* سافرت في رمضان إلى كندا و قد أفطرت هناك عدة أيام . كنت قد سألت قبل السفر عن جواز الإفطار خلال السفر وقالو لي يجوز. وبعد أن عدت وقمت بالقضاء قال لي شخص آخر أخبرني انه لا يجوز الإفطار. المهم أني أريد أن أعرف ماذا يجب أن أفعل الآن علماً أني: سافرت مدة 11 يوماً «رحلة الطائرة تأخد يوم كامل بسبب فرق الوقت أي هناك ثلاث أيام سفر يوم ذهاب و يومين إياب» يوم أفطرت منهن حوالي 5 أيام غير أيام السفر و صمت ثلاث أيام خلال السفر؟
** فاعلم أخي الكريم أن للفطر في السفر شروطاً، منها أن لا يكون سفر معصية، وأن يشرع في السفر قبل طلوع الفجر: قال الخرشي في شرحه على مختصر خليل: «ومعنى كلامه أنه يجوز الفطر في سفر تقصر فيه الصلاة إذا شرع في السفر قبل طلوع الفجر ولم ينو الصوم في السفر؛ فإن شرع بعد الفجر، أو نوى الصوم في السفر قضى، ولو كان الصوم تطوعاً، ولا كفارة؛ إلا أن ينوي الصوم يريد صوم رمضان في السفر». ولمعرفة تفاصيل ذلك ننصحك بالرجوع إلى الفتوى رقم 1669. ومن ظن أنه يجوز له الفطر فأفطر فيجب عليه القضاء دون الكفارة، لأنه تأويل قريب تسقط به الكفارة.
والمدة التي ذكرتها وهي 11 يوماً أكثر من المدة التي تقصر فيها الصلاة أو يباح فيها الفطر عند أكثر الفقهاء، فإن ظننت حل الإفطار بسبب من أفتاك بذلك، فأفطرت خطأً، فعلى هذا يلزمك القضاء دون الكفارة.
وجاء في حاشية رد المحتار للعلامة ابن عابدين الحنفي: «لو فعل ما يظن الفطر به كما لو أكل أو جامع ناسياً أو احتلم أو أنزل بنظر أو ذرعه القيء فظن أنه أفطر فأكل عمداً فلا كفارة للشبهة».
وجاء في التاج والإكليل في الفقه المالكي: «وكفَّر إن تعمد بلا تأويل قريب وجهل في رمضان فقط جماعاً» .... فإن أفطر متأولا فإن قرب تأويله واستند إلى أمر موجود فلا كفارة عليه. وهذا كما مثله في الكتاب فيمن أفطر ناسياً فظن بطلان صومه فأفطر متعمداً، والمرأة ترى الطهر ليلاً في رمضان فلا تغتسل فتظن أن من لم يغتسل ليلاً فلا صوم له فتأكل، والرجل يدخل من سفره ليلاً فيظن أنه لا صوم له إلا أن يدخل نهاراً فيفطر، والعبد يخرج راعياً على مسيرة ثلاثة أيام فظن أنه سفر يبيح الفطر فإنه لا كفارة على جميع هؤلاء. قال ابن القاسم: كل ما رأيت مالكاً يسأل عنه من هذا الوجه على التأويل فلم أره يجعل فيه كفارة. قال اللخمي: ومعروف المذهب أن حكم الجاهل كذي تأويل قريب. من التاج والإكليل.
عدد اليوم
