الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في القصباء.. جبران يستريح على متن الريح

في القصباء.. جبران يستريح على متن الريح
14 نوفمبر 2015 22:19
محمد عبد السميع (الشارقة) يستضيف مسرح القصباء في الشارقة النسخة العربية للمسرحية العالمية «استراحة على متن الريح» المستوحاة من سيرة المبدع الراحل جبران خليل جبران، وذلك من 10-12 ديسمبر المقبل. والمسرحية عمل مسرحي استعراضي من تأليف نديم صوالحة، وتمثيل نخبة من الفنانين، وتعرض باللغة العربية للمرة الأولى في دولة الإمارات. وستبحر «استراحة على متن الريح» بالمشاهدين في حياة جبران، بكل ما تتضمنه من علاقات إنسانية، ومواقف مضحكة تتجاوز ما حفلت به مسيرة جبران في الاغتراب بعيداً عن وطنه، من آلام ومعاناة، وتظهره كمثل ونمط إنساني يدعو إلى الفخر، بفعل فلسفته الخاصة التي ميّزت نتاجه الأدبي الذي ترجم إلى مختلف اللغات العالمية. وتروي المسرحية الصراع في حياة جبران لإيصال رسالة المحبة والسلام، كما فعل في كتابه الأشهر، «النبي»، وتتطرق إلى الشخصيات المهمة في حياته التي أثرت في تشكيل شخصيته الفريدة. من جهة أخرى، وتواصلاً مع البرامج الثقافية الموازية في معرض الشارقة للكتاب الـ 34، أقيمت أمس الأول بملتقى الكتاب، ندوة بعنوان «جبرانيّات.. البعد الإنساني في رسوم جبران» شارك فيها د. طارق شدياق رئيس لجنة جبران الوطنية في لبنان، وجوزيف جعجع مدير متحف جبران، وأدارها الكاتب الدكتور عمر عبدالعزيز. وتناول شدياق البعد التاريخي لمسيرة جبران الحياتية، قائلاً: يعد جبران خليل جبران من أهم الأدباء والفنانين في لبنان، ولد عام 1883 في بلدة بشرّي، وهاجر مع أسرته المؤلفة من أمه وأشقائه مريانة وسلطانة وبطرس إلى أميركا سنة 1895، سافر إلى باريس لدراسة فن التصوير سنة 1908 ومكث فيها سنتين، وفي سنة 1910 زار لندن لمدة شهر وعاد مع الكاتب أمين الريحاني إلى بوسطن، بعدها بسنة انتقل للعيش في نيويورك وبقي فيها حتى العاشر من نيسان 1931 تاريخ وفاته، وعودة رفاته إلى مسقط رأسه بشرّي في شمال لبنان. وأضاف: تأثر جبران وتعاطف مع أمه، وتأثر بالبيئة الطبيعية الجبلية، التي نشأ فيها، وطبيعة وسمات أهلها المتمثلة في القسوة وقوة الاحتمال إضافة إلى الهدوء والمحبة. فكان جبران منعزلا عن أقرانه رغم اللعب معهم، برع في الرسم، وهو في سن السادسة، والكتابة الإنشائية والوصفية أيضاً. هاجر إلى أميركا مع عائلته عندما كان عمره 12 سنة، واستقر في بوسطن، حيث ظهر اهتمامه بعالم المسرح ودور الأوبرا ومعارض الفن، التي أسهمت بمجملها في صقل موهبته الفنية العظيمة. تعرف على ماري هاسكل وارتبط بها روحيا طيلة حياته، وبعد عودته لأميركا انتقل من بوسطن إلى نيويورك. واختتم: ترك جبران بعد وفاته عام 1931 مجموعة واسعة من اللوحات والأعمال الأدبية التي تعد كنزاً قيماً للأدب والفن، يعكس أفكاره وتصوراته حول الحب والسياسة والارتقاء الروحي. كما برزت فلسفته بوضوح في مقالاته وأشعاره باللغتين العربية والإنجليزية، تميّز بإنسانية عميقة، وكان أحد أعظم المعلمين الروحيين على وجه الأرض. من جانبه تناول جعجع البعد المرتبط بالفن، قائلاً: معظم اللوحات التي رسمها جبران لا تحمل توقيعاً ولا تأريخاً لإيمانه بأن «الرؤى لا تعنون» مستنداً إلى ما قاله جبران: «لوحتي أنّى وجدت ستُعرف أنها لي». وقسم جعجع مراحل الفن الجبراني إلى خمس مراحل حيث تعرف على ماري هاسكل 1904، التي تعهدت موهبته الفنية بالعناية، فأرسلته لأكاديمية «جوليان» في باريس، ثم تركها وتعرف على الفنان مارسيل بيرونو، وبعدها تردد على أكاديمية كولا روسي المتخصصة في الرسم. وخلال إقامته بباريس زار معظم المعارض والمتاحف كمتحف اللوفر، وانخرط في مشروع رسم بورتريهات لشخصيات مشهورة وتمكن من عرض لوحاته في معرض الربيع، اكبر معرض سنوي بباريس، ومن ضمن اللوحات: «الخريف» إحدى أهم وأشهر لوحاته، التي تبرز كيفية دمج الألوان وتناغمها. وعند استقراره في نيويورك تفنن في الرسم الزيتي والفحمي وتعرض لهجوم من بعض المدارس الفنية لكنه تمرد عليها واستمر، وساعدته ماري هاسكل على إقامة معرضه، 1914 عرض خلاله 50 لوحة. وفي احدى المناسبات بمنزل هاسكل عبر جبران عن رؤيته للفن، قائلاً: مهما بلغ الفن في النبل فإنه يعجز عن الإتيان ولو بمعجزة واحدة من معجزات الطبيعة. الفن يقتصر على فهم الطبيعة ونقل فهمنا لها إلى من يجهلونها. ولفت جعجع إلى أن لوحات جبران ترتكز على الطبيعة بكل تجلياتها بما فيها الطبيعة الإنسانية وتقلباتها، إذ قلّما تخلو لوحة من أجساد تتعانق وتتلاحم في فضاء فلسفي، أجساد على سجيتها من غير إضافات. وفي لوحاته تركيز على روحية الأشياء على مصدرها التكويني على أصل الحياة في عنصريها الشمس والماء، على حالات التأمل والحوار الروحي وحركة الحياة، «سلام الطفل مع أمه، الاتحاد حتى الأعماق، اليائس، المجاعة، الفجر، المُحدّقة إلى الآفاق، المرأة المكتشفة الطبيعة، النساء الثلاث، العاصفة». الثالث عالمياً ترجمت أعمال جبران إلى أكثر من 20 لغة ويحتل المركز الثالث بعد شكسبير ولاو تسو من حيث الأعمال الأكثر مبيعاً
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©