انتباهة رائعة أن يكون للمرأة دور في القيادة، ومكان في الريادة وسعة فائقة في مفهوم العمل الوطني والمهني. فعندما يصبح للمرأة مجال لتجميع عناصر الحركة يصير للوطن موقع في فضاء العالم لأنه ما من مجتمع يستطيع أن يتحرك ويحلق بجناح واحد دون عافية الجناح الآخر. والإمارات كدولة لمعت وسطع نجمها في حدود ما أنجزته من أعمال التطور في مجالات مختلفة، واليوم أصبحت بحاجة ماسة الى استراتيجية أوسع فضاء وعطاء تمنح المرأة دورتها وتكسبها حقها في العيش بحرية في اتخاذ القرار، وهذا ما تتجه نحوه مؤسسة دبي للمرأة، وأتصور أن قدرة الإنسان على اتخاذ القرار هي المحك وهي المقياس الذي يرفع أو يخفض من مساحة انطلاقة نحو آفاق أفضل. فليس المهم أن توجد فرص العمل أو كثرتها، وإنما المهم أن يوجد البشر الذين يستطيعون الاقتحام، ويستطيعون تجاوز العقبات النفسية، والقفز على الحبال الشائكة. فما من شك أننا في مجتمع مرتبط جداً بقيم وتقاليد اجتماعية، ليست جميعها صالحة لكل زمان ومكان، الأمر الذي يفرض على المرأة تطهير الذات من بعض العوائق ومن بعض العوالق، ومن بعض الحرائق، ومن بعض المزالق، لكي تستطيع الولوج بجرأة وبصفاء ذهن الى ميادين قد تجدها صعبة، ولكنها في الحقيقة هي الأسهل إذا ما وثبت المرأة باتجاه المستقبل بنفس رضية، متصالحة وبدون مركبات نقص أو مشاعر ذات دلالات ماضوية لا ترتبط البتة بالقيم الإنسانية السامية.
إذاً فإن المرأة اليوم، وبمفهوم الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة دبي للمرأة بحاجة إلى قوة دفع شديدة الفعل، وبحاجة إلى التفكير في الدور الذي يجب أن تتبوأه المرأة، وبحاجة إلى معرفتها بنفسها جيداً وبقدراتها التي تتوازى فطرياً مع قدرات الرجل، وهذا الإحساس، وهذه القناعة جديران بأن يضعا المرأة أمام مسؤوليتها الاجتماعية تجاه البيت والمجتمع، ومكان العمل. ففي كثير من الأحيان تقف المرأة أمام مفترق طرق، فإما أن ترضى ما يشغل ذهنها من إرث اجتماعي، أو أنها تستجيب لطموحاتها كإنسانة تقع عليها مسؤولية المشاركة في نسج خيوط الحرير في عملية البناء الاجتماعي ولا تختار المرأة الواعية غير قناعاتها التي بطبيعة الحال لا تتناقض مع القيم السامية التي غرست عبر قرون، وفي بلادنا هناك نساء كثر طرقن أبواب المجد بفعل الإرادة الصلبة وبفضل الثبات عند الضوابط القيمية التي لا تخل، ولا تزل.
وأخيراً الشكر الجزيل لهذه المؤسسة الداعمة والراعية والحامية لحق المرأة في العمل والحياة، حقها في الخروج من شرنقة الخوف والخجل.


marafea@emi.ae