الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التربية والتعليم» ترسب في امتحان «الغياب الجماعي»

«التربية والتعليم» ترسب في امتحان «الغياب الجماعي»
10 أكتوبر 2014 17:59
أكد عدد من الخبراء التربويين ومديري المدارس أن وضع حدّ للغياب الجماعي للطلبة في المدارس بعد الإجازات الرسمية وقبلها لن يتم إلا من خلال قوانين واضحة وحاسمة، وطالبوا بإجراءات مشددة داخل المدارس، والعمل في ذات الوقت لنشر الوعي والثقافة التربوية والتعليمية لدى الطلاب وأولياء أمورهم بأهمية الحضور إلى المدرسة على مدار أيام العام دون انقطاع أو تقاعس. ولفت الخبراء إلى أن الطالب يلعب دوراً مهماً في هذا المجال خصوصاً الملتحقين منهم بالتعليم الثانوي، من خلال تحمّل مسؤوليتهم والاهتمام بدراستهم وبمستقبلهم عبر الالتزام بتوجيهات المدارس. وكانت معظم مدارس الدولة شهدت أمس ولليوم الثالث على التوالي ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الغياب، فيما اضطرت مدارس إلى وضع الطلبة الذين حضروا في فصل واحد لقلة الأعداد. الغرامات وآلية المحاسبة وقال الدكتور حاتم القضاة وكيل شؤون الطلبة بجامعة عجمان للعلوم والتكنلوجيا فرع الفجيرة: “حل المشكلة يتم بطريقتين، أولهما الرسمية بحيث يتم إلزام الطالب بالحضور حتى لو اضطررنا إلى توقيع غرامات مالية على أولياء الأمور، وهنا أقترح أن يتم اعتماد آلية بشكل رسمي بين المدارس والمناطق التعليمية ووزارة التربية والتعليم من جهة، ووزارة المالية من جهة أخرى، ويتم رفع غياب كل طالب من مدير المدرسة إلى المنطقة التعليمية، التي تعتمد هذا الغياب، ثم ترفعه إلى وزارة التربية، التي تقوم بدورها باعتماده وتقديمه إلى وزارة المالية. وأضاف: هنا تقوم الأخيرة بخصم من راتب ولي الأمر وفقاً لعدد الأيام التي تخلف فيها ابنه عن الحضور للمدرسة، وهذا إجراء عملي كما يحدث تماماً في المخالفات المرورية، وإذا كانت المخالفات هدفها الحفاظ على حياة الشخص والآخرين على الطرق، فإن الغرامات المالية عن غياب الطلاب هو حفاظاً على الأجيال من التسرب من التعليم، ويتم هذا مع الخطوة الثانية، وهي التوعية المستمرة لجميع الأطراف. وطالب الدكتور القضاة باستحداث وحدة جديدة في كل مدرسة تحت عنوان “وحدة التواصل الاجتماعي” تحت شعار “إذا لم تأتِ يا ولي الأمر فسوف نأتي إليك “وهدفها خلق التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور لصالح الطالب في نهاية الأمر. مجالس الآباء والمعلمين وطالب الدكتور صالح سمير الدليمي الدكتور بكلية الآداب بجامعة الشارقة بخورفكان بتفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين في كل منطقة تعليمية، حيث لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية عدم التواصل بين مجلس الآباء والميدان التربوي. التدريس لمن حضر وأوضح مسلم محمد العامري المدير الإقليمي لمجلس أبوظبي للتعليم في المنطقة الغربية أن هناك توجيهات باستئناف الدراسة في جميع المدارس، بصرف النظر عن حالات الغياب ولو بحضور طالب واحد فقط. وأشار العامري إلى أن كل مدرسة ملزمة بالتدريس لمن حضر من الطلاب، واستئناف العملية التعليمية بشكل منتظم وعلى كل طالب اتخاذ قرار الغياب منفرداً أن يتحمل نتيجة ذلك وعليه أن يضاعف من مجهوده