نوف الموسى (دبي)
يُحسب لمعرض «وشائج»، المعادلة المتكاملة بين لغة الحروف العربية، والتكوين التشكيلي للحظة إنتاج اللوحة الجمالية. واللافت أن مرجعية المعادلة، وقمة انسجامها البصري، تعود إلى 25 عاماً من الالتقاء الروحي بين الخطاط تاج السر حسن والفنانة نجاة مكي، عبر سيمفونية التغني بقصائد شعراء الإمارات، والعالم العربي، وقد عُرضت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أول من أمس، في حضور الأديب محمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي السابق. وقدم الحدث تراتيل فنية لروح شهداء الإمارات، تجسدت بوجدانيات من قصائد الوطن والحب. وجاء معنى «وشائج» لحناً يبحث عن دقة اللقاء بين الحالة الإنسانية في القصيدة وإدراكات الشاعر وما نسجته من إضفاء لطبيعة اللون المستخدم وحركة الحرف داخل اللوحة. وعلى الرغم من الاعتبارات التقنية لحالات التكوين الفنية، إلا أن الحوار بين الفنانة نجاة والخطاط تاج السر، ظل قابلاً للنقاش في المدى المكاني لفرط التشكيل أو هيمنة الخط.
ترى مكي أن خصوصية كل لوحة، وما تقبع به من موضوع شعري، تضع معرض «وشائج»، بشكل عام، كإضافة نوعية لخطها الفني، فمشروعها مع الخطاط تاج السر، في إمكانية توظيف المعرفة وخبرة السنوات المتواصلة بينهما، عبر مشروع فني، بدأ بمثابة مخطط فعلي، منذ 4 سنوات، وتأجل لأسباب معينة، وأنجز اليوم، بعد مروره بمراحل تطويرية، شملت اختيارات متعددة للقصائد، تتقدمها مختارات من قصائد الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس، والشاعر مبارك العقيلي، والشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، والشاعرة صالحة غابش، والشاعر حبيب الصايغ، والشاعر راشد شرار، والشاعر علي الخوار، والشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، والشاعر خالد البدور، والشاعر إبراهيم الهاشمي، والشاعر سالم سيف الخالدي، إضافة إلى نخبة من الشعراء العرب كالمتنبي والإمام الشافعي والخيام ومعروف الرصافي وأبو القاسم الشابي.
«النجوم المنيرة في سماء الوطن».. هذا مقطع من قصيدة الشاعر خالد البدور، أضاءها البياض بخط الفنان تاج السر، بينما حفتها الفنانة نجاة، برمزية الأفق، وازرقاق الروح وانعكاسها على مياه الخليج العربي، حيث الاستمرارية، وخلود كينونة الإنسان. ومارس الفنانان تطلعاتهما الفنية، كل حسب رؤيته، ويجدها المتابع من خلال تعبير الفنانة نجاة، بأنها تركت مساحات للخطاط تاج السر، وتدخلت في إجراء اللوحة بعد إنجاز الخط أيضاً، دونما تجاوز لمفاهيم الخط نفسه، ولكن تأكيداً على أهمية مضمون اللوحة الفنية.
كتب الباحث عمر عبد العزيز، رئيس قسم البحوث والدراسات في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في مقدمة كتيب المعرض، رصداً تحليلياً لانطباعه حول الأقاليم الفنية، التي تصل وتفصل بين التجربتين، وهو أن معرض «وشائج»، احتضان للحضور التفاعلي الثقافي والمعرفي في الساحة الإماراتية والعربية والدولية، واضعاً بانوراما من التفسير الموضوعي للمقصدية الإنتاجية للحالة الفنية بين الفنانين ضمن منظومتين، تقودهما آخر المقترحات البصرية الحروفية للفنان تاج السر، وفعل التجريب المستمر، والتعلق الفني بين (البلاتفورم) لرؤية الفنانة التشكيلية، ولغة الحرف لدى الخطاط.
عدد اليوم
