الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصحف البريطانية: إقامة مونديال 2022 في قطر غير محسومة

20 يوليو 2018 22:34
دينا محمود (لندن) واصلت وسائل الإعلام الغربية حملتها المكثفة الداعية إلى سحب بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 من قطر، في ضوء الشبهات الكثيفة التي تحيط بملابسات حصول الدوحة على حق تنظيمها من جهة، وقصور استعدادات الدويلة المعزولة لاستضافة حدثٍ رياضي بهذا الحجم من جهة أخرى. فقد أكدت صحيفة «التايمز» البريطانية المرموقة، أن مسألة إقامة المونديال الكروي المقبل في الدويلة المعزولة، ستظل موضع شكوكٍ حتى اللحظة الأخيرة. وقالت في هذا الشأن: «من المؤكد أن يستمر شعور مشجعي (كرة القدم) بعدم تصديق أن كأس العالم المقبل سيُقام في.. (هذا البلد) حتى انطلاق أولى مباريات المونديال بعد أربع سنواتٍ ونصف السنة»، وذلك إذا ما أُبقي على المنافسات في قطر بالفعل من الأصل. وفي تقرير لكبير مراسليها الرياضيين «مارتن زيجلر»، أشارت الصحيفة إلى أن النظام القطري يواجه مجموعةً من القضايا التي يتعين عليه التعامل معها على صعيد ملف استضافة البطولة، «بدءاً من الشبهات والاتهامات التي تحيط بالملف الذي قدمه لتنظيمها، وصولاً إلى المشكلة الخاصة باستغلال العمال المهاجرين» وهو الأمر الذي وصفه الكاتب بـ«وصمة عار». وتشير الصحيفة الرصينة في هذا المجال إلى المحنة التي يعاني منها مئات الآلاف من أفراد العمالة الوافدة، ممن يشاركون في تشييد المرافق اللازمة لإقامة المونديال، في ظل ظروفٍ لا إنسانية، ووسط غيابٍ كاملٍ لاحترام معايير السلامة والأمان، وهو ما أودى حتى الآن بحياة مئاتٍ منهم، من دون اكتراثٍ من جانب السلطات الحاكمة في الدوحة، ما دعا مراقبين إلى وصف قطر بـ«إمارة السخرة». وأبرزت «التايمز» تفاقم المشكلات الداخلية والخارجية التي تواجه «نظام الحمدين» فيما يتعلق بمحاولاته اليائسة للحيلولة من دون اختيار دولةٍ أخرى لاستضافة كأس العالم، مُشيرةً في هذا الشأن إلى المقاطعة المفروضة حالياً على هذا النظام، من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) منذ الخامس من يونيو 2017. ولم يغفل «زيجلر» في تقريره المطول التشكيك في إمكانية أن تتمكن السلطات القطرية من استيعاب العدد الهائل من المشجعين، الذين يرافقون عادةً منتخبات بلادهم لحضور البطولات الكبرى مثل كأس العالم. وأشار إلى أن العدد المتوقع حضوره من عشاق كرة القدم لمونديال 2022، والذي قد يصل إلى مليون مشجع، سيُشكل «عدداً ضخماً بالنسبة لدولةٍ صغيرةٍ مثل قطر». وألمح الصحفي الرياضي البريطاني المخضرم إلى أن أولئك المشجعين سيصابون بخيبة أملٍ كبيرةٍ إذا ما أُقيم كأس العالم بالفعل في الدويلة المعزولة، وذلك بسبب الاختلاف الكبير الذي سيلمسونه في أراضيها، محذراً في الوقت نفسه من أضرارٍ صحيةٍ قد تلحق بالمشجعين الذين سيشجعون فرقهم المفضلة من المدرجات، بفعل اعتزام اللجنة المنظمة تزويد الملاعب بأجهزةٍ لتكييف الهواء، ولفت التقرير إلى أن انطلاق المونديال في الحادي والعشرين من نوفمبر 2022 سيجعله يجري في منتصف الموسم الكروي تماماً، إلى حد أن بطولةً محليةً كبرى، كالدوري الإنجليزي الممتاز، ستتوقف قبل موعد مباراته الأولى بأسبوعين فحسب، وتستأنف منافساتها بعد لقائه النهائي بثمانية أيامٍ لا غير. المخاوف نفسها، عبرت عنها صحيفة «دَيلي إكسبريس» البريطانية أيضاً، التي قالت: «إن تغيير موعد الحدث الكروي الأبرز في العالم جعلته في مسارٍ تصادميٍ مع مصالح الأندية الأوروبية الكبرى، التي سبق وأن حذرت الرابطة التي تجمع العديد منها، من أنها ستسعى للحصول على تعويضاتٍ عن الخسائر التي ستتكبدها بسبب الموعد الجديد للبطولة». وأبرزت كذلك المشكلات التي تواجهها عمليات تشييد المرافق التي يُفترض أنها ستستضيف كأس العالم، قائلةً: «إن المنظمين القطريين الذين تعهدوا ببناء ثمانية ملاعب جديدة، لم ينتهوا سوى من واحدٍ منها فحسب حتى الآن». وأشارت الصحيفة البريطانية أيضاً إلى أن «عمليات التشييد الصاخبة (للمنشآت) قادت إلى ظهور اتهاماتٍ باستغلال العمال المهاجرين، الذين يشيدون مرافق البنية التحتية الجديدة» في الدويلة المعزولة. كما لفتت الصحيفة الانتباه إلى كابوسٍ آخر يقض مضاجع المنظمين القطريين للمونديال، وهو ذاك المتمثل في اعتزام «الفيفا» زيادة عدد المنتخبات المسموح لها بالمشاركة من 32 إلى 48، وهو ما يفوق بالقطع قدرة الدوحة على التنظيم والاستضافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©