أزهار البياتي(الشارقة)
يعتبر مركز «مرايا الفنون» عراب المواهب الصاعدة وحاضن للمبدعين من كل مكان حيث يشكل عبر موقعه المتميّز بمنطقة القصباء وبين أحضان هندسة العمارة الإسلامية المطلة على ضفاف قناتها المائية، تظاهرة فنية استثنائية على مستوى الشارقة، ويستضيف بين الفينة والأخرى معارض نوعية ومشاريع ثقافية لنخبة من الفنانين والمثقفين العرب والأجانب.
ولعل شهرة هذه المنصة الثقافية لم تأت من فراغ، بل بنيت على تراكمات نجاح الكثير من المعارض الفنية والمهرجانات الثقافية التي وجدت ملجأ بين جدرانه على مدى السنوات الماضية، حيث اعتمد هذا المركز غير الربحي ومنذ انطلاقته في العام 2010 على فلسفة خاصة، تعنى بشؤون الفن والإبداع وتنتصر للمواهب الفتية لتتبنى أفكار الشباب من داخل الإمارات وخارجها، ويشير لهذا الأمر «يوسف موسكاتيللو»، مسؤول الفعاليات والمعارض في المركز قائلا:” يعد هذا المعلم الثقافي والفني المتميّز، أحد أرقى معارض الفنون البصرية المعاصرة في الشرق الأوسط، لما يقدمه للمجتمع من مشاهدات فنية وتجارب إبداعية غاية في الأهمية والثراء، بالإضافة لكونه منصة رائدة للفن والابتكار، تحتضن الفعاليات والأحداث الفنية طوال مواسم السنة، لتؤشر وبجلاء على نهج شارقة الإمارات واستحقاقها لقب عاصمة الثقافة والفنون».
بدعم من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، وبرعاية خاصة لمسيرته الفنية يتموضع هذا الصرح الثقافي الواعد في قلب الإمارة النابض بالحياة، متوسطا وجهة القصباء السياحية ومستريحاً على مدى مساحة واسعة منها، تربو على 1,500 متر مربع، موزعة بذكاء على ثلاثة طوابق شامخات، تمثل فيما بينها أروقة متعددة ومعارض جماعية وفردية تهتم بمختلف ألوان الفنون المحلية والإقليمية والعالمية، مستعرضة آخر مستجدات الإبداعات المعاصرة ورواد الفن الحديث، مع أعمال النخبة من أرفع الفنانين المخضرمين والشباب.
معارض ومبادرات
وينّوه «موسكاتيللو» لتوزيعات مرافق «مرايا» وأبرز برامجه النوعية، فيقول: يضّم المركز عدداً من الصالات والمعارض، ليكتسي كل مرفق منها بطابعه ونشاطه الخاص، بدئا من النادي الاجتماعي الذي يعنى بتنظيم البرامج والفعاليات الثقافية، ومرورا بمؤسسة « بارجيل» للفنون، وانتهاء بمعرض «مرايا» الفني، بحيث يشتمل على جملة من البرامج والأنشطة الفنية المتنوعة، منها إتاحة الفرص للمبدعين والموهبيين الشباب لاختبار تجارب فنية وأدبية جديدة، والعمل على تطوير أفكارهم ومهاراتهم الابتكاراية، ومنها أيضا إطلاق مبادرات متعددة الأهداف، تساهم في تنشيط الحراك الفني والثقافي في الإمارات، كمبادرة « أرشيف مرايا للفيديو» والتي أسست أرشيفاً مستداماً لفن صناعة الفيديو سواءً الأفلام القصيرة أو الأفلام الكارتونية، يتيح لصنّاع الفيديو والباحثين والمهتمين الحصول على معلومات تؤرخ السّير الذاتية والسجل المهني والبيانات الفنية التي تفيدهم في مشاريعهم المختلفة”.
«الفنان المقيم»كما تهتم “ مرايا” بتطوير المواهب الصاعدة عن طريق العمل جنب إلى جنب مع المؤسسات الدولية، مبتّعثة العديد من الفنانين المحليين للخارج، في سبيل ترقية حسهم الفني وتطوير أدواتهم المهارية بالصقل والاحتكاك مع التجارب العالمية من خلال برنامج
«مرايا الفنون»
ويعبّر «موسكاتيللو» عن اعتزازه الخاص بحديقة “ مرايا الفنون” والتي أضافت مزيدا من الزخم والحيوية على نشاط المركز، مشيرا إلى أن هذه الحديقة المبتكرة ساهمت بتقديم الكثير من الفعاليات والمشاريع الفنية، مشّكلة منصة عرض خارجية ومفتوحة في الهواء الطلق، لتحتضن واجهة عبر المجاز المائية قسمين من أقسام المشروع، الأول حديقة المنحوتات التي تعرض مشاريع الفنانين، والمصممين، والمهندسين المعماريين المحليين والدوليين، والثاني حديقة الفنون للأطفال، والتي تُعرّف الأطفال على عالم الفن من خلال فنون النحت، والألعاب التفاعلية، مع مختلف الأنشطة التعليمية”.
ثم ملجأ الكتاب” والذي يعد مبادرة خلاقة لجعل الكتاب الورقي في متناول الجميع دون رسوم أو قيمة مالية، فتساهم بدعم القراءة والتعليم والثقافة لتنشأ أكبر مكتبة مجانية في العالم، كما تشجع المجتمع على التعاون والتبرع بالكتب المستعملة، من أجل مشروع رائد يعيد تدوير الكتاب ويروّج لثقافة المطالعة للجميع.
عدد اليوم