عقب العودة للدراسة، ليتمكن من اللحاق بزملائه المنتظمين في الدراسة. لائحة السلوك الطلابي ورغم أن وزارة التربية والتعليم اعتبرت غياب الطالب من دون عذر، مخالفة من الدرجة الأولى، في لائحتها للنظام السلوكي للطلبة، الموجودة على موقعها الإلكتروني، إلا أنها واجهت تلك المخالفة بإجراءات أقل ما توصف به أنها هزيلة وتشجع الطالب على الغياب، فيما شرعت دول مجاورة عقوبات مشددة لمواجهة الظاهرة، ففي الكويت يفصل الطالب أو ينقل من المدرسة إذا تغيب 15 يوماً في الفصل الواحد، أما في البحرين فيتم تغريم الأب ومقاضاته بعد إنذاره إذا انقطع الابن عن المدرسة 10 أيام. وبحسب اللوائح الموجودة على موقع وزارة التعليم في دولة الكويت، الطالب الذي يتغيب عن حصة واحدة في اليوم الدراسي من دون عذر مقبول يعتبر غائباً عن اليوم الدراسي كله، وإذا تجاوز غياب الطالب 15 يوماً متصلة أو منفصلة في الفصل الدراسي الواحد من دون عذر مقبول، يفصل من المدرسة أو ينقل من مدرسته إلى مدرسة أخرى. إخطار وإنذارات ويخطر ولي الأمر خطياً فور غياب ابنه، وتوجه للطالب الذي يتكرر غيابه من دون عذر مقبول ثلاثة إنذارات خطية في الفصل الواحد تسلم إلى ولي أمره، الأول: بعد غياب (3) أيام، والثاني: بعد غياب (6) أيام، والثالث والأخير بعد غياب (9) أيام، مبيناً في كل منها النتائج المترتبة على تكرار الغياب. وبحسب اللائحة يترتب على غياب الطالب في أي صف من صفوف المرحلة الثانوية، أكثر من 9 أيام من أيام الدراسة الفعلية لكل فصل دراسي من دون عذر مقبول ما يلي: في صفوف النقل: يحرم من دخول امتحان نهاية الفصل الدراسي في جميع المجالات الدراسية في ذلك الفصل وتكون درجته في امتحان نهاية الفصل صفراً، وتحتسب له درجات الأعمال اليومية الفصلية لذلك الفصل. وإذا كان الحرمان في الفصل الدراسي الثاني فيكتب له في كشف درجات آخر العام معدل الأعمال الفصلية +محروم بسبب الغياب، ويحق له دخول الدور الثاني في جميع المجالات الدراسية ويعامل معاملة الطالب الغائب بعذر مقبول، فيعطى الدرجات التي يحصل عليها في الدور الثاني في جميع المجالات الدراسية. وفي الصف الرابع الثانوي: يحرم من دخول امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول في جميع المجالات الدراسية، وتكون درجته في امتحان نهاية الفصل صفراً وتحتسب له درجات الأعمال اليومية الفصلية للفصل الدراسي الأول. أما إذا تجاوز غياب الطالب 9 أيام من أيام الدراسة الفعلية في الفصل الدراسي الثاني، فإنه يحرم من دخول امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في الدور الأول في جميع المجالات الدراسية، محتفظاً بدرجات أعمال السنة وعليه دخول امتحان الدور الثاني في جميع المجالات الدراسية ويعامل معاملة الطالب الغائب بعذر مقبول، ويعطى الدرجات التي يحصل عليها في الدور الثاني في جميع المجالات الدراسية. الأعمال اليومية الفصلية وبحسب اللوائح، إذا غاب الطالب في صفوف النقل عن الأعمال اليومية الفصلية كلها بعذر مقبول في مجال دراسي واحد أو أكثر وحضر امتحان نهاية الفصل، فإن الدرجة التي يحصل عليها في امتحان نهاية الفصل مضروبة في (2) تعتبر درجته للمجال الدراسي في ذلك الفصل. أما الطالب الذي يتغيب عن المدرسة طوال الفصل الدراسي الثاني من دون