الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالمقيت: الفوز بجائزة أبوظبي علامة فارقة في حياتي

عبدالمقيت: الفوز بجائزة أبوظبي علامة فارقة في حياتي
21 فبراير 2012
(أبوظبي) - عبر عبدالمقيت عبد المنان الصبي الهندي المقيم في أبوظبي، الذي يعتبر أصغر فائز بـ"جائزة أبوظبي 2011" في دورتها السادسة، عن بالغ سعادته بحصوله على هذا الوسام، وأعرب عن فخره واعتزازه كونه حظي بشرف الوقوف بين يدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الإمارات أثناء تكريم الفائزين العشرة بالجائزة، وأشار عبد المقيت إلى أنه فوجئ بالحدث، ولم يكن متوقعا هذا الفوز، وأشار إلى أن ذلك يشكل علامة فارقة في حياته. واعتبر عبدالمنان ابن العشر سنوات الذي يدرس في مدرسة أبوظبي الهندية نفسه محظوظاً جداً، كون فوزه بالجائزة سيساعده كثيراً في نشر الوعي بمخاطر الأكياس البلاستيكية، وأوضح أن طموحه يتجاوز تنقية مدينته أبوظبي من هذه الأكياس وتعويضها بأخرى صديقة للبيئة إلى الإمارات كاملة، حيث سيعمل حسب قوله على أن تصبح الإمارات خالية من هذه الأكياس. ولتسليط مزيد من الضوء على تجربته وجهوده في مكافحة الأكياس البلاستيكية والتي أهلته للحصول على "جائزة أبوظبي 2011" في دورتها السادسة، التقت "الاتحاد" عبدالمقيت عبد المنان في بيته بمنطقة سوق الميناء في أبوظبي، بحضور أسرته المكونة من والده مدير المبيعات بإحدى الشركات في أبوظبي، ووالدته ربة منزل وأخيه، بينما جلس عبد المقيت على الأرض في عمق غرفة الجلوس، حيث اعتاد أن يفرش أوراق الصحف على مكتب خشبي صغير، متخذاً منه ورشة صغيرة لصناعة الأكياس الصديقة للبيئة، مؤكداً أنه يؤمن بما يقوم به لمصلحة أبوظبي والإمارات كافة. وعبر أفراد الأسرة عن سعادتهم الفائقة، بفوز ابنهم، وأشادوا بجدية هذه الجائزة التي لم تستثن الناس البسطاء، وتعمل على تكريم الإبداع والمبدعين. وأكدوا شعورهم بالفخر كونهم حضروا حفل التكريم، وقالوا إن التكريم سيشكل دعما كبيرا لابنهم، وهو بمثابة اعتراف بجهوده، مؤكدين أن أرض الإمارات هي أرض خير وحاضنة لكل الناس، وقالوا إنهم لا يتوانون عن تشجيع ابنهم الذي استطاع بفضل وعيه المبكر وحبه للأرض التي يعيش عليها أن ينجح بأفكاره البسيطة وإصراره على تحقيق نتائج جيدة، مما جعله نموذجاً يحتذى به. وقال عبد المقيت إنه لا يعرف من رشحه للجائزة التي جعلت عائلته تشعر بالفخر، في حين حملته مسؤولية كبرى في خدمة الإمارات التي اعتبرها بلده الثاني، مؤكدا أنه سيعمل جادا ليكون عند حسن ظن من وثقوا به. وتتمحور الفكرة التي جعلت عبد المقيت يخطف الأنظار في مشروعه البيئي، حيث حاول استبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى بيئية، تتكون من أوراق الجرائد، وبدأ عبدالمنان تطبيق فكرته بعد أن شهد حملة الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية عام 2010، والتي صادف توقيتها اليوم الوطني للبيئة، تلتها محاضرات في مدرسته تدعم هذه الحملة، مما جعله، يعكف على صنع أكياس معاد تدويرها يومياً، وتوزيعها على البقالات المجاورة، وتفتقت طاقته وكشف عن قدرة كبيرة في إقناع كل من حوله في استعمال الأكياس البيئية التي كان يصنعها من ورق الصحف يوميا ويوزعها على البقالات المجاورة، ليصبح الحي الذي يسكن به خاليا في فترة من الفترات من الأكياس البلاستيكية، وصار مشروع هذه الفكرة هوايته الأولى، وخلال سنة واحدة تقريباً تبرع بأكثر من 4000 كيس ورقي في أبوظبي. كما قام بتوزيع عدد من أكياسه الورقية على محال البقالات في