الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقطة نظام

23 نوفمبر 2015 22:36
تحدثت في الأسبوع الماضي عن «محرقة المميزين» والبيئة الرياضية الطاردة للمميزين، وقد وصلتني رسائل كثيرة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تؤيد ما ذهبت إليه وتذكر أسماء مميزين مخلصين لم يستوعبهم الوسط الرياضي فغادروه مأسوفاً عليهم لأننا خسرنا برحيلهم قيادات كانت ستعمل على تسريع عجلة التطور لنلحق بركب الدول المتقدمة رياضياً. ويقيني أن بدء الإصلاح ينطلق من رأس الهرم، إلا أن مجتمعنا الرياضي صورة مصغرّة للعشيرة التي تؤمن بمبدأ التنفيع تحت ستار الفهم الخاطئ لـ «الأقربون أولى بالمعروف»، ولذلك فإن الحل في سنّ «النظام» الذي يعيد ترتيب الأوراق وينجح في إعادة هيكلة المنظومة الرياضية كما ينبغي لها أن تكون، ولعل البداية تكون بتوصيف كامل لجميع الوظائف الإدارية في اللجان والهيئات والاتحادات والأندية الرياضية، من خلال الاستعانة بأفضل بيوت الخبرة في العالم والاستئناس بتجارب الدول الرائدة دون الحاجة إلى إعادة اختراع العجلة. إنني على يقين أن الشركة المتخصصة في التنظيمات الإدارية والمالية ستضع شروطاً دقيقة للالتحاق بأي وظيفة رياضية كالعمر والمؤهل العلمي وسنوات الخبرة، وستطلب في بعض الوظائف إجادة اللغة الإنجليزية والتعامل مع الحاسب الآلي وغيرها من المتطلبات التي تحتاجها الوظيفة والموظف، كما أنها ستضع اشتراطات أدق للترقية واعتلاء السلّم الوظيفي والمناصب القيادية تشمل الدورات والمؤتمرات والتقارير الدورية التي تثبت كفاءة المسؤول. وحين نلتزم بما يفرضه «النظام» سيكون لدينا جيل من المحترفين إدارياً يمكن الاعتماد عليهم للوصول برياضتنا إلى أعلى مدى، ولن يشغلهم التشبث بالكراسي أو الخوف عليها لأنهم يثقون بأنهم يعملون وفق نظام واضح سيرتقي بهم حسب جهدهم، كما أن «النظام» سيحميهم من الظلم والتعسف الذي يتسبب اليوم في ابتعاد عدد كبير من المميزين الذين حملت رسائلكم بعض أسمائهم، وحين يطبّق النظام على الجميع سيتفانى الجميع لتحقيق النجاح المنشود. ولعلي أختم بتوجيه رسالة إلى السلطات العليا في الرياضة الخليجية مناشداً بوقف نزف الكوادر المميزة التي لم تحتمل «المحرقة» أو لم يستوعبها التيّار المسيطر على الرياضة، ولن يتوقف هذا النزف إلا بعملية جراحية عاجلة يقوم بها جرّاح ألماني (كمثال على تفوّق ألمانيا رياضياً) أو من أي جنسية حققت النجاح الباهر من خلال نظام تمّ استحداثه وتطبيقه ونجاحه، حينها يمكن لنا أن نختصر الزمن ونقطع ألف ميل في خطوة واحدة لأن الطريق يصبح واضحاً والهدف أوضح، والأمل بكم كبير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©