عذر مقبول فيرسب في صفه، إذ لا يجوز نقله من صفه إلى الصف الأعلى بدرجات الفصل الدراسي الأول. وإذا غاب الطالب عن امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول في مجال دراسي واحد أو أكثر بعذر مقبول، فإن امتحانه يؤجل إلى الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الثاني ويحدد موعده بقرار من الوزارة، أما إذا كان غيابه بعذر غير مقبول فتكون درجته في الامتحان نهاية الفصل صفراً، وتحتسب له درجات الأعمال اليومية الفصلية لذلك المجال أو المجالات التي غاب عنها. وتنص المادة الثامنة من قانون التعليم في مملكة البحرين على تغريم والد الطفل أو ولي أمره مئة دينار إذا تسبب في انقطاع الطالب عن المدرسة، مدة 10 أيام متصلة أو متقطعة من دون عذر مقبول، ويجوز للوزارة تحريك دعوى قضائية ضد الأب بعد إنذاره بخطاب بعلم الوصول. (أبوظبي - الاتحاد) الدعوة إلى تفعيل مجالس الآباء وتعزيز صلاحياتها تربويون وخبراء يدعون إلى حلول بعيداً عن الارتجالية تزايدت حالات غياب الطلاب في مدارس المنطقة الغربية، أمس، وبشكل ملحوظ خاصة في المراحل الثانوية رغم تأكيد مجلس أبوظبي للتعليم في المنطقة الغربية على استئناف الدراسة واستمرارها بصرف النظر عن حالات الغياب. وقال عبد الله محمد الحمادي ولي أمر طالب في المنطقة الغربية إنه رفض ذهاب أبنائه للدراسة عقب العيد، بعد أن اعتبر الأبناء الذهاب للدراسة بين إجازتين نوع من العقاب لهم فقرر أن يمتنع عن إرسالهم للدراسة. وأضاف الحمادي أن حل مشكلة الغياب يكمن في تضافر كافة الجهود بين أولياء الأمور والمدرسة ومجلس أبوظبي للتعليم لإيجاد حلول تربوية بالتزامن مع الوسائل العقابية حتى يتمكن الطلاب من الدراسة بدافعية وقبول وليس بنفور ورفض. وأيد الحمادي قرار وزير التربية والتعليم بوضع آليات لمحاسبة الطلاب الغائبين التي أعلنت عنها صحيفة “الاتحاد” في عددها أمس، مشيراً إلى أن إيجاد الحلول يجب أن يكون من خلال الدراسة والمتابعة والبحث عن الأسباب كما تم الإعلان عن ذلك، وان تكون هناك رؤية واضحة منذ بداية العام الدراسي لذلك. وطالب علي سالم المنصوري بضرورة تفعيل مجالس الآباء وإعطائها صلاحيات حتى تتمكن من القيام بواجبها، وان تكون همزة وصل بين المدرسة وأولياء الأمور في المنازل وهو ما يساهم في حل مثل تلك المشاكل، واعتبر سلطان عبدالله أن حضور الطلاب وعدم تدريسهم من قبل المعلمين يعتبر نوعا من العقاب لهم، حيث يحضر الطالب للمدرسة ويفاجأ بأن باقي الطلاب غير متواجدين. واقترح يوسف سلطان الحمادي مدير مدرسة عدد من الحلول التربوية ومنها تخصيص درجات للالتزام بالحضور، بحيث يحصل الطالب الملتزم بالحضور جميع أيام الدراسة على درجة كاملة، وأي طالب يتغيب خلال أيام الدراسة من دون عذر لا يستفيد من هذه الدرجات. وقال الدكتور أيوب كاظم مدير عام قرية المعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية إنه لا يمكن لأي من الأكاديميين وضع نفسه مكان الوزارة في مجال اتخاذ القرار بشأن الغياب والحضور في المدارس، كونها الأعلم بما يجري في الميدان التربوي وكواليسه، وأضاف أنه من خلال خبرته في قرية المعرفة و”دبي الأكاديمية” فإن القوانين واللوائح لابد منها لتنظيم أمور الطلبة والمعلمين والقيادة المدرسية، ولتحديد