السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مسألة وقت».. فوضى ساعة الصفر!

«مسألة وقت».. فوضى ساعة الصفر!
10 نوفمبر 2015 23:33
نوف الموسى (دبي) «الفوضى» باستخداماتها الإيحائية، في مسرحية «مسألة وقت» للمخرج حسن يوسف، والمؤلف أحمد الماجد، أثارت نقاشاً نوعياً، لماهية الاشتغال على الزمن، حسب التوقيت الأيديولوجي للعقل البشري، وبحثه الأزلي للبقاء، ضمن بيئة الصراعات المتجددة، والقائمة ضمن معادلة تبادل القوى. واللافت في النص المسرحي، المتغير الدرامي للذروة، والوصول إلى ساعة الصفر، من تكشف (الأضداد)، والانعكاس بين سلطة اللحظة، والتمرد عليها. وعلى الرغم من المعتقد السائد، في التكوين البنيوي للعمل المسرحي، لأهمية وجود أطراف تزعم الحق والباطل أو الخير والشر، فإن عرض «مسألة وقت»، التابع لمسرح دبي الأهلي، شكل مواجهة أحادية، ومثلت الشخصيات حراكاً شعورياً غير واعٍ، في عمق الذات الإنسانية. ويرى بعض حضور العرض في ذلك إسقاطاً سياسياً، بينما يتبنى آخرون محور الغموض في العمل، وصعوبة استشفاف تفاصيله، القائمة على التعاطي الفلسفي. عُرضت مسرحية «مسألة وقت»، أول أمس، في ندوة الثقافة والعلوم، في دبي، مُشكلةً المشاركة الرابعة، في مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته التاسعة. «السينوغرافيا» قدمت مؤشراً موضوعياً، حول جهود المخرج حسن يوسف، في القدرة على إدارة الحالة الفنية، في المشهدية البصرية، عبر تشكيلات الضوء والصوت، وتصميم الملابس، وغيرها، إلا أنها تطرح سؤالاً جوهرياً، مفاده، هل طغى ذلك الاهتمام المفرط بجذب عين المشاهد، نحو المرئيات، على التجلي الأهم على خشبة المسرح، وهو أداء الممثلين، وروح العلاقة فيما بينهم؟ وما قيمة السينوغرافيا وجمالياتها كـ«ملهى»، إن لم تكن ذات دلالة لفحوى الإدراك الحسي لنسق الممثل، وتعبيراته، وكينونته الحيّة؟ هل الممثلون نتاج السينوغرافيا أم السينوغرافيا هي نتاج الممثلين؟ جميعها أسئلة طُرحت بين المتخصصين والمتذوقين للمسرح، حيث اعتبر مجموعة من المتفرجين، الذين صرحوا عن آرائهم كمشاهدين عاديين للعرض، أن الإخراج رغم الحراك الجمالي للسينوغرافيا، احتاج المزيد من الثقافة المسرحية على الخشبة، خاصةً في أداء الممثلين، وتحديداً مخرجات الحروف، والتعاطي بين الحالة الأدائية واللغة، التي شكلت عائقاً في التواصل بين الجمهور وفهم مضامين العرض، واعتبرها البعض توثيقاً لمرحلة زمنية. ومن جهته، أوضح المسرحي يحيى الحاج أنه معجب بالنص والإخراج، مقارباً الحدث في المسرحية، بفعل النقابات، والمصادمات العمالية، ووصفها بأنها احتفالية مشحونة بالعنف النقابي، وأبعاده الفكرية. وأكد المخرج حسن يوسف أن كل شيء كان مدروساً في العرض، والمغامرة والجرأة مطلوبتان منه كمسرحي شاب، يبحث عن التجريب، موضحاً أن إتاحة الفرصة لشبابٍ يمثلون لأول مرة، هي مسؤولية تبناها وآمَن بأهميتها، لإثراء الحراك المسرحي، منوهاً أنه قد تم الاشتغال على الفكرة، عبر استشارات نوعية، ضمت لجنة قراءة النصوص، إضافة إلى الرؤية الإخراجية، التي شهدت مراجعة ومشاورات عدة. وأشار الكاتب أحمد الماجد، أنه رغم الرمزية المكثفة في النص، فقد تم تحريره، ضمن فضاءات المباشرة، خوفاً من إشكالية الوقوع، في عدم الفهم، من قبل المتلقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©