منطقته. ورش عمل لتدريب الصغار والكبار وذكر عبد المقيت عبد المنان أن الجميع كانوا يظنون أن هذا الاهتمام مرحلي، لكنه أثبت أنه يأخذ الموضوع بجدية كبيرة، ودعم ذلك بما تعلمه خلال البحث عن المخاطر التي تحدق بالبيئة من جراء الاستعمالات الخاطئة لهذه الأكياس، ونقل شغفه وحبه لهذا العمل إلى كل من حوله، حيث باتت والدته مرافقته ومساندته في كل المناسبات والأحداث التي يشارك فيها بالتوعية وورش العمل التي يدرب فيها الصغار والكبار عن كيفية صنع هذه الأكياس من الأوراق المعاد تدويرها، مشيدا بدور أهله الذين يدعمونه ماديا ومعنويا، ويقدرون ما يقوم به في جميع أنحاء الإمارات. ولتطبيق هذه الأفكار دأب على تقديم ورش عمل في المدارس والجامعات ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، والمراكز التجارية، والهيئات الحكومية والخاصة، وبعض المؤسسات الأخرى. بداية مشروعه البيئي قال عبدالمنان إن مشروعه البيئي، بدأ بتفكيره في البحث عن وسيلة بديلة عن استخدام الأكياس البلاستيكية التي تحتاج إلى مئات السنين كي تتحلل، وأضاف: عندما حضرت حملة دعم مكافحة الأكياس البلاستيكية في المدرسة سنة 2010، أخذت الموضوع بجدية كبيرة، حيث طلب منا المدرسون أن نقلل من استعمال البلاستيك في كل الاستخدامات نظرا للضرر الذي يسببه للبيئة، وخلال هذه الحملة طرحت عدة أفكار وعدة أرقام تتحدث عن المخاطر التي تلحق بالبيئة من جراء هذه الاستعمالات الخاطئة، وكنت أفكر طوال الوقت في ابتكار طريقة لأساعد بها على حل هذه المشكلة ولو جزئياً، فقمت بابتكار آلية بسيطة لتحويل أوراق الصحف اليومية إلى أكياس، واستشرت والدتي وتحدثت معها في الموضوع، واقترحت عليها أن أجهز بعض الأكياس، فوافقت على ذلك. وبعد أن أنجزت كل واجباتي طلبت منها أن ترافقني إلى البقالة المجاورة، لجلب بعض الحلويات والعصائر، وأخذت معي هذا الكيس البيئي، وناولته لصاحب البقالة ليضع فيه هذه الأشياء، ولاحظت أنه فوجئ بالفكرة وأبدى اعتراضه في البداية، ولكنه رضخ تحت إصراري، ومن ذلك اليوم أصبح هذا التصرف معتادا، أما والدتي فكانت تنزعج بداية من الأوراق التي أخلفها في مكاني بعد القص واللصق، وباتت تتكرر القصة كل يوم، بل بدأت أزود البقال بمجموعة أكياس بيئية في كل زيارة وأستأذنه في وضع مشتريات الصغار البسيطة فيها. واستمر عبد المنان في صنع هذه الأكياس بمعدل 2 إلى 3 أكياس كبيرة و6 إلى 10 أكياس صغيرة يوميا، خلال أيام المدرسة، أما خلال العطلة الأسبوعية فإن إنتاجه يتجاوز 30 كيساً، وأصبحت صناعة هذه الأكياس الورقية هوايته المفضلة، وشغلت المرتبة الأولى بين هواياته الأخرى، التي تتمثل في قراءة القصص، وكرة القدم، والألعاب الإلكترونية. نقل الفكرة إلى المدرسة بعد ذلك بدأ ينطلق بفكرته خارج المنزل فيقول: نقلت هذه الفكرة إلى مدرستي، وأصبحت أشارك في كل الأحداث التي تتحدث عن البيئة، وأطبق ذلك على أرض الواقع، وأحمل هذا الكيس معي أينما حللت، وأصبحت مدرستي تنفذ فكرتي، ونقص استعمال الأكياس البلاستيكية في المدرسة. وأوضح أن الخطوة الثانية كانت خارج مدرسته، من خلال يوم خيري نظمه مركز النور لذوي الاحتياجات الخاصة، تضمن معرضاً يعتبر كرنفالاً سنوياً لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاركين والمتبرعين، ويتضمن العديد من الفعاليات الترفيهية والنشاطات والتسوق لجذب الجماهير. ولكونه يوما يشمل عدة فعاليات، منها تدريب الأطفال المعاقين على عدة مهارات يدوية، فإنني عملت على تعليمهم كيفية صنع أكياس بيئية من أوراق الجرائد، وأذكر أنهم