الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوات المشتركة ترفع علم العراق في كركوك

القوات المشتركة ترفع علم العراق في كركوك
16 أكتوبر 2017 23:47
سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (بغداد، السليمانية، أربيل) انتزعت القوات العراقية السيطرة على كامل محافظة كركوك، ورفعت العلم العراقي فوق مبنى المحافظة أمس دون معارك تذكر، بعد استعادتها مواقع استراتيجية مهمة بينها قاعدة عسكرية ومطار المحافظة وشركة نفط الشمال ومعمل الغاز وحقول نفطية كانت خاضعة لقوات البيشمركة منذ عام 2014، والتي انسحبت دون معارك. وفرضت القوات المشتركة حظر التجوال حتى السادسة من فجر اليوم، وعينت السلطات العراقية محافظا بالوكالة وسارعت إلى فرض الأمن والنظام بالمدينة بناء على أوامر رئيس الوزراء القائد العامل للقوات المسلحة حيدر العبادي، الذي طمأن السكان ودعا الموظفين إلى الالتحاق بعملهم متعهدا ضمان الأمن للجميع، كما سيطرت القوات العراقية على قضاء طوزخورماتو جنوب كركوك الذي يتبع لمحافظة صلاح الدين، وعلى مناطق في ديالى كانت تحت سيطرة البيشمركة وسط مساعي لاستلام قضاء خانقين أيضا. ورفع الفريق عبد الأمير يار الله نائب قائد العمليات المشتركة العلم العراقي في مبنى محافظة كركوك أمس، بحضور كبار قادة الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية ومليشيات «الحشد الشعبي»، وأكدت القيادة المشتركة للقوات العراقية «استكمال قوات جهاز مكافحة الإرهاب إعادة الانتشار في قاعدة (كيه 1) بشكل كامل وفرض الأمن على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر وشركة نفط الشمال». كما «سيطرت على مطار كركوك-قاعدة الحرية»، ويقع المطار العسكري شرق كركوك. وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي برفع علم العراق في كركوك وأي مناطق أخرى متنازع عليها بين الحكومة المركزية والأكراد، وقالت بغداد إن تقدمها لم يواجه مقاومة تذكر وناشدت البيشمركة أن تتعاون معها في حفظ السلام، بينما هددت البيشمركة بأن «بغداد ستدفع ثمنا باهظا لشنها حربا على الأكراد». وذكر قائد في الشرطة في مدينة كركوك العقيد عبد الرحمن أن «القوات الأمنية سيطرت على معمل غاز الشمال، محطة كهرباء ملا عبدالله، جسر مريم بيك، جسر خالد، قرية سرجلان، مركز شرطة سرجلان، المستودعات الحديثة، فلكة الحويجة، مقر آمرية أفواج الحويجة، قرية چحيش، تقاطع الرشاد، قرية طوبزاوه، قرية قرش تبه». وانتشرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب في ليلان، وحقول نفط باباكركر، وشركة نفط الشمال، وعموم كركوك، فيما انسحبت البيشمركة من تلك المواقع دون مواجهات، ما يشير حسب مصادر إلى اتفاق ضمني مهد له الاتحاد الوطني الكردستاني مع بغداد، وأفاد مصدر في البيشمركة إغلاق طريق أربيل-الموصل. ونفى المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول اندلاع الاشتباكات بين القوات العراقية المتقدمة في كركوك وقوات البيشمركة. وقال «لا توجد أي خسائر ونحن لسنا في حرب وليس لدينا أي عداء مع قوات البيشمركة». وقال إن ما يحدث في كركوك هو «عملية إعادة انتشار وفرض الأمن والنظام في المناطق التابعة للحكومة الاتحادية العراقية». وطالبت قيادة العمليات المشتركة الموظفين ومنتسبي قوى الأمن في كركوك بالتوجه إلى مقار عملهم بشكل طبيعي مؤكدة أنهم بحماية القوات العراقية. وقالت إنها «حريصة على تطبيق النظام والمحافظة على أرواح ومصالح أهل كركوك بعربهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييهم». ووجه العبادي القوات المسلحة لفرض الأمن في كركوك بالتعاون مع أبناء المحافظة والبيشمركة، وقال إن ما يحدث في كركوك من إجراءات هو «بسط السلطة الاتحادية»، وأضاف «نطمئن أهلنا في كردستان وكركوك بخاصة بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم، ولم نقم إلا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في المدينة، التي نريدها أن تبقى مدينة تعايش سلمي لكل العراقيين». وطالب «جميع المواطنين التعاون مع قواتنا المسلحة الملتزمة بتوجيهاتنا المشددة بحماية المدنيين بالدرجة الأولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها، كما ندعو البيشمركة إلى اداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءا من القوات العراقية المسلحة، ونهيب بجميع الموظفين في كركوك الاستمرار بأعمالهم بشكل طبيعي وعدم تعطيل مصالح المواطنين». ووجه العبادي «الشرطة المحلية والأجهزة الاستخبارية في كركوك بحماية السكان وممتلكاتهم وأن يكونوا على درجة