رنا سرحان (بيروت)
بدد حصول سيدة أعمال لبنانية الانطباع الذي كان سائدا حول ضآلة دور المرأة الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، فاختيار كريستينا خاطر لتكون صاحبة الجائزة الذهبية لأفضل امرأة عاملة في الشرق الأوسط، ضمن منافسات «Stevie Awards 2016» عن منطقة الشرق الأوسط، و«الفضية» عن منطقة أفريقيا وأوروبا، التي شملت أكثر من خمسمئة سيدة أعمال من جميع أنحاء العالم، مؤشر على أن النساء العربيات العاملات في مجال الاستثمار يحققن إنجازات مهمة تسترعي الانتباه عالميا.
وتقول كريستينا، صاحبة شركة «Kristie’s»، التي لفتت الأنظار إليها خلال الحفل الذي أقيم في مدينة نيويورك الأميركية بحضور لجنة تحكيم مؤلفة من 160 شخصية عالمية، إن الجائزة دفعة إضافية لها، وتحد جديد لبلوغ أهداف جديدة، مشيرة إلى أن الجائزة تؤكد أن المرأة يمكن أن تصل إلى أحلامها وتتخطى جميع العقبات.
وتذكر لـ «الاتحاد» أن الجائزة جعلتها تدرك أن أي شخص يمكن أن يبلغ الأهداف والغايات من خلال الإرادة القوية والتفاني والحماس، مضيفة «جميعنا لدينا قوة كامنة في داخلنا تمكننا من الوصول إلى ما نطمح إليه، ويكفي أن نكتشف موطن هذه القوة ونعمل على تطويرها للوصول إلى أهدافنا».
وتسرد خاطر قصة كفاح عمرها 10 سنوات، قائلة «بدأت مسيرتي المهنية حين أنشأت «كريستيز»، والتي كانت في ذلك الحين متخصصة في مجال تنظيم الأعراس والحفلات للشركات. وكانت السنوات الثلاث الأولى هي الأصعب إذ كان يجب علي مواجهة عقبات منها بناء صدقية أمام العملاء، وكسب ثقتهم». وتتابع «لكنني لم أستسلم بل على العكس قررت المواجهة وبدأت مسيرتي بأعمال صغيرة وبفضل الشغف والاحترافية أصبحنا اليوم نقيم أكبر الأعراس، وننظم أضخم الحفلات».
وتعتقد خاطر أنه كونها أنثى أثر ذلك في البداية وكان من ضمن العقبات التي واجهتها، فغالباً كان هذا النوع من الأعمال حكراً على الرجال لأنه بحاجة لمجهود كبير وعمل لساعات طويلة يوميا.
وتقول «أصبحت شركتي محط ثقة، لكنني أظن أنني لا أزال في البداية ولا يزال هناك الكثير من الأهداف التي أريد تحقيقها»، لافتة إلى أنه حان الوقت لوضع أهداف جديدة وتحديات أكبر.
وتوضح أن شركتها أصبحت ممتدة على نطاق الشرق الأوسط والدول العربية (الأردن، والكويت، وقطر، والعراق) وفي بعض الدول الأوروبية كاليونان كما وصلت إلى العاصمة الصينية بكين حيث نظمت حفلا كبيرا هناك لشركة معروفة.
وحول كيفية التنسيق بين حياتيها الأسرية والعملية، تذكر «عائلتي هي مصدر قوتي وسند دائم لي وخصيصا ابنتي التي أصبحت مصدر إلهام لي، وقد ازدادت مسؤوليتي بعد الحصول على الجائزة إذ يجب أن أكون أفضل مثال لها».
وبعد نيلها جوائز عديدة في العالم، توجه خاطر رسالة للمرأة العربية، قائلة: «يجب عليها تعزيز ثقتها بنفسها. ويجب عليها أن تؤمن بنفسها وبقدراتها لكي تصل إلى أهدافها وتحقق أحلامها. وعليها أن تعي أن لديها دورا أساسيا في المجتمع وفي الحياة الاقتصادية. وعليها أن تكون قدوة ومثالا يحتذى به للجيل الجديد في مجال الأعمال والحياة الاقتصادية»، موضحة أن تحقيق الحلم لا يأتي بسهولة، لأن المرأة يجب أن تضحي براحتها كي تصل لما تريده ويجب أن تعمل بشغف لتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي تطمح إليه.
وعن خططها المستقبلية، تقول خاطر إن طموحها أن تصبح شركتها عالمية وتتخطى حدود الدول العربية بعد أن أصبح من الممكن تحقيق ذلك من خلال مجالات التسويق والاتصالات التي ساهمت في كسر الحواجز.
عدد اليوم