تفاعلوا بشكل كبير أسعدني جدا، وقبل أن تنتهي الفعالية كان رقم هاتف والدتي عند مجموعة من المهتمين، وكانت هذه بمثابة البداية لي، إذ أصبحت والدتي تتلقى اتصالات من مختلف الجهات للمشاركة وتقديم محاضرات عن فكرتي وكيفية تطبيقها». وهنا تدخلت والدته، عندليب فاطمة المنان ربة بيت ومدرسة سابقة لمادة التربية الإسلامية، قائلة في بداية اندفاعه نحو هذا الموضوع، ظننت أنها أفكار لحظية وتنتهي مع مرور الوقت، لكنه استمر في ذلك، وملأ البيت حيوية، بحيث كان يصنع العديد من هذه الأكياس ونعمل على توزيعها على البقالات المجاورة بشكل طوعي. وعندما استطاع أن يكسب ثقة البقالين، أصبح عدد من البقالات تستعمل هذه الأكياس البيئية فقط، مشيرة إلى أن مشاركة ابنها في مركز النور، جعلت العديد من الجهات الحكومية والخاصة، والمدارس والجامعات، تتصل بنا لتقديم ورش عمل في كل أنحاء الإمارات. وأضافت أن إصراره جعلني أنحني تقديرا لشغفه لتوصيل أفكاره للجميع، كما أقنعني بمعلوماته عن أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة، بل كان يفاجئني ببعض الأفكار والأرقام المطروحة في هذا الصدد، وشكل ذلك إضافة لنا جميعا في البيت، فعادة الآباء من يقودون أولادهم، ولكن العكس ما يحصل معنا، إذ يقودنا عبدالمقيت نحو ما يؤمن به. مشاركات محلية ودولية وبعد أن أثبت نجاحا كبيرا في هذا المجال، بدأت استجابات أوسع أمامه وترحيب اكبر بالفكرة وتطبيقها في آفاق أوسع، حيث قامت المدرسة التي يدرس بها عبدالمنان وعدد من الشركات في أبوظبي بتنفيذ فكرته واستبدلت أكياسها البلاستيكية بالأكياس الورقية، وأصبح عدد من زملائه يصنعون أكياسهم بأنفسهم، ويضعون بها الأشياء المغلفة التي يأخذونها معهم للمدرسة ثم تطور الأمر الى صنع أظرفة الرسائل، والدعوات المرسلة للأهل من قبل المدرسة. وفي عام 2011 تم اختياره لحضور مؤتمر تونزا التابع للأمم المتحدة في إندونيسيا، كما شارك في حملة "قلل .. أعد استخدام.. أعد تدوير" في أبوظبي والمنطقة الغربية للتقليل من النفايات التي نظمها مركز أبوظبي لإدارة النفايات. وأشارت والدته إلى أنه شارك أيضا في العديد من المؤتمرات الدولية المتعلقة بالبيئة داخل دولة الإمارات وخارجها ممثلاً لها. ومنها فعاليات أقيمت في جامعة زايد دبي، وجامعة الجزيرة دبي، ومدرسة القديس يوسف، والمدرسة الفلبينية، كما قدم ورش عمل في الحدائق العامة والمراكز التجارية التي توزع الأكياس الورقية على زبائنها، وبعض مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة. ولا يكتفي عبد المنان بالمشاركة في الفعاليات وإنما ينمي معارفه في هذا المجال لينشر التوعية بأخطار الأكياس البلاستيكية على أكثر من مستوى، ويجيب عن كل الأسئلة المطروحة عليه والمتعلقة بهذا الأمر. وقال عبد المنان في هذا الصدد: من خلال بحث أجريته عن هذا الموضوع، عرفت أن الأكياس البلاستيكية لا تتحلل في الأرض إلا بعد مئات من السنين من إلقائها في التراب، وهذا يسبب دمارا كبيرا للأرض وللعديد من الكائنات الحية، وبالتالي فهي تشكل خطراً على الإنسان نفسه بشكل كبير جداً. مطلوب جهود أكثر للتوعية يؤكد عبد المنان أنه لاتزال هناك حاجة لمزيد من جهود التوعية بأخطار الأكياس البلاستيكية، والتشجيع على استخدام الأنواع البديلة الصديقة للبيئة، مشيرا إلى أنه لم يكتف بالتعريف بالأكياس الورقية، وإنما اتجه للبحث عن أفكار أخرى تعمل على التخفيف من استعمال البلاستيك بكافة أنواعه، مثل استعمال قنينات الماء البلاستيكية التي يحملها الطلبة للمدارس ويعـاد استعمالها