السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حذيفة بن اليمان.. صاحب سر رسول الله

حذيفة بن اليمان.. صاحب سر رسول الله
23 يوليو 2014 22:35
هو أبو عبدالله حذيفة بن حُسيل اليمان من بني عبس، جاء هو وأخوه ووالدهما إلى رسول الله واعتنقوا الإسلام، وكان يلقب بصاحب سر رسول الله، وكانت له موهبة في قراءة الوجوه والسرائر. تمتع حذيفة بإيمان قوي، ويروى عنه أنه رأى والده يُقتل خطأً يوم أُحد بأيد مسلمة، فقد رأى السيوف تطيح بأبيه فصاح بضاربيه: أبي! أبي! إنه أبي، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر إليهم إشفاقًا وقال: «يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين». ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة، وبعد انتهاء المعركة علم الرسول - عليه الصلاة والسلام - بذلك، فأمر بالدية عن والده، ولكن تصدَّق بها حذيفة على المسلمين، فازداد الرسول له حبّاً وتقديراً. غزوة الخندق ويروي حذيفة عن موقفه في غزوة الخندق، فيقول: عندما تفرق الناس عن رسول الله ليلة الأحزاب لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأتاني رسول الله وأنا جاثٍ من البرد، وقال: «يا ابن اليمان، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب، فانظر إلى حالهم». قلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياءً منك من البرد. قال: «فابرز الحَرَّة وبرد الصبح، انطلق يابن اليمان، ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ». فانطلق حذيفة إلى معسكرهم وعرف أخبارهم، ثم أتى رسول الله وهو قائم يصلي، فلما فرغ من صلاته قال: «ابن اليمان اقعد، ما الخبر؟» قلت: يا رسول الله، تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار، قد صبَّ الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا، ولكنَّا نرجو من الله ما لا يرجو. وعن زاذان، عن حذيفة قال: قالوا: يا رسول الله، لو استخلفت. قال: «إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه، وما أقرأكم عبدالله فاقرءوه». وفي معركة نهاوند احتشد الفرس في مئة ألف مقاتل وخمسين ألفاً، واختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مُقَرِّن، ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول: «إذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعًا النعمان بن مقرن، فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة، فإذا استشهد فجرير بن عبدالله». وهكذا استمر يختار قادة المعركة حتى سمى منهم سبعة. والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيدًا، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عالياً، وأوصى بألاَّ يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريماً له، ثم هجم على الفرس صائحاً: «الله أكبر، صدق وعده، الله أكبر، نصر جنده»، ثم نادى المسلمين قائلاً: «يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار». وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس، وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة ونزل نَصِيبين، وتزوّج فيها. قال الرسول: - صلى الله عليه وسلم - «ما من نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة نُجباء رفقاء، وأعطيتُ أنا أربعة عشر؛ سبعة من قريش: عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر وأبو بكر وعمر، وسبعة من المهاجرين: عبدالله بن مسعود وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال» رضوان الله عليهم. وقال عمر بن الخطاب لأصحابه: «تمنّوا». فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله، فقال عمر: «لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله». وعندما ولى عمر بن الخطاب حذيفة إمارة المدائن، خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر لهم، فأبصروا أمامهم رجلاً يركب حماره، وأمسك بيديه رغيفاً وملحاً، وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي حذيفة بن اليمان المنتظر، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: إياكم ومواقف الفتن. قالوا: وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله؟. قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©