الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النظام القطري يائس وتميم غير واثق من نفسه

19 يوليو 2018 00:38
دينا محمود (لندن) «النظام القطري يائس»؛ هكذا استهل الكاتب الهندي «بريج شارما» - المتخصص في تحليل الشؤون الخاصة بمنطقة الخليج العربي - مقالاً تحليلياً، استعرض فيه ملامح الأزمة المتفاقمة التي يواجهها حكام الدوحة، بعد فشل الحملات المحمومة التي أنفقوا عليها ملايين الدولارات على مدار الشهور الاثني عشر الماضية، من أجل الحصول على دعمٍ دوليٍ لتخفيف الآثار الكارثية للمقاطعة المفروضة عليهم. وشدد «شارما» في المقال، الذي نشره موقع «نيوزبليز» الإخباري، على أن ذلك اليأس كان واضحاً على وجه أمير قطر تميم بن حمد بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض قبل أكثر من ثلاثة أشهر، قائلاً: «إن تميم كان يجلس في ذاك الوقت «على الأريكة.. غير واثق من نفسه، وهو ينظر إلى عينيّ ترامب، ويرسم ابتسامةً شاحبةً وباهتةً على وجهه». وفسر الكاتب تلك الوضعية البائسة لحاكم الدويلة المعزولة، بالإشارة إلى أن العلاقات الحميمة التي يقيمها مع نظام الملالي المهيمن على الحكم في إيران، لا تجديه نفعاً في أميركا التي يتخذ رئيسها موقفاً صارماً حيال طهران منذ توليه منصبه مطلع عام 2017. وأكد المقال أن الحسابات القطرية إزاء هذا الملف كانت خاطئة، في ضوء الخسائر الجسيمة التي لحقت بإيران جراء انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الذي كان مُبرماً معها، مُشيراً إلى أن خطوة واشنطن في هذا الصدد جعلت طهران «تتخبط، وإلى أن يتراجع تبجحها الزائف، وتتقلص قدرتها على مساعدة الدوحة على تخويف جيرانها، وتوسيع نطاق نفوذها السياسي». وشدد الكاتب المتخصص في الشؤون الخليجية على أن الأنشطة القطرية التخريبية، المتمثلة كذلك في إثارة الاضطرابات الإقليمية، تشكل «لعنةً بالنسبة لصناع السياسة الخارجية في أميركا»، وهو ما حدا بأعضاءٍ في الكونجرس قبل شهور إلى صياغة مشروع قانونٍ يذكر قطر بالاسم، على أنها دولةٌ داعمةٌ لجماعاتٍ مُصنفة إرهابيةً، من جانب الولايات المتحدة. وزاد من المأزق القطري، بحسب «شارما»، الضربات القاصمة التي أُصيبت بها حملات التضليل التي موّلها «نظام الحمدين» في الولايات المتحدة، بهدف استجداء دعم جماعات الضغط المؤثرة هناك، من أجل حمل صناع القرار في واشنطن على اتخاذ موقفٍ أقل تشدداً إزاء الدوحة في أزمتها الإقليمية الراهنة. وأشار الكاتب إلى أن هذه الحملات كلفت النظام القطري خلال عام 2017 وحده نحو 24 مليون دولار، وهو ما يقارب أربعة أضعاف الميزانية التي رصدها لها في العامين السابقين لذلك، والتي لم تتجاوز آنذاك 8.5 مليون دولار. وقال: «إن الدويلة المعزولة سعت من وراء ذلك، إلى شراء ولاءات ساسةٍ وشخصياتٍ بارزةٍ للترويج لمزاعمها المتمثلة في أنها دولةٌ حليفةٌ للولايات المتحدة، وضحيةٌ في الوقت ذاته لـ«إجراءات مجحفة» بحقها، من جانب الدول المجاورة لها». ولفت المقال إلى أن «آلة الدعاية القطرية» السوداء سعت على مدار شهورٍ طويلةٍ لبث الكثير من الأكاذيب للتغطية على الحقائق التي تكشف عنها الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) بشأن السياسات الطائشة للدوحة. ولكن «شارما» أكد في الوقت نفسه على أن «الأكاذيب التي تتنكر في شكل حقائق.. لا تؤتي ثمارها» طوال الوقت، ونصح قطر بتوفير الأموال التي تهدرها على جماعات الضغط في أميركا، مُشدداً على أن «الحقائق على الأرض» تفرض نفسها في نهاية المطاف. ومن بين هذه الحقائق، إيواء الدوحة لتنظيماتٍ إرهابيةٍ ومتطرفةٍ وتمويل «أعمالها القذرة»، وكذلك سعيها لزعزعة الاستقرار في دولٍ مجاورةٍ لها، بجانب جعل قواتها، التي انضوت لفترةٍ تحت لواء التحالف العربي في اليمن، جواسيس لإيران التي يحارب التحالف من الأصل لمواجهة الميليشيات المثيرة للقلاقل المدعومة منها. المثير أن تلك المحاولات مُنيت بالفشل برغم استعانتها، حسبما يقول الكاتب، بشخصياتٍ مقربةٍ من الرئيس الأميركي، مثل «رودي جولياني» الرئيس السابق لبلدية نيويورك والمحامي الحالي لترامب. وأشار «شارما» إلى أن «جولياني» عمل لحساب القطريين وزار الدوحة قبل أن يصبح محامياً شخصياً لسيد البيت الأبيض في أبريل الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©