السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تتنافس على سوق الاتصالات الأفريقية

شركات تتنافس على سوق الاتصالات الأفريقية
4 مارس 2012
برشلونة (رويترز) - نظراً لضعف البنية التحتية وتفتت الأسواق وشدة المنافسة، تقدم افريقيا مكاسب وأخطارا محتملة على السواء لشركات الاتصالات الباحثة عن النمو في بلدان مثل نيجيريا الغنية بالنفط وبلدان قامت فيها ثورات مثل ليبيا وتونس. وفي ظل توقعات بنمو المبيعات بفضل استخدام الهواتف الذكية الجديدة الرخيصة ونمو سوق الشركات واستخدام معظم العملاء في افريقيا للهاتف المحمول للدخول إلى الانترنت وممارسة الأعمال، أصبح العديد من شركات الاتصالات تبحث عن أهداف للاستحواذ في افريقيا. وقد تتوسع فرانس تليكوم وفودافون اللتان تعملان حاليا في افريقيا لكنهما ستواجهان منافسة من لاعبين جدد من الأسواق الناشئة مثل فيمبلكوم الروسية وام.تي.ان الجنوب افريقية وبهارتي ايرتل الهندية. وقد تقرر شركات صينية تبيع حاليا أجهزة اتصالات في افريقيا شراء مشغلين أو رخص تشغيل. وفي عام 2010 خسرت تشاينا موبايل في منافسة مع بهارتي ايرتل اقتنصت فيها الشركة الهندية وحدات للاتصالات في 16 دولة افريقية مقابل 10,7 مليار دولار. لكن تحقيق المكاسب في افريقيا -إحدى آخر أسواق الاتصالات الناشئة التي لم تكتمل بعد- ثبت أنه صعب للغاية كما اكتشف بعض اللاعبين الحاليين. فالسوق مجزأة ومفتتة في 56 دولة بعضها يضم عشرات المشغلين ويميل المستهلكون في افريقيا إلى إنفاق ما بين دولار وعشرة دولارات شهريا على الاتصالات وهو أقل كثيرا مما ينفق في أوروبا أو الولايات المتحدة لكنه أكثر مما في الهند. ضعف البنية التحتية وقال مسؤولون تنفيذيون لـ “رويترز” خلال مشاركتهم في المؤتمر العالمي للهاتف المحمول في برشلونة إن المشغلين أدركوا أن تكلفة تشغيل الشبكات مرتفعة بسبب ضعف البنية التحتية. وأصبح المشغلون ومنهم فرانس تليكوم يدرسون سبلا لاقتسام التكاليف من خلال اتفاقات للمشاركة في الشبكات. وقال سونيل ميتال رئيس مجلس إدارة بهارتي إن افريقيا سوق أصعب من الهند في نواح عدة. وقال خلال إحدى جلسات المؤتمر “هناك وجهان للاختلاف بين ما رأيناه في الهند وافريقيا ... أحدهما أن تكلفة التشغيل مرتفعة للغاية وهذه كانت مفاجأة كبيرة لنا والثانية أنه لا توجد طبقة وسطى”. وأضاف “إما أن تجد حفنة من الناس في شريحة ثرية من المجتمع أو تجد الكثير من الناس الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة الخدمة”. وأقر كولن بريريتون خبير الاتصالات لدى شركة برايس ووتر هاوس كوبرز للاستشارات بأن افريقيا فيها فرص وفيها مخاطر للمشغلين. وقال “افريقيا موجودة حيث هي ... هذا لا يعني أنها ستكون سهلة أو سلسة في الأجل القصير. سيستغرق الأمر فترة طويلة وسيكون صعبا”. ومن بين أكثر الأسواق جاذبية ليبيا وتونس إذ من المتوقع أن تفتحا أبوابهما بعد الربيع العربي. وتوجد في ليبيا التي تكافح لاستعادة الاستقرار بعد الحرب الدموية التي شهدتها العام الماضي شركتان لتشغيل الهاتف المحمول مملوكتان للدولة هما