أعلنت الأمم المتحدة مساء أمس الأول أن المعارك التي تدور منذ أسبوعين بين قبائل في جنوب شرق ليبيا أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل وتشريد آلاف الأشخاص مضيفة أن المنطقة ما زالت تشهد توترا بالرغم من التوصل إلى هدنة. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك نشر بعد بعثة تقييم على الأرض إن “أكثر من مئة شخص قتلوا في هذه المعارك التي أرغمت نصف سكان مدينة الكفرة إلى النزوح عنها”.
وتطابق هذه الحصيلة مع حصيلة تلقتها وكالة فرانس برس قبل أسبوع من مصادر قبلية في قبائل التبو وقبائل الزوي التي تدور المعارك بينها منذ 12 فبراير. ودخلت وحدات عسكرية ليبية الجمعة إلى مدينة كفرة لفرض الأمن فيها وتوصلت إلى فرض هدنة بين المقاتلين. وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه وبالرغم من وقف العمليات العدائية فإن “الوضع ما زال متوترا في الكفرة” حيث ينتظر 200 مهاجر لمغادرة المنطقة. يشار إلى أن مدينة الكفرة التي يقطنها 40 ألف نسمة تقع في جنوب شرق ليبيا على الحدود مع تشاد والسودان ومصر وهي نقطة عبور استراتيجية للمهربين في الصحراء.
من جانب آخر، قال قائد ميليشيا ليبية قوية إنها لن تستجيب لطلب الحكومة حل الميليشيات لأن الحوافز المعروضة ليست سخية بدرجة كافية مطالباً بمنازل وسيارات وقروض بدون فوائد لرجاله حتى يمكنهم “تحقيق أحلامنا”.
وقال عبد الله ناكر قائد واحد من اكبر فصيلين للميليشيا ينتشران في طرابلس إن مقاتليه لن ينضموا إلى المبادرة الحكومية إلى أن يعلموا بوضوح ما هي المزايا التي سيحصلون عليها. وأبلغ ناكر التلفزيون الليبي أن الناس تحتاج إلى رواتب أعلى واستقرار اقتصادي وتأمين طبي ومنازل وسيارات وان الرجال العزاب يريدون الزواج. وقال إنهم يريدون قروضا بدون فوائد حتى يمكنهم أن يعيشوا عيشة كريمة. وتساءل لماذا لا تقدم لهم الحكومة قروضا قيمتها 100 الف دينار ليبي (60 الف دولار) حتى يحققوا أحلامهم. وأعلن ناكر - الذي يقول إن لديه 20 ألف رجل تحت قيادته - أنه سيشكل حزبا جديدا للمنافسة في أول انتخابات في البلاد والتي من المقرر أن تجري في وقت لاحق هذا العام. وعندما سئل بشأن مخاطر التدخل الأجنبي قال ناكر إنه لن يسمح بفساد سياسي وانه يقبل المنافسة الشريفة وان يفوز الفريق الأفضل لكنه لن يتسامح إزاء “المنافسة غير الشريفة التي تدعمها أموال أجنبية والتزوير”. ومن المرجح أن يواجه حزب ناكر تحدياً من عبد الحكيم بلحاج وهو مقاتل سابق وقائد ميليشيا منافسة في طرابلس.