الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخة فاطمة: الواجب يملي علينا حماية العقيدة من الدجالين

11 ابريل 2007 02:02
خديجة الكثيري: برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبرئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، حضر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة مساء أمس في قصر الإمارات في العاصمة أبوظبي افتتاح مؤتمر ''العلاج بالقرآن بين الدين والطب'' وسط حضور جماهيري غير مسبوق تجاوز الطاقة الاستيعابية للمسرح المعد لافتتاح المؤتمر· وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية أن ''العلاج بالقرآن'' يعتبر من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل في حياة الناس وحوارات كافة فئاتهم، ويسلط هذا المؤتمر الضوء على هذه القضايا الجدلية ونأمل ان يضع حدا للمعتقدات الخاطئة التي تسود بين كثير من الناس· ورحبت سموها في بداية كلمتها التي ألقاها نيابة عن سموها معالي علي بن سالم الكعبي مدير مكتب سمو وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية، بالحضور والعلماء الأجلاء المشاركين في المؤتمر، وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: يسعدني بداية أن أرحب بكم على أرض دولتنا الإمارات العربية المتحدة ضيوفا كراماً وأعزاء في وطنكم الثاني، حيث نتطلع بكل ثقة وتفاؤل إلى حواركم البناء وأفكاركم الرائدة للإجابة عن العديد من الأسئلة والاستفسارات في موضوع المؤتمر الذي يحمل عنواناً شيقاً ومثيراً هو ''العلاج بالقرآن بين الدين والطب''· فكما هو ثابت أننا نحن المسلمين نميل بدرجة كبيرة إلى الاستهداء بالقرآن الكريم في كثير من شؤون حياتنا كما أصبح القرآن ملاذ الكثيرين بغية الشفاء والعلاج بالرقية، ورغم الطفرة العلمية الهائلة في مجال الطب والعلاج العصري الحديث فإن الكثير من المسلمين يلجأون للعلاج بما استنته السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم وليس في ذلك ما يشين على الإطلاق ، غير أن هناك من يسيئون إلى الإسلام ويستغلون حاجة السذج ويستخدمون الدجل والشعوذة ويظهرون الدين وكأنه في حالة خصام وتنافر مع العلم·· فكم من بدع ارتكبت باسم الدين وكم من مخالفة شرعية ألبست رداءه·· لقد احترم الإسلام العلم واعتبر العلماء ورثة الأنبياء ودعا إلى الأخذ بالأسباب ولهذا فلا حرج في الاستفادة من تطورات العلم في عصرنا الحديث وطرق العلاج من الأمراض وفي هذا قال نبي الإسلام ''صلى الله عليه وسلم'' ''تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله'' هكذا كانت الرؤية واضحة جلية عند رسولنا الهادي ''صلى الله عليه وسلم'' في قضية المرض والعلاج· الطب من أجل ذلك شاع الطب بين المسلمين الأوائل وتقدم الطب تقدماً هائلاً في الحضارة الإسلامية وكان المسلمون أئمة العالم وأساتذته في الطب ويعرف علماء الغرب قدر أسماء مثل أبي بكر الرازي وابن سينا وابن رشد والزهراوي وغيرهم ممن كان لهم السبق والريادة في علاج الأمراض وابتكار الأدوية المناسبة لها· لماذا المؤتمر ؟ إن السؤال الذي يفرض نفسه·· لماذا مؤتمر ''العلاج بالقرآن'' ؟ وفي الإجابة عن هذا السؤال نقول: لعل المراقب لواقع الناس اليوم يجد أن الخطر بات أكبر وأعظم إذا بقي الحال على ما هو عليه حيث إن أي إنسان يمكن أن يفتح باب بيته ويشخص ويعالج كيف يشاء دون إشراف أو توجيه فعلى سبيل المثال في كثير من دولنا الإسلامية أصبحت ''الرقية الشرعية ''وهي سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم باباً يدخل منه الدجالون والمشعوذون بسبب غياب ضوابطها وإهمال شروطها حتى باتت ضرباً من السحر والشعوذة والكذب على العامة فهناك فرق بين الرقية الشرعية وما يحدث في المجتمع المسلم من خرافات وخزعبلات يقوم بها حفنة من الدجالين باسم العلاج بالقرآن وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، والواجب والالتزام الديني يمليان علينا صيانة العقيدة·· وحفظها من عبث العابثين ونزوات المكابرين والمعاندين·· لذا كان لابد من وقفة تبين صحة ما يدعيه هؤلاء وموقف الشرع منه وبيان الطريق الصحيح الذي على أساسه يتبعه من يحتاج للتداوي بالقرآن· العلاج بالقرآن وقالت سموها نعم ''العلاج بالقرآن'' هو من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل في حياة الناس وحوارات كافة فئاتهم ، وقد دأب أغلب أهل الطب وغيرهم من المختصين في هذا المجال على مهاجمة الأمر برمته بوصفه