المدار وليبيانا. ومن المتوقع أن تفتح الحكومة الجديدة هذا القطاع من خلال بيع رخص جديدة أو حصص في الشركتين القائمتين. وقالت شركة كيوتل القطرية واتصالات الإماراتية ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في مقابلات مع “رويترز” إنهم مهتمون بليبيا. وقد ينضم إليهم آخرون أيضا. وتونس مهيأة للتطور أيضا إذ انها من البلدان الموسرة التي فيها بنية تحتية جيدة. ويوجد ثلاثة مشغلين للهاتف المحمول في تونس اثنان منهم مملوكان جزئيا لفرانس تليكوم وكيوتل. وهم يرغبون في طرح هواتف ذكية وخدمات جديدة. وقد تحيي الحكومة الجديدة أيضا الإدراج المزمع لأسهم شركة اتصالات تونس المملوكة للدولة والذي ألغي في أوائل عام 2011 في ظل الاضطرابات السياسية الناجمة عن الثورة. البحث عن فرص في الوقت نفسه، قد تستشعر فودافون وفرانس تليكوم جاذبية نيجيريا لأن هذا البلد الغني بالنفط هو ثالث أكبر اقتصاد في افريقيا بعد جنوب افريقيا ومصر ويقدم حجما كبيرا إذ يبلغ عدد العملاء المحتملين 160 مليونا. ويجري الحديث منذ فترة طويلة عن شركة جلوباكوم ليمتد التي تعمل في نيجيريا وجمهورية بنين وغانا وساحل العاج كهدف محتمل إذا قررت عائلة ادينوجا التي أسستها أن تبيع. وقال مصرفي إن فودافون أجرت فحصا فنيا لجلوباكوم في عام 2009 لكنها أحجمت عن إبرام صفقة. وقال المصرفي “هناك فرصة حقيقية لصفقة في نيجيريا ... إذا حدث شيء كبير فسيحدث هناك لكن الشركات الأجنبية لديها مشاعر متباينة تجاهها لأنها قلقة بشأن سلامة موظفيها”. وقالت فودافون وفرانس تليكوم إنهما قد تشتريان أصولا صغيرة لتعزيز وجودهما الحالي. وقد عززت فرانس تليكوم وجودها في افريقيا خلال السنوات القليلة الماضية حيث اشترت ميديتل المغربية وموبينيل المصرية لكنها لمحت في الفترة الأخيرة إلى أنها ستبطئ وتيرة التوسع هذا العام. وقال ايلي جيرار رئيس الاستراتيجية والتطوير في الشركة “إذا سنحت فرصة في عام 2012 فسندرسها لكننا لا نعتزم المبادرة إلى البحث عن صفقات كبيرة”. وأضاف أنه سيكون من المجدي جدا لفرانس تليكوم أن تعمل في بوركينا فاسو وبنين وتوجو. لكن بالرغم من الجاذبية الواضحة للنمو السريع في افريقيا هناك العديد من التحديات. فقد حاولت بهارتي تنشيط السوق من خلال خفض الأسعار للمستهلكين لكنها فوجئت بأن ذلك لم يؤثر إلا قليلا من حيث ارتفاع عدد المكالمات أو الرسائل القصيرة. وقال ميتال خلال المؤتمر العالمي للمحمول “وجدنا أنه في كل مرة نوفر فيها أموالا في الاتصالات (للمستهلك) تنفق الأموال على الغذاء”. وهناك مسألة أخرى تدعو للإحجام وهي طبيعة القواعد التنظيمية التي يصعب التنبؤ بها. وقد أبلغت اتصالات قطر (كيوتل) التي اقتنصت أصولا في 16 دولة من الجزائر إلى اندونيسيا في إطار خطة توسع مدتها عشرة أعوام أنها بوجه عام تفضل العمل في آسيا والشرق الأوسط. وقال الرئيس التنفيذي ناصر معرفية “نتلقى دعوات كثيرة للذهاب إلى افريقيا والعمل هناك ... يبدو أنه ليس هناك تحكم في عدد الرخص التي تصدر. نحن مندهشون”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©