الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بالعربي قبل الإنجليزي

14 ديسمبر 2015 00:20
من عرف القراءة وتصادق مع تفاصيلها وتذوق متعتها واستطعم صحبتها سيدرك أنها لا تختلف عن الطعام ، فهي إحدى ملذات الحياة وأهم روافد معرفتها وقد تصل في ضرورتها إلى مرحلة الغذاء لدى من يشعر بجوع القراءة فيجتهد في إشباع حاجته منها . القراءة مذاق ممتع لمن تذوق جرعاتها منذ طفولته، شأنها في ذلك شأن بعض الطعام الذي نعتاد نكهته منذ الصغر، لكننا في المقابل نرفض طعاماً لم نعتد تناوله وهو الأمر مع القراءة، فإن لم يشعر الطفل بطعم القراءة ومتعة لمس صفحات الكتاب فستتكون جفوة بينه وبين ما تحمله صفحات الكتب من زاد المعرفة وسيصعب التغلب عليها في مراحله المقبلة. لكي نوجه المجتمعات نحو قبلة القراءة علينا بأطفال الرياض نكتب لهم مايستطيعون استيعابه ومايحاكي اهتماماتهم، نهيئ لهم المكتبات المدرسية ونخصص من الحصص مايكفي للتنفس بهواء المكتبة بل نركز عليها لاسيما في حصص اللغات، فما سيتعلمه الطفل لغوياً من قصة يقرأها ويستمتع بها أضعاف ما سيتعلمه من درس منهجي في غرفة الصف بشكلها التقليدي.لكنني حينما زرت الزوايا الخاصة بالكتب في بعض المتاجر الكبيرة صدمت بتوافر كم كبير من قصص الأطفال باللغة الإنجليزية بينما تخلو من القصص ذاتها بلغة الدولة الرسمية، فلا شك أن وراء هذه الظاهرة عوامل ثقافية فكرية تجارية اجتماعية. ولا نعلم سبباً للوجود المتواضع لقصص الأطفال باللغة العربية، أهو شح قصص الأطفال في الوطن العربي أم لأنها تجارة بائرة لا تعود على الكاتب بالربح الوفير أم أننا لا نستوردها لأن أغلب البائعين في الدولة من غير العرب فلا يستطيعون التمييز بين النافع والضار منها ولا يجازفون بشراء سلعة يجهلون قيمتها؟ أم لعلم التجار أننا نسعى بشكل عام إلى تعليم أبنائنا اللغة الإنجليزية التي نافست لغتنا الأم بل تغلبت عليها في اقتناع عدد ليس بالقليل لأنها الأولى في الثقافة والتعليم. القراءة مسؤولية الجميع حكومة ومجتمع كما أن توفير ما يحتاج إليه أطفالنا من القصص بلغتهم العربية تماماً كما تتوافر لهم باللغة الإنجليزية إن لم يكن بشكل أوفر وأجود هو مسؤوليتنا جميعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©