محمد حامد (دبي)
«نحن نعشق أجواء الحروب، وحينما لا تكون هناك حرب كبيرة في هذا العالم، فلا يوجد أمامنا سوى إشعال حرب صغيرة داخل الملعب أو في الطريق إليه» هذا ما يقوله أحد أعضاء رابطة ألتراس سسكا موسكو، ويبدو أن الأمر يتجاوز مجرد حب كرة القدم، أو تشجيع الفريق الروسي الذي أصبح لديه الرابطة الأكثر خطورة من الناحية الأمنية ليس في روسيا وحدها، بل في أوروبا بأسرها.
مشهد الألعاب النارية التي توحي بأن هناك جحيماً على الأرض تكرر من جديد خلال مباراة سرفينا زفيزدا الصربي، مع ضيفه سسكا موسكو الروسي باستاد «النجم الأحمر» في بلجراد، التي أقيمت في ذهاب دور الـ32 لبطولة يوروبا ليج، وانتهت بالتعادل السلبي، وأثارت تحركات وتصرفات الجماهير الروسية حالة من القلق في صربيا، واتخاذ تدابير أمنية كبيرة لمواجهة الشغب، وتدخل حكم المباراة لإيقافها بعد أن أصبح من المستحيل رؤية الكرة في أرض الملعب، فقد تصاعدت ألسنة الدخان وجعلت الرؤية منعدمة.
رابطة ألتراس سسكا موسكو كانت قد تسببت في مشاكل أمنية كبيرة في روما عام 2014، وتم طعن أحد المشجعين والقيام بأعمال شغب دفعت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لنقل مباريات الفريق الروسي لملعب آخر، ومنع جماهيره من الحضور، الأمر الذي دفع الجمهور إلى رفع لافتات تقول «نعشق كرة القدم ولا نطيق الاتحاد الأوروبي».
وكانت روابط الألتراس الروسية قد أثارت الذعر في مدن فرنسا خلال نهائيات أمم أووربا 2016، واندلعت حرب شوارع بين جماهير المنتخبات المختلفة، وكان للروس حضور قوي في أعمال الشغب، وخاصة معاركهم ضد الإنجليز، وبلغ الأمر بالسلطات الفرنسية حد التفكير في إلغاء البطولة خوفاً من فقدان السيطرة على الموقف.
ووفقاً لتحقيق صحفي نشرته «الميرور» اللندنية فإن الشغب الجماهيري في روسيا، والعنف الذي تمارسه روابط ألتراس الروسية تعود جذوره لتأثر هذه الروابط بالهوليجانز الإنجليز، وهم الأشهر على الإطلاق في ممارسة الشغب الجماهيري، إلا أن إنجلترا تخلصت نهائياً من هذه الظاهرة التي امتدت لدول أخرى، وعلى رأسها روسيا، ويحمل مونديال الصيف المقبل تحدياً كبيراً للسلطات الروسية التي أكدت أنها سوف تقمع بكل قوة أي محاولة للشغب الجماهيري من شأنها التأثير على تنظيم المونديال.
عدد اليوم
