الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الوزاري العربي» يندد بالتوغل التركي بالعراق ويدين التدخل الإيراني في الشؤون العربية

«الوزاري العربي» يندد بالتوغل التركي بالعراق ويدين التدخل الإيراني في الشؤون العربية
25 ديسمبر 2015 11:56

القاهرة (وام، وكالات) أعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن إدانته للحكومة التركية لتوغل قواتها العسكرية في الأراضي العراقية باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومي العربي. وجدد المجلس إدانته للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، باعتباره انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، ومبدأ حسن الجوار، كما أنه يحمل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي. كما أدان اختطاف مواطنين قطريين جنوبي العراق واصفا ذلك بالعمل المشين الذي يخالف أحكام الدين الإسلامي ويمثل خرقا صارخا للقانون الدولي. وطالب المجلس في قرار أصدره في ختام اجتماعه غير العادي اليوم، الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الأراضي العراقية دون قيد أو شرط. وأكد المجلس مساندة الحكومة العراقية في الاجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة التي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية .. مطالبا الحكومة التركية بالالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلا مهما كانت الذرائع . و طلب المجلس من الأمين العام لجامعة الدول العربية ابلاغ قرار المجلس بهذا الشأن رسميا لرئيس مجلس الأمن .. كما طلب من العضو العربي في مجلس الأمن متابعة الطلب المتضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحين تحقيق الانسحاب الناجز لهذه القوات. وأكد المجلس في ختام اجتماعه غير العادي اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية وقال الأمين العام المساعد للجامعة، أحمد بن حلي، لدى تلاوة نص القرار على الصحفيين: «إن القوات التركية تزيد من حالة البلبلة في المنطقة». وأكد المجلس في قراره «مساندة الحكومة العراقية في الإجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة التي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية»، وطالب «الحكومة التركية بالالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلاً مهما كانت الذرائع». من جهة أخرى، جدد مجلس الجامعة العربية إدانته للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتباره انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار، كما أنه يحمل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي. وطالب المجلس إيران بالامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية، ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف أو من خلال التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين، والتي تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول العربية المستقلة ذات السيادة، ولا تساعد على بناء الثقة، وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تشكل خرقاً للقوانين والأعراف الدولية ومبادئ الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية. ودعا المجلس إيران إلى ضرورة ترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية وفي الحوار وإزالة التوتر، إلى خطوات عملية وملموسة قولاً وعملاً. كما أدان المجلس اختطاف مواطنين قطريين جنوب العراق واصفا ذلك بالعمل المشين الذي يخالف أحكام الدين الاسلامي ويمثل خرقا صارخا للقانون الدولي. وأكد أنه يتابع بقلق بالغ اختطاف عدد من المواطنين القطريين جنوب العراق وإدانته لهذا العمل المشين الذي يخالف أحكام الدين الإسلامي الحنيف وجميع الشرائع السماوية ويمثل انتهاكا اجراميا لحقوقهم الانسانية من قبل الخاطفين وأنه عمل مرفوض يتعارض مع القيم والاخلاق العربية ويسيء الى أواصر العلاقات الاخوية بين الأشقاء العرب . وشدد مجلس جامعة الدول العربية على أنه في الوقت الذي يدين فيه ويستنكر اختطاف المواطنين الأبرياء الذين دخلوا الأراضي العراقية بصورة قانونية ومشروعة، فإنه يعرب عن تضامنه التام مع حكومة دولة قطر ومساندته لها في جميع الإجراءات التي تتخذها لضمان إطلاق سراح مواطنيها واستعادتهم لحريتهم وعودتهم امنين لوطنهم وأسرهم. و أعرب المجلس عن أمله في أن تسفر الاتصالات التي تجريها حكومة دولة قطر مع حكومة جمهورية العراق عن إحراز نتائج ايجابية تؤمن سلامة المواطنين القطريين