الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«منتدى تعزيز السلم»: المسلمون الأكثر تضرراً من التطرف

«منتدى تعزيز السلم»: المسلمون الأكثر تضرراً من التطرف
13 ديسمبر 2015 12:11

إبراهيم سليم (أبوظبي) دان بيان الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس أمناء «منتدى تعزيز السلم» حول الأحداث الإرهابية الأخيرة التي حدثت في عدد من دول العالم، خطورة النيران التي أججها فكر التطرف والإرهاب في مناطق مختلفة من الأرض، وآخرها الأحداث التي وقعت في عواصم عالمية مثل باريس وتونس ومالي وكاليفورنيا، والتي استفزت العالم وألبته على المسلمين وأشعلت فتيل الكراهية بين المواطنين في البلد الواحد وشوهت سمعة الإسلام والمسلمين حيثما وجدوا.وندد البيان، في ختام اعمال الاجتماع في العاصمة أبوظبي أمس، الذي عقد تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية- بهذه الجرائم الارهابية، التي لا يمكن أن تنسب إلى الإسلام دين الرحمة، الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا إلى المسلمين، بل ولا إلى العقلاء من بني البشر فلا منطق لهذه الأفعال الشنيعة إلا أن يكون للعبث نفسه منطق، ودعوا مقترفيها إلى الإقلاع فوراً عن هذه الجرائم التي آذت الإنسانية، وشوهت الإسلام وأرهقت المسلمين وكفرت الناس وأزهقت الأرواح وأراقت الدماء المعصومة، فلم تستثن النساء ولا الشيوخ ولا الصبيان، خلافاً لنصوص الدين الإسلامي، ودمرت المساجد ودور العبادة.ودعا علماء الإسلام ومفكريه في زمن الفتنة العمياء إلى إسهامهم في إخماد نيران الحرائق التي أججتها المظلوميات والأحقاد وألبسها الجهل أو سوء الفهم أو حب الدنيا لبوس الشرعية الدينية، وتحمل مسؤوليتهم، والاصطفاف في صف واحد لمواجهة تيار الغلو والعنف بصراحة ووضوح لا لبس فيه تثبيتاً لفئات كبيرة من المسلمين أنفسهم على ما ألفوه ومارسوه بوحي من دينهم من قيم السلم والتضامن والمحبة، ودفاعاً عن صورة هذا الدين التي أصابها من الغبش والتشويه بهذه الجرائم ما لم يصبها بالدعاية المغرضة والتشويه المتعمد، مشددين على إعادة ترتيب البيت الإسلامي وإصلاح مكوناته أفراداً وجماعات ومؤسسات لإيجاد البيئة السياسية والاجتماعية والتربوية والأمنية المساعدة على الوقاية من هذه الآفة وعلاج آثارها ومخلفاتها.ودعا البيان أصحاب الفكر السياسة والدين والإعلام والفنون إلى الإسهام مع العالم الإسلامي في إيقاف هذا العبث بحياة الناس وأمنهم واختياراتهم الشخصية والمجتمعية وعيشهم المشترك، مذكرين بأن المسلمين هم أكثر الناس تضرراً ومعاناة من آفة التطرف العنيف.واستنكر المجلس في بيانه تحميل بعض الأصوات في الغرب الإسلام والمسلمين جريرة هذه الأحداث وينوهون بالقادة السياسيين والدينيين والمفكرين في الغرب الذين أدركوا أن هذه الأفعال الإجرامية لا يسوغ أن تنسب بحال من الأحوال إلى دين كالإسلام عرفه المنصفون منهم من ماضيه القريب والبعيد، كما يعرفونه من ملايين المسلمين الذين يعيشون في وئام وسلام مع إخوانهم في الإنسانية والوطن شرقاً وغرباً، محذرين من الانجرار إلى الاستغلال المغرض لمثل هذه الأحداث لمصالح سياسية ضيقة تحرم المسلمين - حيث هم أقلية - من حقهم في الاحتفاظ بخصوصياتهم الدينية والثقافية واللغوية، وترمي بهم في مهاوي الوصم والتمييز والتهميش لأن ذلك هو فعلاً ما تهدف إلى تحقيقه هذه الأفعال الإجرامية الشنيعة كي يتأتى لمدبريها تأليب المواطنين بعضهم ضد بعض، ليسهل عليهم في هذا الجو من الكراهية وانعدام الثقة تجنيد مزيد من الجهال والمحبطين والمغرر بهم.كما دعا إلى دعم المجتمعات المسلمة في الغرب والأقليات المسلمة عموماً وخاصة فيما يتعلق بالتعليم الديني لتنجو من مزالق التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع، وتنخرط في تنمية أوطانها بما يضمن التعايش للجميع وتصحيح صورة ديننا الحنيف وصورة أتباعه في الغرب.