبات في تغيير شكل الشفاه. الفلفل الحار 2016 انتشر هذا التحدي أوائل عام 2016 لدعم التصلب الجانبي الضموري، ويتطلب التحدي تناول الفلفل الحار بكمية كبيرة، ومن ثم نشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لتحدي أصدقائهم بالقيام بذلك، وبدأ هذا التحدي لاعب الكرة الأرجنتيني خافيير زانيتي. المانيكان 2016 انتشر هذا التحدي أواخر 2016، وتقوم فكرة هذا التحدي الذي انتشر بشكل كبير على أن يقوم مجموعة من الأشخاص بتصوير أنفسهم على أنهم تماثيل أو «مانيكان» ثابتة لا تتحرك، ويُعتقد أن هذا التحدي بدأه طلاب في مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا. تحدي كيكي 2018 بلغ هذا التحدي ذروة انتشاره هذه الأيام ووصل إلى المنطقة العربية، وبدأ التحدي عندما انتشر الرقص على أنغام أغنية in my feelings.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©