الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة «المتخيل المسرحي»: عن أي صحراء نحكي؟!

ندوة «المتخيل المسرحي»: عن أي صحراء نحكي؟!
19 ديسمبر 2015 22:37
محمود عبد الله (أبوظبي) في إطار البرنامج الفكري لمهرجان المسرح الصحراوي، نظمت إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام أمس الأول في صحراء الكهيف – الذيذ، مسامرة فكرية بعنوان «الصحراء في المتخيل المسرحي العربي» أدارها الزميل عصام أبو القاسم، وطرح من خلالها الدكتور حازم كمال الدين، مدير فرقة زهرة الصبّار المسرحية البلجيكية، تساؤلاً حول الصحراء كمكان يمكن أن يؤثث لعروض مسرحية، أم هي مجرد مكان روحاني شفاهي؟ وقال: إذا أردنا الاشتغال على ثيمة الصحراء يجب أن نعمل على فكرة الفضاء أو الموقع اللامسرحي، وهو أمر مخالف للمسارح التقليدية، مما يقتضي اللجوء لوسائل تقنية ودراماتورجية وأدائية مختلفة تنسجم مع روح المكان الصحراوي المفتوح ما يتطلب مقترحاً بضرورة إلغاء الأبعاد المسرحية الأربعة. وتناول كمال الدين أهمية أن ينتبه العاملون في حقول المسرح العربي إلى أهمية بعث الصحراء في العرض المعاصر، لنتشارك في بناء مسرح ما بعد حداثي يقوم على عناصر تأصيلية نابعة من بيئتها الصحراوية، مختتماً بحديث مفصل عن مفهوم (الشفاهية) مستذكراً ما كان يدور في سوق عكاظ من ارتجالات شعرية، حينما كان يقف الشاعر فارساً على تلة رملية يحيط به جمهور يحفظ قصيدته الأولى، على اعتبار أن للصحراء ذاكرة شفوية، ثم يعيد الجمهور هذا الارتجال في إطار مسرحي، فتتحول المشاهدة تبعاً لذلك إلى عملية إبداعية، مع متلقٍّ غير سلبي. وقدم المسرحي البحريني خليفة العريفي في ورقته مجموعة كبيرة من الأسئلة التي يمكن أن نبني عليها تصوراً لمفهوم المسرح الصحراوي، والقيمة الفكرية والفنية لمفردة الصحراء، منها: ماذا نعني بالمسرح الصحراوي؟ وهل هو عنوان أم مصطلح؟ وهل سنذهب إلى الصحراء لكي نقدم لسكانها مسرحاً يعنى بحياتهم وظروفهم وثقافتهم؟ وقال العريفي: الصحراء العربية اليوم تغيرت كمكان عما كانت عليه في حياة البداوة الأصلية، بعد أن تحولت بفعل سيطرة الاقتصاد على العالم إلى أماكن سياحية للترفيه، وكيف نتعامل هنا مع هذه الظاهرة الجديدة في تحولات المكان والإنسان، وهل سننقل المسرح ليكون حالة ترفيهية للناس، أم سنأخذه بمفاهيم الموروث والأصالة، بكل ما تحمله من تراث صحراوي وتقاليد وعادات وأصول وقيم ومجالس، وشعراء وصعاليك ومفردات الصحراء في تربية ذوق الإنسان. ودعا العريفي في الختام إلى مسرح ينسجم مع طبيعة وثراء وخيال الصحراء، بعيداً عن بهلوانيات التقنية التي قد تضيع بساطة المكان وجمال صنعه الفطري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©