ونوه البيان بعزم «منتدى تعزيز السلم» بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية وبرعاية سامية من جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب تنظيم مؤتمر «حماية الأقليات الدينية في العالم الإسلامي» في مراكش أواخر شهر يناير من السنة المقبلة، ويعتبرون هذا المؤتمر خطوة رائدة في بيان الصورة الحقيقية للإسلام ومبادرة غير مسبوقة في التجسيد الفعلي لسماحة الإسلام ورحمته وإنسانيته. الاجتماع التأسيسي الى ذلك أعلن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة عن الاجتماع التأسيسي لمجلس أمنائه، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد على مدار اليومين الماضيين، برئاسة معالي الشيخ عبد الله بن بية رئيس المنتدى ونخبة من أصحاب المعالي العلماء وأصحاب الفضيلة والسماحة والمفكرين وكوكبة من الإعلاميين والمثقفين. وأكد المنتدى دعم الإمارات العربية المتحدة للجهود المعززة للسلم، والسعي لاحتواء المناطق الملتهبة، وأن جميع العلماء المسلمين يثمنون الدور الذي تلعبه الإمارات في إقرار السلم، ومواجهة التطرف، والغلو والتشدد، والعمل على نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الراعي لمنتدى تعزيز السلم وكل فعالياته. وقال معالي الشيخ عبد الله بن بية: إن المنتدى وتحقيقا للأهداف التي قام عليها، عمل على وضع وتنفيذ خطط قريبة المدى تتمثل في التدخل في مناطق التوتر في المجتمعات الإسلامية والإنسانية، وخطط سريعة لإصدار منتجات علمية وفكرية لتصحيح المفاهيم وتأصيل قيم السلم، وأهم ما سيعلن عنه في الأمد القريب «موسوعة السلم» التي ستكون أول موسوعة في التاريخ الإسلامي حول موضوع السلم، وكذلك عن خطط للتكوين ضمن برنامج علمي محكم ينتسب إليه الرجال والنساء إقرارا بمبدأ أهمية دور المرأة في تعزيز ثقافة السلم، وبحث سبل إنجاح مؤتمر حماية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية (للإطار الشرعي والدعوة للمبادرة) والذي سينعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ملك المملكة المغربية والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية شراكة مع منتدى تعزيز السلم-أبوظبي، بمدينة مراكش في 25-27 يناير 2016م، تمهيدا لمؤتمر ثان حول الأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة (الإطار القانوني والدعوة إلى المبادرة). وأشار معاليه الى أن الاجتماع التأسيسي لمجلس أمناء المنتدى يهدف إلى تنسيق كافة الجهود لإعلان الحرب على الحرب المتطلعة إلى نتيجة السلم على السلم، وإعلان عام 2016، لمكافحة التطرف والإرهاب وذلك في ظل الظروف الراهنة وتسارع الأحداث والتي تحتم على علماء الأمة تنسيق جهودهم ضمن عمل مؤسسي قادر على مواجهة التطرّف ومتيحا فرصة للتعاون على البقاء الذي يؤدي إلى البقاء بدل التنازل على البقاء الذي يؤدي إلى الفناء. وأضاف معاليه: في ظل عدم فعالية الخطابات الفكرية والمنهجية التي يمكن أن تقي الشباب من السقوط في أحضان الفكر المتطرف الذي تسارعت خطاه ووتيرته في استقطاب فئات واسعة منه في المجتمعات الإسلامية والإنسانية، فإن الضرورة أصبحت ملحة إلى قيام كيان مؤسسي يسارع الخطى بحسب الممكن نحو تشخيص أسباب السقوط، ووصف الأدوية الوقائية من هذا الوباء أولا، ثم القضاء عليه ثانيا باعتبار ذلك واجب الوقت الذي ينبغي أن يؤديه علماء المسلمين. مشكلات وأكد معاليه خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات المنتدى، على أن هناك مشكلات وتحديات صعبة تواجه المجتمعات المسلمة، بسبب أصحاب العقول المنغلقة، والتيارات المتشددة، وغير المدركة لحقيقة الإسلام، قادتنا إلى نفق مظلم لا يرى في آخره ثمة ضوء، وأن الإمارات هي الدولة التي تقود الحراك السلمي وتعزيزه في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، وأن هذا الدعم هو من أصدق أنواع الدعم المقدمة في العالم الإسلامي. وفيما يتعلق بعزم المنتدى الثاني لتعزيز السلم تشكيل فرق من علماء المسلمين للسفر إلى المناطق الملتهبة وعقد حوارات فكرية لتصحيح الأفكار المغلوطة وموقف علماء الإسلام من تصريحات المرشح الأميركي دونالد جون ترامب العنصرية التي دعا فيها إلى عدم السماح للمسلمين بدخول أميركا، أشار معاليه الى أنه على الرغم من صعوبة هذه المهمة بسبب تأزم الأوضاع الميدانية في مناطق عديدة في الدول الإسلامية ولم تكن حكومات الدول المستهدفة جاهزة لاستقبال وفود العلماء ورغم ذلك تم إرسال وفد إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لدراسة المساهمة في بناء السلام والمصالحة بين أطراف الصراع في أفريقيا الوسطى، كما تم استقبال وفود من نيجيريا وبحثنا معهم السبل الكفيلة بإخماد حرائق الفتن والتطرف. كما أكد معاليه أنه تمت الدعوة إلى اجتماع طارئ في نيويورك لمنظمة أديان من أجل السلام حضرها قادة دينيون من الكاثوليك والبروتستانت وممثلين عن مركز خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وصدر عقب الاجتماع بيان حول الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى وشدد على ضرورة حماية الأقلية المسلمة المضطهدة فيها ووقف جميع الأطراف لتيار العنف المتصاعد في هذه المنطقة وتم الاتفاق مع المسيحيين على ضرورة إيقاف هذه الحروب ولدينا اجتماع في فيينا في شهر فبراير المقبل. وفيما يخص تصريحات ترامب أكد بن بيه أنه قال هذا الكلام لمصلحة شخصية ولكسب المزيد من الأصوات في المعركة الانتخابية، مؤكدا أن هذه التصريحات لا تعبر عن السياسة أو الثقافة الأميركية المنفتحة على العالم، لافتا إلى أن تلك التصريحات انتقدت من معظم الأميركيين ومنهم الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون. وثيقة المدينة المنورة وأعلن بن بيه عن بيان إسلامي عالمي «إعلان مراكش» سيصدر في مؤتمر مراكش الذي سيعقد 25 يناير المقبل بمشاركة ما يزيد على 300 عالم من جميع الأديان السماوية، لافتا إلى أن البيان سيذاع متضمنا «وثيقة المدينة» التي أصدرها الرسول صلى الله عليه وسلم في مجتمع المدينة المنورة قبل 1400 سنة والداعية إلى التسامح والتعايش السلمي والمحبة بين جميع الأديان. وأشاد بقانون مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مؤكدا أن هذا القانون جاء تتويجا لدور الدولة الرائد في حفظ المصالح وحماية الحريات وهو أحد مظاهر الرقي والحضارة، التي تتمتع بها دولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة، مشيرا إلى أن القانون جاء إعلاء للقيم الجميلة والمثل الرفيعة إظهارا لوجه شريعتنا المشرق، التي جاءت لجلب المصالح ودفع المفاسد. كما أكد أن مشروع القناة الفضائية التي طرحت في المنتدى في دورته الثانية لا تزال قيد الدراسة وتحتاج الى المزيد من التمويل والدعم الفني لتخرج بصورة لائقة ومشرفة تعبر عن التوجهات الحقيقية للإسلام ولمنتدى تعزيز السلم. ووجه معالي ابن بيه لوسائل الإعلام في أنحاء العالم الإسلامي لتقديم الأخبار بشكل مسؤول وحيادي، وطالبهم بتحمل المسؤولية في توجيه الرسائل التي تسهم في تهدئة الأوضاع وطالب الإعلاميين بالابتعاد عن الجدل واللغط ولغة الحرب منبها إلى أن كل فرد في المجتمع المسلم تقع عليه مسؤولية المساهمة في إبعاد شبح الصراعات المدنية والسياسية والابتعاد عن تأجيجها. وأكد أن مواجهة المصطلحات والأفكار المتطرفة والمفاهيم المغلوطة هي الهم الأكبر للمنتدى ونحن نقوم في هذا الصدد بإعادة تأصيل هذه المفاهيم الإسلامية بما يتوافق مع الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية اختفت وزورت مصطلحات إسلامية كثيرة واصبحوا يبيعون ويشترون بها ويلبسونها لباس التقوى ليقدموا للعالم عملا سيئا ليس له صلة بالإسلام، لافتا إلى إصدار 20 كتابا قريبا في توضيح تلك المفاهيم. من جانبه وصف فضيلة الشيخ مصطفى سسيريتش رئيس علماء البلقان ومفتي البوسنة والهرسك السابق الجماعات المتطرفة بالذئاب الذين اختطفوا الإسلام وشوهوا صورته النقية ليتربحوا به ليزيد ذلك من مسئولية العلماء في استعادة الإسلام وإبراز صورته السمحة أمام العالم، مشيرا إلى أن منتدى تعزيز السلم في أبوظبي يقوم بهذه المهمة ولا يقوم برد الفعل بل يقوم بالفعل نفسه. قانون تجريم التكفير وازدراء الأديان أشاد بيان مجلس الأمناء بريادة دولة الإمارات في إصدار أول قانون عربي في تجريم أفعال وأقوال التكفير فضلاً عن تجريم ازدراء الأديان والمقدسات وعن مكافحة كافة مظاهر التمييز والكراهية على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفية أو ما سوى ذلك من مبررات التمييز.. ويعتزون بكون الملتقى الثاني لمنتدى تعزيز السلم كان سباقاً إلى «دعوة الدول الإسلامية إلى سن قوانين تجرم التكفير غير المبرر والصادر من غير أهله، باعتباره محرماً كما تنطق بذلك نصوص الشرع الصريحة، ولأنه يفضي إلى إباحة إراقة الدماء وقتل الأبرياء». كما تقدم العلماء بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على رعايتها الكريمة ودعمها المتواصل لمنتدى لتعزيز السلم ويسجلون امتنانهم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأصحاب السمو حكام الإمارات وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على احتضانهم النبيل لهذا الفضاء الفكري والعلمي لخدمة السلم من أجل مصلحة الأمة الإسلامية والعالم أجمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©