الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرفة الله في الرخاء.. فرج

معرفة الله في الرخاء.. فرج
7 يونيو 2018 23:01
القاهرة (الاتحاد) قال ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ»..? ?توجيه نبوي عظيم بالتقرب إلى الله بالعبادات في أوقات النعمة والأمن والصحة، يفرج كرباتك في الضيق والشدة، أي تحبب وتقرب إلى الله تعالى بطاعته وشكر نعمته قبل نزول ابتلائه، و«في الرخاء»، أي في الدعة والأمن والنعمة وسعة العمر وصحة البدن، فالزم الطاعات والإنفاق في القربات حتى «يعرفك في الشدة» بتفريجها عنك. والرخاء يشمل كل أحوال الإنسان، أما الشدائد فهي عارضة، يقول العلماء: يتعرف العبد إلى الله إذا اتقاه وحفظ حدوده وراعى حقوقه في رخائه، فيعرفه ربه في الشدة، وهذه المعرفة تقتضي قربه من ربه ومحبته له وإجابته لدعائه، قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه: «ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه». وقال أهل العلم: يلجأ المسلم إلى الله تعالى في أحواله كلها، في السراء والضراء، والشدة والرخاء، فلا يقتصر ذلك في الشدة فقط، وملازمة المسلم ومواظبته على الطاعة والدعاء في الرخاء، سبب عظيم لإجابة الدعاء عند الشدائد والمصائب والكُرَب والبلاء، عن أبو هريرة أن النبي قال: «مَن سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فلْيُكثِر الدعاءَ في الرخاء». وفي القرآن الكريم ذمَّ الله من لا يلجأون إليه سبحانه ولا يُخلصون إلا في شدتهم، أما في رخائهم ويسرهم وسرائهم، فإنهم يُعرضون وينسون ما كانوا عليه، قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى? ضُرٍّ مَّسَّهُ...)، «سورة يونس: الآية 12». قال ابن رجب: معرفة العبد لربه نوعان إحداهما، معرفة الإقرار به والتصديق والإيمان، وهذه عامة للمؤمنين، والثانية، معرفة تقتضي ميل القلب إلى الله، والانقطاعَ إليه، والأُنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، والهيبة له، وهذه المعرفة هي التي يدور حولها العارفون.a
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©