وإنهاء احتجازهم على نحو فوري. وأكد المجلس مجددا مواصلة تعاون الدول العربية مع حكومة جمهورية العراق لدعم جهودها في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العراق الشقيق وما تبذله من جهود متواصلة لاطلاق سراحهم. وطالب المجلس الحكومة العراقية بتحمل مسئولياتها القانونية الدولية واتخاذ الإجراءات الحاسمة والفورية الكفيلة بضمان سلامة المختطفين وإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن خاصة أنهم دخلوا الأراضي العراقية بموجب سمات دخول رسمية صادرة عن سفارة العراق في الدوحة استنادا إلى موافقة وزارة الداخلية العراقية وأن واقعة الاختطاف حدثت في أراض تقع تحت سيادة الحكومة العراقية وسيطرتها الأمنية. وفيما يتعلق باتفاق الصخيرات الخاص بالعملية السياسية في ليبيا، دعا وزراء الخارجية العرب الأطراف كافة إلى احترام الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية بتاريخ 17 ديسمبر الجاري الذي ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني، ولجهود الدول العربية ودول الجوار التي ساهمت في التوصل إلى هذه النتائج. وأكد المجلس التزامه التام سيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية. في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الطارئة «للوزاري العربي» التي ترأستها الإمارات قرقاش: التدخل التركي الإيراني ترك آثاراً سيئة في الدول العربية القاهرة (وام) ترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي انطلق أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور معالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. ويناقش الاجتماع - الذي يعقد بناء على طلب من العراق - التدخل العسكري التركي داخل الأراضي العراقية. وكان العراق قد طلب رسمياً عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث التحرك العربي إزاء دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق أراضيه وتحديداً في محافظة الموصل وقد أيد الطلب العراقي عدد من الدول العربية. وضم وفد الدولة المشارك في الاجتماع، معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وسعادة الدكتور جاسم الخلوفي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية وشهاب الفهيم الوكيل المساعد لشؤون المراسم بالوزارة وعلي الشميلي مسؤول مندوبية الدولة لدى الجامعة العربية والدبلوماسي هاني بن هويدن عضو مندوبية الدولة لدى جامعة الدول العربية. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الطارئة، إن هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب جمهورية العرق لمناقشة دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق الأراضي العراقية وبتأييد كل من الكويت والأردن وتونس وموريتانيا ومصر ولبنان، كما يناقش طلب دولة الإمارات بإدراج التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والطلب القطري بإدراج مسألة القطريين المختطفين في الأراضي العراقية. وأضاف معاليه إنه لا يخفى علينا الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقتنا العربية في هذه اللحظة التاريخية ومدى ما يدور بدولنا من أخطار تهدد عوامل الاستقرار فيها والمتمثلة على وجه الخصوص في محاولات المساس بالسيادة الإقليمية التي كانت ولا تزال أهم ضمانات الأمن القومي العربي بوجه عام. وتابع معاليه أنه بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الإرهاب متمسحاً بالدين الإسلامي الحنيف نشهد محاولات حثيثة لإثارة الفتن في مكونات المجتمعات العربية بما يمس أمننا القومي في الداخل والخارج وبث الدعايات المغرضة، مشدداً على أن كل ذلك يفرض علينا التمسك بكل ما تفرضه قواعد القانون الدولي وما تضمنته المواثيق الدولية من ضرورة الالتزام من جانب الكافة باحترام السيادة الإقليمية لكل الدول وحظر التدخل في شؤونها الإقليمية. وقال «لعلنا كدول عربية ضمن هذه الأسرة الكريمة نحرص ألا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وفي المقابل فإننا نأبى تدخل الآخرين في شؤوننا تحت أي ذريعة كانت وفي أي صورة يأتي عليها هذا التدخل». وأضاف معاليه «ونحن إذ نؤكد على ما سبق فذلك لأنه يساورنا قلق عميق من محاولات التدخل في شؤون الدول العربية، كدول وطنية، من جانب بعض القوى الإقليمية الأمر الذي يجعل من اجتماعنا اليوم لمناقشة التدخل التركي في العراق فرصة سانحة لنطرح على بساط البحث مظاهر التدخل الأخرى، سواء من جانب تركيا أو إيران وما يقتضيه ذلك من مناقشة سبل حماية