الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاج باللعب يحقق أهدافاً تأهيلية ونفسية ووظيفية

العلاج باللعب يحقق أهدافاً تأهيلية ونفسية ووظيفية
26 نوفمبر 2015 21:46
خورشيد حرفوش (القاهرة) مع تعدد طرق وأساليب علاج وتأهيل ذوي التوحد، ولا سيما الأطفال منهم، يظن كثير من الآباء والأمهات أن العلاج الحركي والنشاط الجسمي أو الرياضي لا يجدي نفعا مع الأطفال من هذه الفئة، لأن معظمهم يتحرك طوال الوقت. إلا أن هناك فروقاً شاسعة بين تلك الحركات النمطية أو التكرارية الملازمة للتوحد، والحركة أو النشاط البدني «الرياضي» المنظم والموجه بغرض تحقيق أهداف علاجية محددة لاضطراب التوحد، وتطوير مهارات اللغة والتواصل والمهارات الاجتماعية ومهارات اللعب والتفاعل مع الآخرين. أهمية الحركة جلال السباعي، أخصائي تعديل السلوك والعلاج باللعب، في مركز تأهيل ذوي التوحد وأصحاب القدرات الخاصة بالقاهرة، يوضح أن مفهوم العلاج بالحركة لا يقتصر على الحركات الرياضية التي تؤثر تأثيراً إيجابياً على الطفل، إنما يرتبط أيضاً بوظائف الدماغ المتصلة بالوظائف الحسية والمشاعر، حيث تؤثر الحركة على الطفل عقلياً ونفسياً. فالحركة تساعدهم على تحويل طاقاتهم الجسدية وتوترهم وقلقهم إلى حركات وظيفية في صورة تمارين حركية رياضية. فقد يعتاد الأطفال المصابون بالتوحد على التحرك بشكل عشوائي، لكن خلال العلاج بالحركة يتم تدريب الأطفال وتعليمهم على التحرك ضمن نطاق التمارين الحركية الوظيفية التي تمكنهم من الاستمتاع والإحساس بالشعور نفسه الذي كانوا ينشدونه في حركتهم العشوائية وغير المتوقعة، موضحاً أن الإثارة العضلية النشطة لعدة ساعات يومياً يمكن أن تصلح الشبكة العصبية المعطلة وظيفياً. كما يتفاعل الطفل في الأنشطة الحركية مع البيئة المحيطة بحواسه المختلفة التي تمثل له المنبه الأول لاستقبال المثيرات والتفاعل معها، ومن ثم يتعلم القدرة على التركيز والاستخدام الصحيح للمستقبلات الحسية، لأن المثيرات القادمة عن طريق الأعصاب الحسية من الحواس التي تعمل كأجهزة التقاط مثل العين والأذن واللمس للمثيرات التي تحيط بعملية الأداء تعتبر ضرورة لممارسة الأنشطة الحركية. فعملية التحكم الذاتي في التصرف تتم من خلال قدرة الطفل على ضبط تأدية حركاته. أهداف علاجية يشير السباعي إلى فوائد التمارين الهوائية، والسباحة، والجري، القفز المنظم، والألعاب الجماعية المختلفة مثل الحركات الدرامية، أو الرقص الإيقاعي «الباليه»، أو العروض الاستعراضية الحركية التي تقترن بالموسيقى، أو غيرها حيث تلعب دورا مهما في إثارة حماس هؤلاء الأطفال، والتحفيز اللاإرادي، والحد من النشاط الزائد أوالعدوانية أو إيذاء النفس، لأنها تخفض التوتر والقلق، فضلاً عن تحسين وتنظيم النوم، وتحسين الذاكرة. بالإضافة إلى فوائدها المعروفة في تقليل الوزن، حيث يعاني أفراد توحديون من زيادة في الوزن بسبب أسلوب حياتهم غير النشط. إلى جانب كونها عاملاً مهماً للغاية في كسر عزلتهم، لأن انعدام مهارات اللعب لديهم قد يضاعف من عزلتهم الاجتماعية ويزيد اختلافهم عن بقية الأطفال، فضلاً عن كونها نوعاً من التسلية والاستمتاع، وكثير من أطفال التوحد يتميزون في بعض الألعاب، مما يعطيهم إحساساً بالتميز والإتقان ويزيد من سعادتهم وتحفيزهم لمزيدٍ من اللعب، وهو بحد ذاته هدفاً مطلوباً لأنه في الأصل يجد صعوبة في التعبير عن أحاسيسه وأفكاره من خلال الكلام، وقد يجد الفرصة للتعبير عنها من خلال اللعب. اللعب والتواصل يقول السباعي إنه إذا كان الطفل غير قادر جسدياً على القيام بالحركة الصحيحة لذراعيه ويديه، فإنه لن يستطيع اللعب بالكرة كرميها والتقاطها على سبيل المثال. وقد يصاب الطفل بالإحباط لعدم قدرته على اللعب بسبب ضعف عضلات يديه وذراعيه وعدم قدرته على التحكم بهما. لكن مع انخراطه في جلسات وبرامج العلاج بالحركة يكتسب مهارات عديدة ة من خلال اللعب ضمن جماعة، وتبادل وانتظار الأدوار، واكتساب مهارات التقليد، والمحاكاة الجسدية للآخرين، وتطوير مهارات التواصل حيث تشكل مناخاً مناسباً لتطوير مهارات اللغة والتواصل، من خلال تدعيم حركة التمارين بالكلمات المناسبة، بالإضافة إلى التركيز على زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال زيادة ثقتهم بأجسامهم وقدرتهم على تحقيق وإنهاء الأنشطة الحركية المختلفة. ومن ثم يراعي المعالج قدرات الأطفال ومستوياتهم الحركية والذهنية، ومن ثم تبسيط وتجزيء التمرين الحركي إلى خطوات بسيطة تصل بالطفل إلى الأهداف المرجوة. جملة فوائد حول أهمية العلاج والتأهيل باللعب، يقول جلال السباعي، اختصاصي تعديل السلوك والعلاج باللعب، في مركز تأهيل ذوي التوحد، إنها تتمثل في تنمية القدرة على التركيز، وتطوير المهارات، وخفض المظاهر السلوكية السلبية. وإشباع حاجات الطفل من خلال توظيف التعليم التي تنسجم وطبيعة الأعراض والسلوكات من جهة وقابلياته من جهة أخرى. كذلك التأثيرات الإيجابية لعلاج الخلل الوظيفي، أو الاضطرابات الحركية بالعلاج الطبيعي، الذي يستهدف تنمية ودعم وتطوير القدرات العضلية والقدرات الحركية والتوازن الحركي عن طريق تحسين ودعم وظائف العظام والعضلات وحركة المفاصل والتآزر الحركي الأخرى، ومنع المضاعفات المصاحبة، ليتمكن الشخص في النهاية من الاعتماد على ذاته في تلبية احتياجاته الحياتية واليومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©