الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نصر الطائي: هناك فجوة بين الشعراء الرواد وبين القراء من جيل الشباب

نصر الطائي: هناك فجوة بين الشعراء الرواد وبين القراء من جيل الشباب
5 يناير 2018 20:48
عبير زيتون (الاتحاد) عبر الشاب الإماراتي نصر ليث الطائي، عن فخره واعتزازه لترشح كتابه (تَأَمُّلَات فِي شِعْرٍ مُهْمَل) لجائزةِ «زَايِد للكِتاب» لما تَحظى به الجائزة من مكانةٍ عالمِيَّةٍ بارزةٍ يَتنافَسُ عَلَيها مُثَقَّفُو العالمِ من مُخْتَلفِ الأَقطَار من شتى المجالاتِ العِلمِيَّةِ، ولِما حَقَّقَتْهُ الجائِزة مِن مُخرجاتٍ خلالَ العشرَةِ الأَعوامِ السَّابقة بِجهُود نخبَة مِن الأُدباءِ والنُّقاد وَالموظَّفين العاملينَ فيها. وقال «الطائي» في حديثه لـ«الاتحاد»: إن تَّرَشُّح كتابي لفرعِ «المؤلف الشاب» يُبرِزُ جانِبًا من جوَانبِ تَقديرِ المُؤسَّسات الثقافية فِي الدَّولة للجهود التي يَبْذُلُها الشَّباب فِي خِدمة الثقافةِ على نطاقٍ دولي، مِمَّا يَعكسُ سَيْرها على الطريقِ الذي شَقَّهُ لنا والِدُنا الشَّيْخُ «زَايِدُ بِن سُلْطَان آل نِهْيَان» -طيَّبَ اللهُ ثَراه- نحو العلم والبناءِ.. ولذلك رأيْت أَنَّ المشاركةُ في الجائزةِ واجِبٌ يفرضُه عَلَيَّ الدَّافِعُ الوطنِيُّ كشَاب إماراتيٍّ مُثَقَّفٍ، ويكفيني فخرًا أَنْ يرْتَبطَ اسْمُ الكتابِ بِجائزَة زَايِد للكتاب، وإن كانت تَعْني لي مسؤوليَّةً عَظِيمَةً، ودافِعًا لِلعَطَاءِ والمُسَاهَمَةِ أَكثَرَ في الميْدانِ الثقافي. يسعى الشاب الطائي في كتابه (تَأَمُّلَاتٌ فِي شِعْرٍ مُهْمَل) إلى تَسْلِيطُ الضَّوْءِ على التُّرَاثِ الثَّقافِيّ ومُبْدِعِيهِ، حَيْثُ يُناقشُ نِتاجَ وحياةَ ثَمانِيَةِ شُعَرَاءَ رُوَّاد مِنْ دُوَلِ الخَلِيجِ السِّتِّ، جَميعُهِمْ عاشوا ووُلِدوا في القَرنَيْنِ التَّاسِعَ عَشْرَ وَالعِشْرِين، وساهَمُوا فِعْلِيًّا فِي إِنْعَاشِ الحَياة الثقافِيَّة في الخليج العرَبِي بِشَكْلٍ أوْ بِآخَر، ولكِن اندَثرَ إِنْتَاجُهِمْ وتَوارى ذِكرُهُم لظروف مختلفة، مُستَخلصًا الدُّرُوس وَالعِبَر المُنبثقة منْ رُؤَاهِمْ وَتَجَارِبِهِمْ عبر مناقشة محاور بارزة في شعر الرواد منهم. وأوضح ليث الطائي«المَنْهَج المُتَّبع فِي تَشكِيل وَتَكْوِين فِكْرَة الكِتَابِ بقوله: أَفْرَدْتُ في كُل فصْلٍ مِحْورًا معَيَنًا تُحِيطُ به هالة من المَحاورِ المُتَفَرِّعَة، وذلكَ لِتَقديمِ فكْرِو وِجْدَانِ كُلِّ شاعِرٍ نَحو قضِيَّةٍ أو موضوعٍ مُعَيَّنٍ، بَعِيدًا عن الرَّتابَةِ والتكرَارِ فِي الطرحِ، حيث تَستَنْطِقُ الشَّعْراءَ لِلحديثِ عن محاوِرَ رئِيسِيَّةٍ كالمرضِ والبلَاءِ، الصَّدَاقَةِ والأُخُوَّةِ، المَديحِ، الوَطَنِ والحُرِّيَّةِ، العِلْم وَالرَّقْيِّ الحَضاريِّ، الحُبِّ والمُجونِ، الأَغْراضِ والتَّعابِيرِ الشعرِيَّةِ، الغُرْبَةِ الزَّمانِيَّةِ والمَكانيَّةِ، وما َيُحِيطُ بهذه المحاور وسواها من قضايا ورُؤًى وخواطر وَأحداث تارِيخِيَّة وسير مُتَعَلِّقَة بها ومُتَشَعِّبَة».أما «لِمَاذَا (مُهْمَل)؟» وَما المَقْصُودُ بِعُنْوانِ الكِتاب؟ يقول نصر ليث الطائي:« أكادُ أَجْزم أنَّ كُلَّ منْ بَحَث في تاريخِ الشعرِ الفَصِيحِ في منطقة الخليجِ العربِيِّ فِي مرحلة ما قُبَيْلَ الْنَّفْط والازدهار الاقتِصاديِّ والعُمرانيِّ، يُؤْمنُ بأَنَّ هُناك فجْوَةً بينَ شُعراءِ ذَلِكَ الجيلِ وبين القُرَّاء من جيلِ الشَّبابِ، وبيْن هؤُلاء الشُّعَراء الروادِ وأَشِقائنَا القُرَّاءِ منْ سائرِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ، وهذا هو هدف الكِتَاب التَعرِيفٌ بِغَايَتِهِ والالتِفات لجوانِبَ مُهْمَلة مِن التُّرَاث الشِّعْرِيّ، رغم أنه إِنَّه ليسَ أَوَّلَ كِتَاب يَتَطَرَّقُ لِهَؤُلَاءِ الشُّعَرَاءِ، ولَكِنَّهُ أَوَّلُ كتابٍ تَوَسَّعَ في دراسةَ مَفاهيمَ وظواهِرَ وأَفكارٍ بارِزَةٍ في شِعرِهِمْ». وعن أسباب اِخْتياره كشاب يافع مَوْضوعَ البحث في «الشعر» دونَ سوَاه قال الطائي:«أَرَدتُ التأمل في أَفْكَار ومفاهيمَ وقَضايا وظواهِرَ وفَضائِلَ حوتْهَا الأَشعارُ في منطقةِ الخليجِ العربي بتلْكَ الفترَةِ، وذلك لقيْمَة الشعرِ الرَّفيعة ومَنْزِلَتِه في ثقافتنا العَرَبيَّة. فهوَ أسمى أنْواعِ الكَلامِ، ومِن أجمَلِ ألوانِ البيَّانِ، فهو فنٌ وعلمٌ.. هو فنٌ، حيثُ ترسُمُهُ براعَةُ الأَفْكَارِ، ويَنْسِجُهُ الخيالُ وَتُصَورُهُ العاطِفَةُ، فَيتَوَغَّلُ ليُثيرَ الشُّعُورَ والوِجْدانَ، ثُمَّ يَحْمِلُ النَّفْسَ على الطَّرَبِ. وهو عِلْمٌ لأنَهُ (دِيوَانُ العَرَبِ)، ومصْدرٌ ثقافيٌ مُعْتَمَدٌ للبَلاغَةِ والتَّاريخِ، وسِجِلٌّ للمَعارِفِ الإِنسانِيَّةِ، يُخَاطِبُ العُقُولَ بمَبادِئَ وقِيَمٍ متوارثةٍ ليَبْقى نبعًا مِن يَنابيعِ الحضارَةِ، ووَقُودًا مُسْتَخْلَصًا مِنْ تَجارِبَ اجتِماعِيَّة وإنسانِيَّة مُتنوعَة ومُتَغَيِّرَة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©