دجلاً أو خرافةً ، أو استرزاقاً بالدين، واستخفافاً بعقول الناس!! وفي هذا النهج خلط واندفاع، وقد وصلت بنا نتائجه إلى المزيد من التشويش والبلبلة في مجتمعات تحب الدين، وتبحث فيه عن الخلاص الروحي، والراحة النفسية، وسط ضغوط كثيرة حولها، فكان الحصاد استشراء الجهل أكثر، واتساع الممارسات الضارة باسم الدين بصورة أعمق وأكثر خطرا وتعقيدا في إطار كل ما سبق تنبع أهمية مؤتمرنا الذي تنطلق فعالياته على بركة الله·· شكر وتقدير وتوجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في ختام كلمتها بخالص الشكر إلى كل من لبى دعوتنا من العلماء والخبراء والمختصين الذين لا شك سوف يساهمون بعلمهم وفكرهم في إحقاق الحق وإزهاق الباطل والضرب بيد من حديد على كل من يشوه ديننا الحنيف عبر استغلاله لتحقيق مآرب خاصة على حساب البسطاء والضعفاء الذين ينساقون وراء كل من يدعي العلم دون تبصر أو تدقيق· بارك الله أعمال مؤتمركم ووفقكم لما فيه خير وصلاح البشرية جمعاء وفق منهج الشريعة الغراء · الكعبي يفتتح معرض المؤتمر افتتح معالي علي سالم الكعبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية معرض المؤتمر المصاحب للفعاليات وهو المعرض الخاص بعروض الجهات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر، بالإضافة إلى عروض الجهات والمؤسسات الراعية لوقائع المؤتمر والفعاليات، ومنهم مؤسسة الإمارات للإعلام وقصر الإمارات فضلا عن عروض وصور للتعريف بإنجازات الجهة المنظمة للحدث مؤسسة التنمية الأسرية· شكر لمؤسسة الإمارات للإعلام تقدم الدكتور طارق بن علي الحبيب رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر بالشكر الجزيل لمؤسسة الإمارات للإعلام ممثلة بمديرها العام الأستاذ أحمد علي البلوشي الذي استطاع بدعمه لنا أن ينقل أصداء المؤتمر من الإقليمية إلى العالمية فجاءتنا الأبحاث للمشاركة من دول العالم المختلفة من السويد واستراليا وكندا وألمانيا ومختلف الدول الإسلامية والعربية·الشكر لكل من دعمنا من الرعاة ولأعضاء اللجان العلمية والتنظيمية وللاخوة العاملين في ديوان سمو ولي العهد على دعمهم المستمر·الشكر لكم علماء الشريعة والأطباء والمعالجين بالقرآن الذين لبيتم نداءنا ''تعالوا إلى كلمة سواء'' حتى نحل الخلاف بيننا في ظل عاصمة الفكر النير أبوظبي· والشكر لكل من عمل معنا بلا ضجيج ربما نسته كلماتي لكن رب العالمين لا ينساه· الدعم النسائي قال الدكتور الحبيب : للحق أقول إن هذا المؤتمر المبارك قد قام على أكتاف نساء فاضلات من أبوظبي واصلن الليل بالنهار من أجل أن يظهر المؤتمر بالمظهر المشرف اخص منهن بالذكر الاختين حصة جاسم ومنيرة نعمت فهنيئا للإمارات بهن جميعا· ضبط الممارسات أعرب الدكتور الحبيب عن أمله في أن تجد توصيات هذا المؤتمر صداها على أرض الواقع وبذلك ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبق عالميا من حيث ضبط الممارسات التي تتسمى باسم العلاج بالقرآن والقرآن منها بريء·كما نتمنى أن يتم كذلك تقنين آلية علمية شرعية في آن واحد تنبذ الخرافة وتعود إلى الثابت الصحيح الصريح في الكتاب والسنة مع شرط توظيف التقدم العلمي الحديث ضمن ذلك الإطار حتى تتعانق بذلك بالدين في أطروحة الحضارة· أوبريت العرفان قدمت مجموعة من الفتيات أوبريت بعنوان ''العرفان''، وهو الأوبريت الذي أعد خصيصا لمؤتمر العلاج بالقرآن الكريم بين الدين والطب، وهو من كلمات وألحان الدكتور عارف الشيخ، الذي قال إن هذا الأوبريت يأتي ليجسد عمق الروابط بين أمة القرآن الكريم وبين الدين والطب من جهة ويجسد دور قادة هذه المنطقة وأبناء الإمارات خاصة من جهة أخرى، في خدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة والعلم عامة· وعن موضوع الأوبريت قال الشيخ إنه أتى في ست لوحات، أولاها القرآن والشيخ زايد رحمه الله، واللوحة الثانية عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، واللوحة الثالثة عن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورعايته الكريمة لهذا الحدث الكبير، ثم اللوحة الرابعة عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات الحنون ورئيسة هذا المؤتمر، وتأتي اللوحة الرابعة حول مدينة أبوظبي، العاصمة الحبيبة، التي تحتضن فعاليات أضخم مؤتمر عالمي يناقش هذا الحدث الهام، أما اللوحة السادسة والأخيرة فهي اللوحة الجماعية التي تتحدث عن أمة القرآن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©