السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيف الدهماني: العيد في الماضي.. فرحة ترفل بالحميمية

سيف الدهماني: العيد في الماضي.. فرحة ترفل بالحميمية
2 أغسطس 2014 17:43
موزة خميس (دبي) منطقة ميدق والمناطق المجاورة لها من مسافي الفجيرة ومسافي رأس الخيمة والحنية ودفتا رأس الخيمة، كلها من المناطق التي لا تزال تشهد الكثير من الصور التي تعكس الحفاظ على العادات والموروث الشعبي الإنساني، ولا يزال معظم الأجداد يعيشون في الماضي بأرواحهم وذاكرتهم وتعلقهم بالمكان والزمان، ولا يزال الأبناء الذين أصبحوا اليوم آباء وربما أجدادا، يجدون لذة في تذكر لحظاتهم السعيدة، لأن ما كان يضفي على حياتهم جمال وروعة، هو الروابط التي لا تزال بقاياها حتى اليوم في بعض مناطق الدولة، وعندما يعيشون الأيام الأخيرة من شهر رمضان، فهم ما بين الفرح بالعيد وبين الحزن الصادق لمفارقة شهر فيه الكثير من الخير للدنيا والآخرة، وفق ما يقوله سيف الدهماني، أحد الخبراء في التراث الإنساني، وأحد ممثلي الدولة في المهرجانات الداخلية والخارجية والمعارض. حنين إلى الماضي عن عيد الفطر، يقول الدهماني: «قبل العيد تزداد الخيرات من حيث الإكثار من العبادات، حيث تقام صلاة القيام في العشر الأواخر، ويتجهز الرجال لتحري هلال شوال، ورغم أن رمضان يرحل إلا أننا لا نزال نتحدث عنه، ونأسف على رحيله ونحن نحتفل بالعيد، لأن له روحانيات وقدسية في قلوب المسلمين»، مضيفا: «كل من عاش العيد قديما حين كان طفلا، يشعر بالحنين إلى العيد في نهاية الستينيات، حيث كان ما يجعل تلك الأعياد أجمل هو التقارب والتواصل بشكل يومي، ولذلك كان الإنسان عندما يحتفل بالعيد كان يشعر أن هناك أسرة كبيرة ستشاركه الفرحة، لأن الأقارب والجيران كانوا هم الأسرة والجميع، والأطفال يخرجون ويدخلون في كل البيوت قبل أيام العيد بشكل ينم عن شوق كبير له، لأن البيوت كانت كلها تترك مفتوحة، ولم يكن هناك خوف على أي طفل من الخروج والدخول، حتى لو كان في الثانية من العمر مع بقية إخوته وأخواته». حول الاستعداد للعيد قديما، يقول الدهماني: «يسافر الرجال في رجب إلى الشارقة ودبي والفجيرة، للبحث عن كل ما تحتاج الأسرة للعيد، لأن الطريق بعيدة والقوافل تخرج على الإبل عبر طرق وعرة، ولذلك يتم شراء احتياجات رمضان والعيدين، لأن الكسوة كانت عبارة عن قطع من الأقمشة، ولذلك تكون بحاجة لتفصيل وخياطة يدوية، والبعض منها بحاجة لتطريز يدوي، وعندما يعود الرجال محملين باحتياجات العيد بعد فترة طويلة من الغياب، يأتون بالقهوة الخضراء في صرة من القماش وأيضا بالسكر وحبوب القمح، إن لم يكن هناك موسم زراعة القمح، ويتم تحميص القهوة بمقدار الحاجة لأيام معدودة كي تبقى طازجة، كما تقوم النساء بطحن الحبوب ومنها القمح بالرحى لصنع الهريس، أو لسحق الأرز لصنع العصيدة الخاصة بأهل الجبل، وهي عبارة عن أرز مطحون يتم تحميصه على وعاء بدون أية زيوت، ثم يسكب في قدر ويحرق شيء من السكر حتى يصبح ذهبياً ويضاف إلى الأرز، ثم يضاف الهيل والزعفران والسمن المحلي، وهناك أيضا المقطوعة التي تصنع من نبات الدخن». ثياب العيد عن ذكرياته الخاصة بالعيد، يقول: «لا زلت أتذكر ثوبي الذي قامت إحدى الجارات بطلائه لتجديده بمادة عشبية عطرية، لأننا عندما كنا أطفالا كنا نترك ثوب عيد الفطر لعيد الأضحى». وعن طقوس العيد، يوضح الدهماني «يبدأ العيد بتجمع الرجال في أقرب مصلى للعيد، ليبدأوا في زيارة بعضهم بدءا من أقرب بيت إلى مصلى العيد، وينهون في اليوم الواحد زيارة أربعة إلى خمسة بيوت، وأيضا في ثاني أيام العيد واليوم الثالث يفعلون ذات الشيء لكن في منطقة أخرى قريبة، وعادة ما يختم جدول الزيارات عند آذان الظهر»، مضيفا: «من أهم العادات أن يصاحب ذلك رزيف الرجال طوال أيام العيد صباحا وعصراً ومساءً، والأمهات والزوجات والأخوات يجتمعن في جلسة مشتركة، وأيضا كل يوم في بيت واحدة منهن، ونحن كأطفال نراقب تلك المشاهد وكل تلك الطقوس، وربما تلجأ بعض العائلات لتعليم أبنائهم الكبار كيف يقلدونهم ويخبرونهم لماذا يفعلون ذلك، حتى ينشأ الصغار على احترام العادات». ويتابع: «تحرص المرأة الجبلية على منح أسرتها فرحة العيد، فنرى الفتيات بملابسهن الخضراء والحمراء والصفراء والمزينة بالتطريز اليدوي، أما النساء فإنهن يختمرن بالسواد، خاصة الشابات منهن وتحت العباءة والشيلة يلبسن البراقع الجديدة، وترى الرجال في كناديرهم الملونة، ولكنها سادة مثل الأبيض والسماوي والكركمي والثوب المورس وهو ما طلي بنبات الورس العطري». ويمضي: «بعد صلاة العيد يصافح الجميع بعضهم ويحتضنون بعضهم فرحة ليس بالعيد فقط، ولكن لأن الله منحهم عمرا كي يعود عليهم العيد في هذا العام وهم أحياء، ولذلك يهنئون بعضهم ويقولون عساكم من العايدين السالمين، أي أيضا يدعون لبعضهم أن يعيشوا ليشهدوا العيد المقبل، وبعد الخروج من باب المصلى يحلف الرجال على بعضهم البعض للمرور لتناول فوالة العيد، وقد كانوا قديما، إن كان الطقس جميلا، يجتمعون أمام منزل من عليه قهوة العيد، ويتم تقديم ما تم طهيه وصنعه على سفرة سعفية جميلة، ثم يقومون بزيارة إلى بيت الأمير أو والي المنطقة، ويعايد كل فرد من أفراد الأسرة على بعضهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©