الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القاسمي: العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار

القاسمي: العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار
25 نوفمبر 2015 11:43

محمد عبدالسميع (الشارقة) أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن ما نحن فيه وما يحدث من تيارات فكرية ليس لها أساس لأنها شيطانية. وفي غفلة من الزمن وفي غفلة من إيجاد النور أصابنا ما قد أصابنا، وهذا يحتم علينا أن نعمل. وقال: «إن المشاركين في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي هم نخبة من أصحاب الفكر والرأي، دورهم التفكير والكتابة لتنوير العقول وتبصيرها لمواجهة هذه المعركة». وأشار سموه إلى أنها ليست معركة لاحتلال القلاع والحصون، ولكنها معركة لتحرير العقول، فالبطون إذا جاعت أكلت الجيف، كذلك العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار. جاء ذلك، خلال افتتاح أعمال ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، الدورة السادسة، أمس بقصر الثقافة بالشارقة. ويتناول الملتقى هذا العام موضوع «الإبداع الخليجي، الهوية والحداثة»، وذلك بحضور حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وضيوف الملتقى. وأضاف سموه: «حرصت على أن أزور المكان الذي يلتقي فيه نخبة من المبدعين ليس فقط من الإمارات والخليج، ولكن أيضاً من بلدان أخرى، ولم أفكر في كلمة، ولكن طلب مني الأخ حبيب الصايغ أن ألقي كلمة توجيهية للمشاركين، ولكن أقول إنها كلمة ترحيبية». وتابع: «أقول إن كل إنسان في هذه الدنيا له عمل، فالزارع يزرع ليحصد ما أنتجته الأرض من خير، والصانع يصنع وينتج لمجتمعه وهكذا. وأتساءل في نفسي ما هي بضاعتكم أنتم؟ ما هو مصدرها وما هي مادتها؟ ومن أين هي؟. هي بوح الروح، وهذه الروح التي تستطيع أن تخلق مادة توضع على الورق وتحول إلى مسرح أو قصة أو رواية أو إلى أصناف من الشعر، هذا كله لم يأت من فراغ، وإنما من بوح النفس والروح. وهذه الروح لا بد أن يكون لها منبعها، ولا بد لهذه البضاعة أن تكون صالحة لهذا الزمان». وقال سموه: «أطلب من كل واحد أن يفكر أين موضع الخلل، نحن ننظر إلى الغرب ونأتي ما في الغرب ولا نعرف أن هذا الغرب كل حضارته من عندنا. دستور فرنسا من شريعتنا، ودانتي استفاد واستقى من رسالة الغفران للمعري، وهكذا. نحن نأخذ الخبيث من الغرب، يجب ألا نلغي إسلامنا ولا نلغي إيماننا. نحن في زمن رديء، نريد أن يكون فكرنا طيباً يستطيع أن يواكب هذا التيار، ويستخلص من التجارب والعبر الكثير من القيم ويطرحها لشبابنا». وختم سموه: «نأمل من كتّابنا ومفكرينا أن يبحروا بالفكر دون شطط ودون سفه، وهذه العقول التي ندخلها ونخاطبها يجب أن نحترمها حتى لو كانت منحرفة، حتى نستطيع أن نقنع ونحاور ونوجه، وأعلم أن الأمر يتطلب جهداً كبيراً، وأعلم كذلك أن هناك رجالاً يستطيعون إنجاز الجهد الكبير». وقد بدأ حفل الافتتاح بكلمة ألقاها حبيب الصايغ، جاء فيها: «الإمارات نموذج التنمية والتسامح والانفتاح والعدل والأمن والاستقرار والسياسة المبنية على الأخلاق منذ زايد الخير والآباء المؤسسين، حين تتزامن وتتوازى السياسات مع المبادئ والثوابت، فإن الثقافة والحركة الثقافية، بالضرورة ليست في الكواليس، وإنما لا محالة، في مقدم الموكب». وقال: «لماذا ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي؟ لماذا الإصرار عليه ونحن في دورته السادسة؟ لا تبرير وإنما لإثبات مشروعية هذا العمل. وعلى المثقفين أداء دورهم المنتظر في معالجة الشرخ الحاصل والعمل ثقافياً على تجاوز كل أمر طارئ، والتركيز على القضايا الكبرى، وعلى رأسها قضايا الإبداع والحرية ومواجهة الإرهاب والإسهام في انتخاب مستقبل انتخبه قبلنا شهداؤنا وشبابنا الأحرار بدمائهم». من جهتها، قالت أسماء الزرعوني الأمين العام للملتقى: «نحن لا ندعي الكمال، ولكننا ننجح في كل دورة لسبب هو اكتمالنا بكم، ليس فقط بسبب حضوركم ومشاركتكم بأوراقكم العلمية الرصينة، بل بما تتركونه لنا من أثر عطر لا تمحوه الذاكرة». وأضافت: «نعمل جاهدين من أجل الارتقاء بهذه التظاهرة الثقافية التي تجاوزت سمعتها الخليج العربي، وتحديداً منذ أن أضفنا اليمن والعراق في دورة الملتقى الثانية، ومنذ أن قررنا إضافة دولة عربية كضيف شرف». وألقى الدكتور سعيد السيابي من سلطنة عُمان كلمة ضيوف الملتقى، جاء فيها: «أتاحت الأمانة العامة للملتقى فرصة قيمة لأكثر من 40 أديباً وناقداً ومثقفاً ومبدعاً وإعلامياً من الإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عُمان والكويت وقطر واليمن والعراق ومصر، ليجتمعوا على أرض الخير، الإمارات. لتبادل الخبرات والنقاشات وطرح الرؤى في قضايا أدبية مهمة، هي جزء من تفاصيل واقعنا وجزء من هويتنا، ومصدر معرفتنا لأنفسنا والآخرين. لقد أتيح لي ولزملائي المشاركين في الملتقى الاطلاع على برنامجه وأوراق العمل المقدمة فيه، وها نحن هنا نحاول أن نوليه المزيد من الاهتمام والرعاية، ليأخذ المكانة التي تليق بتطور الثقافة في الخليج والوطن العربي». في جلسات اليوم الأول: أبحاث وشهادات في الشعر والسرد الشارقة (الاتحاد) شهدت فعاليات الدورة السادسة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، ثلاث جلسات، حملت الأولى منها عنوان «قصيدة النثر والعلاقة مع التراث: تواصل أم قطيعة؟»، أدارها عبد الرزاق درباس، وشارك فيها الدكتورة الريم الفواز من السعودية بورقة «التَّناص بين الحضور والغياب في قصيدة النثر السُّعوديَّة نماذج مختارة»، أشارت فيها إلى أن قصيدة النثر العربية قد ولدت في ظل سياقي فكري وتاريخي متوتر، وفي ظل مؤثرات محليّة وعالميّة، وتقوم شعريتها على التكثيف الشديد للفكرة وعلى الرمز والإيحاء. فيما قدم خليفة بن عربي من البحرين ويحيى البطاط من العراق وإبراهيم الخالدي من الكويت وصالحة غابش وصالحة عبيد حسن من الإمارات، شهادات حول تجاربهم الأدبية. وفي الجلسة الثانية التي دارت حول موضوع «السرد والفنون الأخرى: أشكال التفاعل، الضرورة، الجماليات، الآفاق»، وأدارتها القاصة الإماراتية نجيبة الرفاعي، قدم الدكتور عمر عبدالعزيز ورقة بحثية بعنوان «السرد والفنون الأخرى»، أشار فيها إلى أن السرد ينتمي لعالم الأدب المرفوع على أجنحة اللغة وتضاريس تحولاتها اللامتناهية في المعنى والمبنى، ويتميّز السرد بأنواعه القصيرة والطويلة في اعتماده الكبير على فن التعامل مع اللغة المقرونة بالحكي والخيال، بالتصوير الواقعي والترحالات الماورائية، بالتداعي الحر النابع من دفق المشاعر من جهة، كما بالصنعة الفنية الدقيقة. أما علي العبدان، فقدم ورقة بعنوان «مُلاحظاتٌ على مفاهيم دائرة حول قصيدة النثر»، تناول فيها المصطلحات والمفاهيم التي شُحِنت بها موجة التنظير لقصيدة النثر، وبيان مدى علاقتها بالتراث صِلة وقطيعة، لما لهذه المصطلحات والمفاهيم من أهمية. ثم قدم كل من مريم الحسن من السعودية، وأحمد مبارك من الكويت، ولارا الظراسي من اليمن، وأحمد سراج من اليمن، شهادتهم. وفي الجلسة المسائية الثانية التي عقدت تحت عنوان «السرد والفنون الأخرى، أشكال التفاعل، الضرورة، الجماليات، الآفاق»، وأدارتها الروائية الإماراتية فتحية النمر، قدمت الدكتورة نانسي إبراهيم من مصر، ورقة بحثية بعنوان «مرايا التَجلِّي عند» جمال الغيطاني «وقفة في رواية» الزيني بركات، ثم قدم كل من يعقوب الخنبشي من سلطنة عُمان ومحسن سليمان من الإمارات ووحيد الطويلة من مصر، وجمال فايز من قطر، شهادات في التجربة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©