الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حزن «أردوغان» وعقوبات بوتين!

2 ديسمبر 2015 23:10
مد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يد السلام إلى روسيا يوم السبت الماضي قائلاً إنه «حزين للغاية» بسبب إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة الأسبوع الماضي، لكن تصريح أردوغان لم يؤد إلى مصالحة بين البلدين. وبعد ساعات من تصريحات أردوغان، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدداً من قوانين العقوبات ضد تركيا. والمرسوم الذي وقعه بوتين يحظر استيراد بضائع معينة من تركيا ويدعو إلى إنهاء السفر دون تأشيرات دخول بين البلدين. وحث بوتين شركات السياحة على التوقف عن تنظيم رحلات تتضمن الإقامة في تركيا. والعقوبات من شأنها أيضاً ترحيل العمال الأتراك من روسيا إذا انتهت تعاقداتهم العام المقبل، لأن الرئيس بوتين حظر أي تمديد للتعاقدات. وتركيا من أهم المشترين لصادرات روسيا من الغاز الطبيعي، كما أنها مقصد مهم للسياح الروس. وتستورد روسيا منتجات تركية مثل المواد الغذائية الزراعية بعد أن حظرت بالفعل استيراد المواد الغذائية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ردا على العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها بسبب تدخلها في أوكرانيا. وكان أردوغان قد عبر في مؤتمر صحفي في محافظة «بالق أسير» يوم السبت عن أسفه أمام أنصاره عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي وهو ما تمخض عن مقتل أحد الطيارين. وذكر أردوغان «هذا الحادث يؤسفنا حقاً.. تمنيت عدم حدوثه لكنه لسوء الطالع حدث. وآمل ألا يحدث شيء مثل هذا ثانية... ونأمل ألا تتصاعد التوترات مع روسيا وألا تتمخض عن أحداث محزنة أخرى». لكن بوتين توقع اعتذاراً. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) أنه توقع صدور كلمة «آسف» من تركيا وأنه لن يرد على أي مكالمات هاتفية من أردوغان قبل صدور التعبير عن الأسف. وحاول أردوغان أن ينظم اجتماعاً لكن دون جدوى. لكن تركيا غير مستعدة أيضاً للاعتراف بالخطأ. ومنذ وقوع الحادث أصر أردوغان على أن روسيا انتهكت المجال الجوي التركي وأن ملاحي الطائرة تم تحذيرهما مرات. وفي مقابلة من شبكة سي. إن. إن. الإخبارية، أكد أردوغان أنه يعتقد أنه «لو كان هناك جانب يتعين عليه الاعتذار فليس نحن... الذين انتهكوا مجالنا الجوي هم من يتعين عليهم الاعتذار. طيارونا وقواتنا المسلحة أدوا ببساطة واجبهم وهو ما يتضمن الرد على انتهاكات قواعد الاشتباك. أعتقد أن هذا هو لب الموضوع». لكن روسيا ترى أن الطائرة لم تكن في المجال الجوي التركي عندما تم إسقاطها وطعنت في مزاعم توجيه التحذيرات التي أصدرتها تركيا. وعندما نزل ملاحاً الطائرة بالمظلات أطلق متمردون من التركمان السوريين النار وقُتل ملاح قبل هبوطه على الأرض وتم إنقاذ الثاني. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، قبل قليل من إقرار العقوبات الجديدة ضد تركيا «الظروف غير مسبوقة والاستفزاز غير مسبوق. ولذا فمن الطبيعي أن يتفق الرد مع هذا التهديد». ويقاتل كلا البلدين داعش في سوريا فيما يبدو، لكن من المعروف أن روسيا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وهو ما تعارضه تركيا. وتسببت واقعة إسقاط تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي للطائرة الروسية المقاتلة وهي أول حادثة معروفة من نوعها منذ الحرب الباردة في الإضرار بالمساعي لتشكيل جبهة موحدة ضد تنظيم داعش في الأسابيع التي أعقبت إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجمات باريس وسقوط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية. وأنقرة عضو في تحالف تتزعمه الولايات المتحدة في سوريا وتصر على رحيل الرئيس الأسد حتى يتسنى حسم الصراع السوري حقا. وتركيا هي إحدى الدول المجاورة التي تضررت بشكل كبير من الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس بعد أن استضافت مليوني لاجئ. وثار غضب أنقرة بسبب التدخل العسكري الروسي في سوريا وشكت تحديداً في الأسابيع الأخيرة من استهداف موسكو للتركمان في المنطقة الحدودية الذين تربطهم علاقات وثيقة بتركيا. *كاثلين تشين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©