السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شيخ الأزهر: واجبنا تحرير الأديان من قبضة الإرهاب

شيخ الأزهر: واجبنا تحرير الأديان من قبضة الإرهاب
19 يوليو 2018 23:17
أحمد شعبان (القاهرة) أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمته التي ألقاها في حفل اختتام منتدى شباب صناع السلام، الذي عقدت فعالياته في العاصمة البريطانية لندن أن الإرهاب نوعٌ جديد من الحروب لا يعرف الحدود لم يعد معه أيّ آدمي في أيِّ مكانٍ على ظهر الأرض في الشرق كما في الغرب آمِنًا على نفسِه ولا على أسرته. وقال وفق بيان صدر في مقر الأزهر بالقاهرة إن حادثة الحادي عشر من سبتمبر(تفجير برجي التجارة في نيويورك)، والتي راح فيها من الضحايا والدماء البريئة أدت إلى تداعيات ومواقف ونتائج معقدة، تمثلت في وضع الإسلام والمسلمين جميعًا في وضع المسؤول الأول والأخير عن هذا الإرهاب، ثم اختلطت الأوراق وأصبح هذا الدين الذي يدعو للسلام والإخاء الإنساني مصدراً للهواجس والهلوسات. وقال شيخ الأزهر، إن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» ظاهرة مصنوعة صنعاً لا تخفى على فطنة كثيرين من المنصفين الذين تصدوا لتحليل هذه الظاهرة». وأوضح: لو كان صحيحاً أن الإسلام هو دين الإرهاب، لكان من المحتَّم أن كل ضحاياه من غير المسلمين، ولكن الواقع يقول: إن المسلمين كانوا ولا يزالون هم ضحايا هذا الإرهاب، وهم المستهدَفون بأسلحته وبطريقته البشعة في القتل وإزهاق الأرواح، والمسلمون هم مَن دفعوا ويدفعُون الثمن غاليًا: دماءً ودمارًا وتشريدًا، ويثبت الواقعُ أيضاً أن ضحايا هذا الإرهاب من غيرِ المسلمين عددٌ لا يكاد يشكل رقماً صحيحاً بالنسبة إلى ضحاياه من المسلمين. وأكد أنَّ الإرهابَ لا يعبر بالضرورة عن الدين الذي يقتل الناس تحت لافتته، بل الإرهاب هو الذي يرتهن الأديان ويختطفها بعد ما يقوم بعملية تدليس وتزوير وخيانة في تأويل نصوصها وتفسير معانيها، لينفذ بها جرائم حرمتها الأديان والكتب المقدسة التي يلوحون بها بإحدى اليدين بينما يعبثون بنصوصها باليد الأخرى!. وقال: أليست هذه المفارقات العجيبة دليلًا على أن الإرهاب لا يُمثِّلُ الأديان ولا المؤمنين بالأديان، وإنما هو أشبه بحالةِ انحرافٍ فِكريٍّ، ومَرَضٍ نفسيٍّ، يحاولُ أن يجدَ في نصوص الأديان ما يبرِّرُ جرائمه في نَفْسِه وفي نفوس أتباعه، ومن هنا قيل بحقٍّ: إنَّ الإرهاب لا دِينَ له ولا وطنَ له أيضًا، وواجبنا هو كَشفُه والتصدي، وتحرير الأديان من قبضته بكل ما أوتينا من قوة. وفي ختام فعاليات المنتدى كرم شيخ الأزهر، ود.جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، الطلاب المشاركين في «منتدى شباب صناع السلام»، والذي استمر لعشرة أيام في الفترة من 8 إلى 18 يوليو. وجاء عقد منتدى «شباب صناع السلام» في إطار جولات الحوار بين الشرق والغرب التي أطلق مبادرتها الإمام الأكبر قبل عدة سنوات، بهدف مد جسور الحوار والتعاون بين الشرق والغرب، حيث تم الاتفاق خلال جولة الحوار السابقة بين الأزهر وأسقفية كانتربري قبل عامين في أبوظبي، على أن يتولى نخبة من الشباب، أصحاب المبادرات الخلاقة، قيادة الجولة الحالية من الحوار، في محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة، كالمواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف. وشارك في المنتدى، 25 شابًّا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفيَّة كانتربري بلندن، و25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©