دبي (الاتحاد)
مع بداية كل بطولة، تبدي الجماهير حسرتها على غياب لاعبين بعينهم، مثَّل ابتعادهم عن النهائيات صدمة لمتابعي «الساحرة المستديرة» على مستوى العالم، وما بين اختلاف الأسباب بين المفاجآت المدوية والمحزنة، لغياب بعض أعرق المنتخبات بداعي عدم التأهل، وشبح الإصابات الذي يطارد أبرز النجوم، فضلاً على خيارات المدربين والأجهزة الفنية، تبقى الحقيقة في أهمية وأفضلية العناصر الغائبة عن مشهد كل مونديال.
يحظى «المستبعدون من جنة المونديال» بمساندة كبيرة من الجمهور، للدرجة التي من الممكن أن يكون فيها منتخب «الغائبين»، من الفرق الأكثر جماهيرية لدى كل المشجعين، ومع انطلاقة مونديال روسيا 2018 الذي جاء حاملاً البهجة لبعض المنتخبات التي تمكنت من كسر العقدة، والحصول على مقعد للمشاركة، مثل مصر التي قفزت فوق حاجز الغياب لمدة 28 عاماً، وآيسلندا وبنما اللتين تأهلتا للمرة الأولى في تاريخهما، جاء مونديال روسيا حاملاً بعض المفاجآت بغياب بعض أعرق المنتخبات مثل إيطاليا، هولندا، تشيلي، الكاميرون الجزائر وغيرها. وخلافاً للغياب القسري لبعض النجوم بداعي عدم تأهل منتخبات بلدانهم إلى النهائيات، أو بسبب الإصابات التي لاحقت مجموعة أخرى من الأسماء اللامعة، آخرهم الأرجنتيني مانويل لانزيني لاعب الجزيرة السابق بداعي الإصابة بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبة القدم اليمنى، ومن قبله داني ألفيس، أو لأسباب أخرى أمثال كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الذي فشل في تمثيل فرنسا منذ عام 2015، وتحديداً بعد تورطه في قضية ابتزاز مواطنه ماتيو فالبوينا، رغم حصوله على حكم براءة من المحكمة، والمهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي لم يرحب المدرب يان أندرسون بفكرة عودته من الاعتزال، لأنه يبلغ 36 عاماً في الوقت الراهن.
ومثّل اختيار القوائم النهائية للاعبي المنتخبات المشاركة في كأس العالم صدمة للعديد من متابعي كرة القدم حول العالم، بعد غياب عدد من النجوم، رغم المستويات الجيدة التي قدموها مع أنديتهم في الموسم المنقضي، وتمثلت أكبر المفاجآت بقائمة الماكينات الألمانية، بعد استبعاد ليروي ساني أحد أبرز نجوم مانشستر سيتي، والذي اختير أفضل لاعب صاعد في الدوري الإنجليزي، إلى جانب استبعاد ماريو جوتزه مهاجم بوروسيا دورتموند، وصاحب هدف تتويج ألمانيا بمونديال البرازيل 2014.
صدمة أخرى تلقتها الجماهير العاشقة لمنتخب الأرجنتين باستبعاد ماورو إيكاردي مهاجم الإنتر الإيطالي، خاصة أن اللاعب يقدم مستويات رائعة في الدوري الإيطالي، وتصدر قائمة الهدافين بـ29 هدفاً، إلا أن ذلك لم يشفع له عند المدرب خورخي سامباولي، وفي منتخب بلجيكا، كان استبعاد ناينجولان نجم وسط روما الإيطالي، بمثابة الصاعقة، نظراً للخبرة التي يملكها اللاعب والشعبية الكبيرة التي يحظى بها لدى جماهير بلاده. شهدت قائمة إسبانيا مفاجآت عدة، أبرزها استبعاد ثلاثي تشيلسي ماركوس ألونسو وسيسك فابريجاس وألفارو موراتا، إضافة إلى مارك بارترا وسيرجي روبيرتو، أما المدرب ديدييه ديشان الذي لطالما واجه انتقادات لإصراره على إقصاء بنزيمة مهاجم ريال مدريد عن المنتخب الفرنسي، فاستبعد أيضاً أدريان رابيو لاعب وسط باريس سان جيرمان وأنطوني مارسيال مهاجم مانشستر يونايتد.
ولدى المنتخبات العربية المشاركة في العرس العالمي كانت المفاجأة الأبرز قيام خوان أنطونيو بيتزي، مدرب منتخب السعودية، باستبعاد نجم الهلال نواف العابد من قائمة «الأخضر»، رغم أنه من أبرز لاعبي المنتخب خلال التصفيات، فيما حسين الشحات لاعب العين أبرز الغائبين عن المنتخب المصري. وتبارت العديد من وسائل الإعلام المختلفة، في رصد تشكيلة المنتخب 33، والذي ضم أبرز الغائبين والمستبعدين عن النهائيات، وذهبت التوقعات إلى أن التشكيلة الغائبة عن المونديال قادرة على إلحاق الهزيمة بأي فريق في المونديال والتتويج باللقب، كونها تضم لاعبين متميزين في جميع المراكز.
عدد اليوم
