ندوة الورّاق تناقش توثيق المراجع الإلكترونية

فاطمة عطفة (أبوظبي) - لم تعد الفعاليات الثقافية في الإمارات محصورة داخل حدودها، وإنما أصبحت منارة تنشر إضاءاتها في منطقة الخليج العربي كلها، ولا يقتصر هذا الاهتمام على المؤسسات الرسمية فقط، بل أخذت المبادرات والمشاريع الثقافية الخاصة تشغل أيضاً مواقع متميزة ومساحات واسعة، سواء بالحضور المباشر، أو من خلال المنصات الإلكترونية التي شكلت أجمل رد إيجابي على الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا. ومن أهم هذه المشاريع الثقافية والفكرية الرائدة موقع "الوراق" الذي أسسه، ويشرف عليه الشاعر محمد أحمد السويدي. وما يميز هذا الموقع أنه يضم أكثر من ألف مجلد من أمهات كتب التراث العربي، إضافة إلى المشاريع الأخرى التي يجري الكشف عنها من خلال الجلسة الافتراضية الأسبوعية التي يشارك في بحث موضوعاتها نخبة من المثقفين والأدباء العرب.
وفي جلسة أول أمس، تناول الحوار قضية الصعوبات التي تواجه الباحثين لتوثيق مرجعيات دراساتهم وأبحاثهم التي يستعينون بها في مواقع الإنترنت. أدار الحوار الشاعر وليد علاء الدين، وشارك فيه كل من الدكتور بوزيد لغلى من المغرب، والأديب الباحث باسم سليمان من سوريا بورقة معدة تتضمن مقترحات لتمكين موقع وتطبيق الوراق من تقديم خدمات أفضل للباحثين وتسهيل استخدام وتوثيق المحتوى.
وأشار سليمان إلى "الهايبرلينك" المستخدم في المواقع الإلكترونية والذي يسمح للباحثين باستخدامه لأغراض التوثيق، واقترح أن يضاف إلى التطبيق المخصص للهواتف النقالة ليمكن استخدام محتواها في أغراض التوثيق، كما اقترح إضافة المعلومات الخاصة بالطبعات المستخدمة في التطبيق كتاريخ النشر ورقم الطبعة والناشر. 
وجاء في مقترحات الدكتور بوزيد لغلى إضافة كتب الفهارس والكشافات وكتب التراجم إلى محتويات مكتبة الوراق، كما اقترح التواصل مع المجلات العلمية العربية المحكمة لتوفير محتواها للباحثين عبر تطبيق الوراق.
أما المذيع والشاعر محمود شرف من مصر، فقد لفت إلى أن الوراق مؤهل لتقديم خدمات نوعية للباحثين إذ أنه يوفر مادة قابلة للبحث والنسخ، وليست نسخا مصورة من الكتب والمراجع، كما اقترح التعاون مع الناشرين العرب الكبار مثل الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأقسام الدراسات الأدبية في الجامعات العربية لدراسة إمكانية توفير الذخائر التي صدرت عنهم عبر عشرات السنوات في صيغة جديدة عبر تطبيق الوراق.
وتحدث الخبير الإعلامي حسام عبد القادر عن إمكانية إدراج قسم خاص بمشاركات الباحثين العرب الراغبين في نشر أبحاثهم ومقالاتهم ومشاركتها مع القراء والباحثين.
واختتمت جلسة البحث والحوار بكلمة الشاعر والناقد عمرو العزالي الذي أشار فيها إلى الإمكانيات الكبيرة المتوفرة في موقع "لينكد إن" التي يمكن للوراق الاستفادة منها في خدمة الباحثين، وهو الموضوع الذي سيخصص له مشاركة مستقلة في الندوة القادمة.