الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحفاظ على التاريخ يحمي الأجيال

الحفاظ على التاريخ يحمي الأجيال
3 ديسمبر 2016 05:08
أبوظبي ( الاتحاد) ناقشت الجلسة الثانية، محور الحماية الطارئة لمواقع التراث الثقافية، برئاسة جان مارتينيز رئيس ومدير متحف اللوفر، فيما إدار الحوار الدكتور ريتشارد كورين وكيل المتاحف والأبحاث في معهد سميثسونيان، بمشاركة الديوما ياتارا مدير متحف الساحل في مالي، والعقيد فابريزيو بارولي قائد شرطة حماية التراث الثقافي في إيطاليا، وندى الحسن رئيس الوحدة العربية في مركز التراث العالمي، وإيف أبلمان الرئيس التنفيذي لشركة إيكونيم، ورورايما أندرياني مديرة إدارة مكافحة الجريمة المنظمة والناشئة في الإنتربول. وقال جان مارتينيز: «إن تدمير التراث يعني انفصال الناس عن تاريخهم، وبالتالي فالحفاظ على الآثار هو حماية للأجيال المستقبلية، وأرثها القومي، ويجب أن نعلم أن تدمير الآثار ليس بظاهرة جديدة، فالمتتبع لحركة التاريخ يجد الكثير من الشواهد التي بينت أن العنف الممارس على الآثار يعود إلى القدم، واليوم نحن أمام حالة تدمير ممنهج للمواقع الأثرية في شتى أنحاء العالم من قبل الجماعات الإرهابية». وأضاف: «نحن أمام عصر جديد، تقوم فيه الجماعات الإرهابية ببث حي لعملية تدمير الآثار، وهناك دور عالمي مهم يتطلب توحيد الجهود، واستخدام التقنيات لمراقبة الآثار، والمواقع التاريخية، وحفظها من الضياع». من جهته، قال الدكتور ريتشارد كورين: «قمنا بإنشاء مركز في العراق للتدريب حول العناية بالآثار، وهناك عدة حلول من الممكن تطبيقها منها إرسال قوات حماية خاصة للآثار، أو مساعدة المجتمع الدولي على حماية هذا التراث، إضافة إلى تشجيع السكان على حماية تراثهم، ورأينا مجموعات من اللاجئين توجد في المواقع الأثرية لما لها من أهمية تنعكس أيضاً على أحوالهم العامة». وأضاف: «هناك مراقبة مباشرة بصورة يومية للمواقع الأثرية عبر مراكز الدراسات، وتتم مراقبة بعض المواقع في الموصل، أو حلب عبر الأقمار الصناعية، وتعمل مؤسسة الأبحاث الأميركية للدراسات الأثرية على توفير قواعد البيانات لحماية المواقع الأثرية، وتحديد المعارك التي تدور حولها، ووضع صورة شاملة حولها». وأشار إلى أنه خلال مداهمة الجماعات الإرهابية، تم التوصل لآثار رفقة جماعة أبوسياف الإرهابية، كما أن تنظيم داعش الإرهابي عمد إلى نهب المواقع الأثرية، وإصدار تصاريح بذلك، وعرضها للمزاد من أجل تمويل عملياتها الإرهابية، لذلك يجب تحديد هذه الشبكات، ووضع منهجية عملية لذلك. وأكد كورين توزيع كتيب على القوات العراقية، وقوات التحالف الدولي ضد داعش، يتضمن أبرز المعلومات حول المواقع الأثرية، وأماكنها، لأجل تجنب المساس بها. من ناحيته، قال الديوما ياتارا: «عانينا في مالي من الجماعات الإرهابية التي هدفت إلى تدمير ثقافتنا، وكثيراً ما عملت هذه الجماعات على سرقة الآثار، وبيعها أو العمل على تدميرها بشكل كلي، ولكن كانت هناك إجراءات متبعة، فمثلا في المتحف الذي أديره عملنا على تدريب المجتمع المحلي بالتعاون مع