عالية من اليقظة والحذر لمنع مروجي الفتن من أن يوقعوا بين أبناء الوطن الواحد». وعينت السلطات العراقية راكان سعيد الجبوري محافظا لكركوك بالوكالة، والذي طالب العوائل التي غادرت المدينة للعودة إلى دورهم سريعا. وعزت مصادر كردية مطلعة انسحاب البيشمركة من دون قتال في كركوك، إلى اتفاق عراقي كردي أميركي، في إطار الحرب ضد «داعش»، حددت بموجبه انسحاب البيشمركة من تلك المناطق إلى المناطق التي كانت فيها قبل 2014 وبضمنها الحقول النفطية، عندما يطلب منها ذلك بضمان الجانب الأميركي، مشيرة إلى أن الاتفاق تم «مع عائلة طالباني»، وسعى الحزب للوصول إلى صيغة تفاهم مع بغداد تحت سقف الدستور. وهددت القيادة العامة لقوات البيشمركة الحكومة العراقية بأنها «ستدفع ثمنا باهظا» لحملتها على كركوك. فيما ألمح كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، إلى احتمال معرفة الولايات المتحدة بتوقيت الهجوم. وأوضح أن «الطيران الأميركي منذ يومين أقام مظلة فوق كركوك، وكان بإمكانه أن يرصد بالعين المجردة وعبر طائراته المروحية التي لم تكن مرتفعة كثيرة، وجود دبابات وعربات وضمن الاستعدادات العسكرية للهجوم». وأكد «لم يتم تحذيرنا بشكل واضح، التحذير كان على شاكلة أنه ستكون هناك عواقب سيئة في حال الإصرار على الاستفتاء وإجرائه بكركوك، لكنه لم يشر إلى عملية عسكرية تشترك فيها قوات إيرانية وبأسلحة أميركية بالتعاون مع أحد أجنحة حزب الاتحاد الكردستاني». وأكدت مصادر بكركوك، أن البيشمركة تركت مواقعها ومقراتها وانسحبت إلى خارج المحافظة، دون إطلاق طلقة واحدة، فيما قطعت الكهرباء في كركوك منذ الثالثة من فجر أمس. وأكد قادة عسكريون أن «بعض القيادات الكردية المخلصة وافقت على تسليم منشآت شركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال التابعة للدولة»، مضيفا «لدينا اتفاق مع بعض القيادات الكردية بأن تبقى منشآت النفط والغاز بعيدة عن الصراع». وعقد مسؤولون في وزارة البيشمركة مع التحالف الدولي اجتماعاً في أربيل، بينما فر محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم إلى أربيل بصحبة قوة عسكرية كردية، واتهم القوات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بـ«الخيانة ». وفي شأن متصل، قال مصدر عسكري في ديالى إن البيشمركة بدأت بالانسحاب من مناطق سيطرتها بالمحافظة. وأوضح أن البيشمركة انسحبت من أطراف نواحي جلولاء وقره تبه شمال شرق بعقوبة، ومن مقراتها الرئيسية، وأن الشرطة الاتحادية والجيش تفرض سيطرتها على مقر عسكري للبيشمركة قرب محطة الكهرباء في أطراف قره تبة. وتوقع أن تنسحب من خانقين خلال الساعات المقبلة، لتعود كل المناطق المتنازع عليها إلى سيطرة الحكومة العراقية. وكان بارزاني أعطى أمس الضوء الأخضر للبيشمركة لاستخدام القوة «دفاعا وعدم الشروع بأي حرب». وقال مسؤول بحكومة الإقليم إن أخطر اشتباك وقع جنوب كركوك عندما تبادلت قوات البيشمركة والقوات المشتركة القصف المدفعي. وأعلن مساعد مدير الصحة في منطقة جمجمال شيرزاد حسن مقتل 10 من البيشمركة وإصابة 27 آخرين بمعارك ليلية مع «الحشد الشعبي». بدوره، أعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين، سيطرة القوات المشتركة على قضاء طوزخورماتو، بعد انسحاب البيشمركة منه نحو ناحيتي نوجول وقادر كرم في السليمانية. وأضاف أن طريق بغداد- كركوك أغلق بسبب الاشتباكات، وكذلك طريق تكريت-الطوز. من جهته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال لقائه السفير الأميركي في العراق دوجلاس سيليمان أمس، إلى وقف تفاقم النزاع في كركوك والعودة الفورية للحوار، وشدد على ضرورة ابتعاد أطراف الخلاف كافة عن التصعيد والخطابات المتشنجة. تركيا تغلق أجواءها وتسلم المعابر الحدودية للعراقيين أنقرة (وكالات) قررت الحكومة التركية أمس، إغلاق مجالها الجوي أمام إقليم كردستان بموجب توصية مجلس الأمن القومي، معلنة أنها بدأت الإجراءات لتحويل معبر خابور الحدودي من حكومة أربيل إلى الحكومة المركزية في بغداد، وقال المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ في مؤتمر صحفي أمس، إن أنقرة وافقت على إغلاق الأجواء أمام الطائرات المتجهة إلى إقليم كردستان العراق، مضيفا أنها «تثمن الخطوة التي اتخذتها الحكومة العراقية حيال كركوك لصد الهجوم ضد وحدة العراق وحقوقه السيادية ودستوره ووحدته السياسية». وأشار إلى أن تركيا بدأت الإجراءات لتحويل معبر خابور الحدودي من حكومة إقليم كردستان إلى الحكومة المركزية في بغداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©