الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول اتسم بالوفاء والسعي إلى السلم

الرسول اتسم بالوفاء والسعي إلى السلم
23 يوليو 2014 22:50
كان النبي صلى الله عليه وسلم مثال الرحمة الشاملة، فقد ظهرت رحمته صلى الله عليه وسلم في كل المواقف والأحداث التي شهدتها دعوته ورسالته إلى الإسلام، بما في ذلك الحروب والغزوات التي خاضها النبي الكريم، فلم تكن حروبه وغزواته صلى الله عليه وسلم تهدف إلى استعباد الناس وكسر إرادتهم، وإنما كان هدفها تحقيق الخير لهم وإسعادهم بنور الإسلام، وقد فاقت مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم في غزواته وحروبه كل التصورات. فالحرب عنه دفاعية لرد العدوان حيث اتسم صلى الله عليه وسلم - بالسعي إلى السلم. ويقول د. محمد خليفة حسن - الباحث في الدراسات الإسلامية-: تجلت رحمة الرسول الكريم في غزواته بجملة من المظاهر، فمثلا في غزوة «ذي أمر» عفا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عمن أراد قتله بعد التمكن منه، وتجلت رحمته أيضاً في سعيه للصلح مع العدو ليخفف به على المؤمنين، مثلما حدث في غزوة الخندق «الأحزاب»، حيث رأي صعوبة الموقف وشدة البلاء ومخاوف المسلمين، فأرسل إلى الحارث بن عوف وعيينة بن حصن قائدي غطفان، يعرض عليهما الصلح، وبعد مشورة قادته فضل القتال على الصلح، وتجلت رحمته في عفوه عن الأربعين مجرماً الذين ألقي القبض عليهم حول معسكره، وهم يرمون بالحجارة والنبل، وتجلت رحمته في الوفاء بالعهود وتحريم الغدر والخيانة في كل حروبه وغزواته. ويضيف: ومن عدالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حروبه ضد غير المسلمين، من المشركين ومن أهل الكتاب، وضعه للأسس والضوابط والشروط التي يجب على المسلمين الالتزام بها في الحروب، وتتمثل أهم هذه الضوابط والشروط في أنه لا قتال إلا مع المقاتلين، ولا عدوان على المدنيين، وعند الجنوح إلى السلم وانتهاء القتال لا عدوان إلا على الظالمين، والمحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الإنسانية الحسنة، والمحافظة على الحريات الدينية وعدم الإكراه على الدخول في الإسلام كنتيجة للانتصار في الحرب، والمحافظة على البيئة، وذلك بالنهي عن قتل الحيوان وتحريق الأشجار وإفساد الزروع والثمار، وإهدار المياه، وتلويث الآبار وهدم البيوت. إقرار العدل والحرية للجميع وقد استمدت عدالة الحرب في سياسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أهداف الحرب عنده، وهي: رد العدوان، والدفاع عن النفس، وتأمين الدعوة إلى الله، وإزالة العقبات في طريقها، ونصرة الحق والعدل، والمطالبة بالحقوق، وإقرار العدل والحرية لجميع الناس مهما كانت عقائدهم. ويشير د. خليفة إلى مودة الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه اليهود والنصارى، لإيمانه صلى الله عليه وسلم بدعوات الأنبياء السابقين وخصوصاً دعوتي موسى وعيسى عليهما السلام، فالرسول لم يزعم أنه النبي الوحيد، ولم يُكره اليهود ولا النصارى على ترك دينهم، ولكن طالبهم بتنفيذ وصايا أنبيائهم، وقد أوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - خيراً باليهود والنصارى، وسمح للمسلمين بالزواج من الكتابيات مع السماح لهن بالبقاء على دينهن. ويؤكد د. خليفة أن مظاهر رحمة النبي في غزواته وحروبه تبطل شبهة انتشار الإسلام بحد السيف، فقد كان جهاده صلى الله عليه وسلم رحمة، ولم يكن غرض النبي في استلال السيف على من ناوأه إزالة نعيمهم ولا انتهاب ثرواتهم، بل لو قدر على استصلاح عباد الله تعالى من غير حاجة إلى سفك دماء بعضهم، لكان ذلك هو الأفضل عنده والأحب لديه . . «فجهاد النبي كان هدفه في النهاية تحقيق الرحمة للعالم، فالقوة الحربية، والسلطة السياسية لدى النبي كانتا وسيلتين لهداية الناس وإسعادهم لا لاستعبادهم وإشقائهم. الدفاع عن النفس والدين ويشير د. خليفة إلى أن الجهاد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس فتنة أو حرباً يثيرها التعصب القومي أو العنصري، وليس تصعلكاً أي حرباً عدوانية هدفها استلاب أموال الناس، إنما الجهاد عنده - صلى الله عليه وسلم - كان حرباً مشروعة، لأنها حرب عادلة لرد العدوان، والدفاع عن النفس والدين، وعن المستضعفين، وللحفاظ على العمران الإنساني الروحي والمادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©