الفرق المتخصصة، كما أننا ماضون في مكافحة أولئك الذين لا يراعون شيئاً من ثقافتنا، وتاريخنا». وقال فابريزيو بارولي: «علمتنا تجربتنا أن حماية الآثار تتم بالتعاون مع النّاس، وتم إنشاء المؤسسات التي تقدم التدريب، وزيادة الوعي بالتدخل، وتشارك الخبرات العالمية في هذا الشأن، والشرطة ملتزمة بحماية الآثار من الأعمال الإجرامية عبر عمليات التحري، والتحقيق، والمراقبة المستمرة لها». وأضاف: «إن الأداة الأساسية لنا هي قاعدة البيانات التي تضم المعلومات كافة عن كل قطعة أثرية، ونظراً لوجودها يتم التمكن من معرفة كل المعلومات حول أي قطعة أثرية تتعرض للسرقة، ويتم توفير هذه البيانات للجهات المعنية بالبحث، والتحري». وأشار بارولي إلى أن إيطاليا تعد من أوائل الدول التي لديها فريق شرطي خاص بالتعامل مع المواقع الأثرية بالتنسيق مع وزارة الثقافة، والمؤسسات المعنية بالتراث. وقالت ندى الحسن: «للأسف طبيعة النزاعات التي لدينا أصبحت اليوم ذات طبيعة مختلفة، فالصراعات مستمرة في مختلف دول العالم، لذلك علينا أن نعمل للوقاية، والتي تتطلب بناء الشراكات المختلفة، والتركيز على المجتمع المدني، خاصة مع صعوبة الوصول إلى المواقع المهمة خلال اندلاع النزاعات». وأضافت: «يقوم اليونسكو بكتابة رسالة لكل الأطراف المتنازعة في العالم بهدف التنسيق بشأن حماية المتاحف، والمعالم الأثرية، والأرشيفات، وعدم استخدام هذه الأماكن كأهداف عسكرية، أو مواقع عسكرية، ومؤخراً لاحظنا قيام مختلف الجيوش بسؤال اليونسكو عن المواقع الأثرية، وطبيعتها الجغرافية، ومواصفاتها، مما يدلل على نجاح المنظمات الدولية في تعميم ثقافة قدسية المكان التاريخي»، مستعرضة الجهود الدولية في أماكن النزاعات، والتي نتج عنها إجراء 50 جلسة تدريبية في مالي للقوات هناك. وحول كيفية التعامل مع أوقات الأزمات، أوضحت الحسن “من المهم تحديد الأولويات، ومن ثم تقييم الأضرار، وتحديد أسبابها، ومعالجتها، وتمكننا مراكز رصد المواقع الأثرية، وصور الأقمار الصناعية من المتابعة المستمرة للأضرار، وتطور الأحداث في سورية، والعراق تحديداً، وتحليل البيانات، وهذا النوع من التحليل يجعلنا نقوم بالتوثيق، وإعادة التأهيل، والترميم، مما يساعد في الأمور المستقبلية. من جهتها، أكدت رورايما أندرياني أن جرائم الجماعات المتطرفة هي جرائم منظمة، وتعمل وفق تنسيق معين بهدف بث الرعب في المجتمعات، والشعوب، فالفزع ينتشر عندما يرى المواطنون أن رمزهم الديني، أو معبدهم، أو تراثهم يضيع، ويجب التركيز على أن العائد المادي من هذه الآثار في أماكن النزاعات يذهب في اتجاه أعمال الجماعات المسلحة، وبالتالي الحفاظ على الآثار، هو قطع لمورد من موارد هذه الجماعات. وأضافت: «لدينا في الإنتربول قاعدة بينات خاصة بالأعمال الفنية، والأماكن التراثية، فهناك 50 ألف هدف أثري، منها 2800 في العراق، وما يزيد على 1200 في سورية، ونحو 680 في أفغانستان، و180 في ليبيا، ونركز في قاعدة البيانات على ضرورة مشاركة الدول، والقطاع الخاص فيها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©