المسؤوليات، ولفت إلى أنه عندما تغيب السياسات التنظيمية، فمن السهل على كل طرف أن يضع اللوم على الأطراف الأخرى. واعتبر كاظم أن القيادات المدرسية لابد لها من اتخاذ ما يلزم لإعادة الانضباط والالتزام إلى فصولها، وابتكار الطرق المناسبة للحفاظ على التزام الطلبة الى حين اقرار الإجراءات من المسؤولين في الوزارة. وقال محمد حسن مستشار في مكتب مدير منطقة دبي التعليمية إن الطالب يعتقد أن من حقه الاعتراض على قرارات المدرسة التي لا تعجبه، من خلال تنفيذ ما يناسبهم من دون التفكير في الضرر الذي قد يلحقونه في الجدول الدراسي ولزملائهم الطلبة، وأشار الى أنه في الوقت نفسه من واجب مدير المدرسة إصدار تعليمات واضحة للمعلمين بضرورة تسيير الحصص وعدم تفويتها على الطلبة الحاضرين. بدورها، أشارت منى عبدالله مديرة مدرسة القيم النموذجية في دبي إلى أن أي قرار يتخذ بشأن غياب الطلبة، لابد أن يكون مدروساً وليس مجرد رد فعل سريع وارتجالي على حالة موجودة في بعض المدارس، ولابد من وضع حدّ نهائي للغياب الجماعي من خلال نظم تضمن التزام كل الأطراف بدورها المحدد. وأكد تربويون بمنطقة رأس الخيمة التعليمية استحسانهم لقرار وزير التربية والتعليم الخاص بطرح سياسات وإجراءات جديدة لمنع غياب الطلاب الجماعي في مدارس الدولة الحكومية، وخلال الدوام الرسمي خصوصا عقب الإجازات الرسمية أو قبلها، مؤكدين أن القرار سيوازن العملية التعليمية في تلك المدارس التي تعمل تحت مظلة وزارة التربية والتعليم. وأشار إبراهيم البغام نائب مدير المنطقة التعليمية برأس الخيمة إلى أن طرح سياسات رادعة للغياب الجماعي للطلاب مسألة مهمة، وكان يجب طرحها مسبقاً، خصوصا مع انعدام الجدية والالتزام من جانب الطالب وولي الأمر في مسألة الحضور والغياب، منوها إلى أن هناك طلبة ينتهجون مبدأ إجازة قبل الإجازة وإجازة بعد الإجازة، الأمر الذي يسبب وبشكل مباشر تأخر العملية التعليمية وتأخر في إنهاء المنهج المعتمد. وبين عدد من أعضاء الهيئة التدريسية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية أن مسألة الغياب الجماعي أمر مزعج للمعلمين خصوصاً في مسألة الانتهاء من المنهج المقرر خلال الفترة المحددة، مشيرين إلى أن بدء إجازة الفصل الدراسي الثاني بعد شهر ونصف من الآن، والمدة لا تكفي لإنجاز باقي الدروس والأنشطة الموضوعة على عاتق معلم الفصل. بدورها قالت حنان منصور الأهلي ربة بيت وأم لثلاثة أبناء إن قرارات الوزارة الانضباطية تضمن حق الطلاب الملتزمين وتشجعهم على الاستمرار في تميزهم وانضباطهم، منوهه إلى أن المدرسة التي يدرس بها ابنها قضت على مسألة الغياب قبل أن تحدث وذلك بتحذير الطلاب. وقال جمعة سلطان ولي أمر طالبات في الحلقة الأولى والثانوية أن بناته توجهن إلى المدرسة خلال الأيام الماضية وتم إرجاعهن في أول يوم بعد الإجازة بسبب غياب أغلبية الطالبات، وبسبب هذا التصرف رفضن بناته في اليوم التالي التوجه للمدرسة بحجة عدم وجود طالبات، ورفض المعلمات تدريس ثلاث طالبات أو خمس في الفصل المدرسي الواحد، منوها بأنه ما ذنب بناته الملتزمات في مثل هذه المسألة، ولكن مع وجود ضوابط ستكون المسألة محكمة وفيها إنصاف للملتزمين من الطلاب والطالبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©