الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا فابيو كانافارو

أنا فابيو كانافارو
19 أكتوبر 2017 21:52
عندما تقترب لحظات حياتك داخل المستطيل الأخضر من النهاية، عليك أن تتذكر خطوات البداية كي تدرك هل حققت ما كنت تهدف إليه خلال مسيرتك، أم أن كل المشوار الذي قطعته لم تحقق خلاله ما كنت تصبو إليه، وضاعت كل هذه السنين الطويلة بلا هدف. بمجرد ما كان يتردد اسم منتخب إيطاليا، كان يتبادر إلى الذهن فوراً طريقة اللعب الدفاعية، وكان أي طفل صغير يحلم أن يكون لاعب كرة قدم، فإنه كان يتمنى أن يكون مثل المدافعين العظام في «الآزوري»، لكن بزوغ نجم مثل باولو روسي في كأس العالم 1982 وإحرازه لإيطاليا 6 أهداف، ساهم في تغيير كثير من الأفكار، وتحويل مسار العديد من اللاعبين، وكنت أنا أحدهم، لكني لم أعد أريد أن أكون مدافعاً، أصبحت أحلم أن أكون في المناطق الهجومية، وأكرر فرحة واحتفال ماركو تارديلي الشهير بالهدف الثاني في مرمى ألمانيا الغربية بنهائي مونديال 82. كنت مثل غيري من الأطفال مبهوراً بهذا المنتخب، كانت أقف أمام شاشة التلفزيون وكان عمري وقتها 9 سنوات، أحلم أن أكون من نجوم الآزوري، انطلقت مع الأطفال بعد هذا المونديال، وكل منّا يحمل كرته وحلمه في أن يكون أحد نجوم المنتخب الإيطالي في يوم من الأيام، وجدت فرصتي في بداية المشوار من خلال التقاط الكرات من خارج ملعب نابولي، وكان هذا بمثابة حلم كبير. من خلال موقعي خلف المرمى شاهدت أساطير الكرة الذين كنت أحلم بهم، وفي نفس الوقت، بدأت مسيرتي من خلال فريق الشباب بنابولي، واخترت أن أكون لاعب وسط، مثل «قدوتي» تارديلي، لكن بعد فترة قصيرة أخبرني مدير فريق أكاديمية الشباب بضرورة تغيير مركزي في اللعب، وقال لي «فابيو.. أفضل لك أن تلعب في مركز المدافع»! ودون أسباب ولا تفسير وجدت نفسي مجبراً على تغيير مركزي، علما أنني كنت أقصر اللاعبين طولاً، وطبيعي ألا يتلاءم ذلك مع إجباري على اللعب كمدافع، ومنذ هذه اللحظة أصبحت مدافعاً.. لا أخفي سراً أنني حزنت، ولكني لم أعلم أن طريق التألق سيتحقق من خلال هذا المركز، وسريعاً شعرت بالسعادة وبالفخر، بعد أن بدأت مسيرة تحقيق الأحلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©