أمننا القومي والسيادة الإقليمية لدولنا، كدول وطنية، ضد مظاهر هذا التدخل وأخطاره. ولفت معاليه إلى أن ما يزيد من قلقنا أن التدخل السافر من جانب تركيا وإيران قد ترك آثاره السيئة على الاستقرار في العديد من الدول العربية، باعتباره انتهاكاً لسيادتها وسلامتها الإقليمية على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه. وقال معاليه إنه لا ينبغي على هذه الدول الساعية إلى المساس بأمننا القومي أن تغتر ببعض مظاهر الضعف المؤقت الذي يشهده النظام العربي حاليا ذلك أن سيادتنا وأمننا وسلامتها الإقليمية تمثل خطاً أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة ولنا في هذا الصدد ظهير قوى من نصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة اللذين يجعلان من احترام السيادة الإقليمية حجر الزاوية في العلاقات السليمة فيما بين الدول كما يجعل المساس بها صورة من صور العدوان. وأضاف معاليه «أنه ووعيا منا بحقيقة كوننا نعيش في منطقة واحدة فإنه من مصلحة الجميع خلق أرضية مشتركة للتعاون وإرساء الثقة فيما بيننا قوامها الحفاظ على المصالح المشتركة لكافة الدول على أساس الاحترام المتبادل لسيادة دول المنطقة واتباع سياسة حسن الجوار فيما بينها». وقال «لعلها فرصة طيبة أن يكون اجتماعنا اليوم على المستوى الوزاري لكي ندعو فيه للحرص على هذه المبادئ لاسيما أن ما يعاني منه العراق تعاني منه دول عربية أخرى فمبدأ احترام السيادة الإقليمية هو مبدأ عام لا يقبل التجزئة ومن ثم يجب احترامه من الكافة وعلى الكافة». وقال معاليه «نتطلع أن نخرج من هذا الاجتماع عاقدين العزم ومتوافقين على أن تكون علاقاتنا مع جيراننا قائمة على أساس الاحترام المتبادل لسيادتنا الوطنية مع التعبير على حرصنا الجازم على حمايتها بكل ما أوتينا من عزم وتصميم». وقدم معالي الدكتور أنور قرقاش تعازي دولة الإمارات قيادة وشعبا للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في وفاة نجله الذي وافته المنية إثر حادث سير أليم وقع شرق موريتانيا، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم عائلته وذويه وكافة محبيه الصبر والسلوان. كما هنأ معاليه الأمتين العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف، وهنأ الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والإنجيلية والأسقفية والمسيحيين جميعا في داخل الدول العربية وخارجها بمناسبة عيد الميلاد المجيد. من جانبه أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية أعمال الدورة الطارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية من أجل مناقشة الطلب العراقي للنظر في توغل القوات التركية في عمق الأراضي العراقية، مشدداً على أن هذا يشكل انتهاكا واضحاً لقواعد القانون الدولي والسلامة والأمن الإقليميين. ودعا القوات التركية للانسحاب فوراً للحدود الدولية المعترف بها. وقال العربي في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر، أن التأييد العربي السريع والقوي لعقد الاجتماع يعكس حجم التضامن العربي الواضح مع العراق، معرباً عن دعم الجامعة للجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل إقناع تركيا لسحب قواتها، آملا أن تستجيب الحكومة التركية لهذه المساعي. وأكد العربي مساندة الجامعة العربية للحكومة العراقية وما تقوم به لمكافحة الإرهاب خاصة وأن القوات العراقية تشن حاليا حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. كما أكد أن الطلب الإماراتي بإدراج التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية يشكل مدخلا مناسباً لبحث جميع المسائل المتعلقة بصيانة الأمن القومي العربي. واستعرض العربي في كلمته تطورات الأوضاع في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا. من جانبه استعرض إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بلاده لإقناع تركيا بسحب قواتها من العراق بأسلوب متحضر ودبلوماسي، كون العراق يعتمد الآن على قوة الدبلوماسية وليس دبلوماسية القوة. وشدد الجعفري على أن الجانب التركي أصر على استخدام مصطلح إعادة نشر القوات وهى ما زالت باقية، والعراق لن يسمح أبدا بذلك لأنه يعد انتهاكاً واضحاً لسيادته. وطالب الجعفري مجلس الجامعة العربية باتخاذ موقف يرتقي لحجم الانتهاكات التي يتعرض لها العراق، مؤكدا أن ما يبذله العراق من جهود دبلوماسية ليس من قبيل ضعفه ولكن من قبيل القوة والحرص على الحفاظ على العلاقات مع كافة الدول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©