أكثر من مرة، وحفظ الطعام في الأكياس البلاستيكية، فتوجه لتوعية الصغار والكبار بالأضرار الناجمة عن ذلك، ونصح باستعمال قنينات صحية بديلة لها، مثل الزجاج، أو البلاستيك الصحي. ولكنه يواجه بعض الصعوبات في إقناع الناس بضرورة التخلي عن الأكياس البلاستيكية، فمن خلال تجربته مع توزيع الأكياس على البقالات، تبين له أن هذه الأخيرة تستهلك أكثر من 200 كيس يوميا، في حين يقدم لصاحب البقالة 20 كيسا مثلا ولا يتم استعمالها كاملة، نظرا لعدم الوعي بأهمية الموضوع، داعيا إلى ضرورة القيام بحملات لتوعية المستهلكين ومناهضة استخدام الأكياس البلاستيكية، في جميع المدارس، والحدائق، مشيراً إلى أن البعض ليس لديه الوعي الكافي بأبعاد هذه المشكلة حتى الآن. الجائزة توفر زخماً لدعم جهود التوعية البيئية أكد عبد المقيت عبد المنان أنه يستعد لتقديم المزيد من ورش العمل للتوعية بأضرار الأكياس البلاستيكية، خاصة ضمن الفعاليات المتعلقة بالمناسبات البيئية مثل اليوم الوطني للبيئة، لافتا إلى أنه سيقدم ورشة عمل خلال الاحتفال القادم بيوم البيئة بأحد المراكز في الدولة، مشيرا إلى أن حصوله على الجائزة، سيشكل فارقا كبيرا في الإقبال على هذه الورشة، وسوف يوفر زخما كبيرا لدعم هذه الجهود وسيخدم البيئة بشكل عام. وأضاف: لكوني صغير السن فإن إقناع الصغار سيكون سهلا، وبالتالي سأعمل على توسيع دائرة المهتمين بالبيئة، مشددا على أن هذا العام سيشهد أنشطة أكثر وخطوات جديدة في هذا المجال تقديرا لكل من وثق به. وكان عبد المنان قد ساهم منذ 2010 في الفعاليات البيئية التي تقام احتفالا باليوم الوطني للبيئة والذي يصادف 4 فبراير من كل سنة، ويتضمن العديد من الأنشطة التثقيفية والتوعوية بمختلف المواضيع المتعلقة بالبيئة، حيث قدم ورش عمل للتعريف بكيفية صناعة الأكياس الورقية، كما قام بتوزيع عدد منها، كما شارك بهذا الخصوص في مركز الخالدية في أبوظبي سنة 2010، وقدم ورشات عمل لصناعة أكياس بلاستيك، كما شارك في تقديم ورشة عمل ومحاضرة في جمعية النساء الهنديات سنة 2011. البلاستيك عدو البيئة تمكن عبدالمنان من تكوين حصيلة كبيرة من المعرفة البيئية، في إطار اهتمامه بهذه القضية، وأصبح يتحدث بلغة علمية وبثقة كبيرة عن الاحتباس الحراري، والمشاكل البيئية الكبيرة التي تحاصر الأرض والتغيرات المناخية، مما جعله يقنع الكبار والصغار بما يقوم به من جهود للحفاظ على البيئة، وفي هذا الإطار أوضح عبدالمنان أن الأكياس البلاستيكية هي عبارة عن مواد غير قابلة للتحلل، لذلك فإن الكميات التي يجري دفنها في الأرض لا يمكنها التحلل إلا بعد مرور سنوات طويلة جدا، تفوق مئات السنين أحيانا، مما يؤدي إلى تسميم التربة الزراعية ومصادر الشرب، وأضاف أنّ تحللها يؤدي لفرز مواد كيميائية سامة تمتزج بالتربة مما يؤدي إلى أضرار للتربة والنبات وتقليص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. وأشار عبد المنان إلى أن أضرار الأكياس البلاستيكية تتجاوز إتلاف التربة وقتل الحيوانات إذا أكلتها، إلى الطيور، والحيتان في البحر، حيث تتسبب عند وصولها إلى البحار، في قتل الدلافين والحيتان والسلاحف، فهي تموت بعد استهلاكها الأكياس البلاستيكية. وأشار عبد المنان إلى أن هذه المواد الكيماوية الموجودة في الأكياس البلاستيكية تنتقل عن طريق المواشي إلى الإنسان من خلال تناول لحمها بعد الذبح، موضحا أن هذه المواد السامة تتسرب إلى الدم وتعتبر من المسببات الخطيرة للأمراض والسرطانات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©