الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحيفة أميركية: صقور اللوبي الصهيوني أخذوا أموال قطر وانقلبوا عليها

صحيفة أميركية: صقور اللوبي الصهيوني أخذوا أموال قطر وانقلبوا عليها
16 يوليو 2018 22:55
دينا محمود (لندن) أكدت صحيفة «باكنر بيزنيس دَيلي» الأميركية أن حملة الدعاية والتضليل التي تشنها قطر في الولايات المتحدة واستعانت فيها بصقور اللوبي الصهيوني هناك، قد أتت بنتائج عكسية للغاية، وذلك بعدما انفضت الكثير من هذه الشخصيات اليهودية من حول الدوحة، رغم الأموال الطائلة التي أنفقتها عليها منذ صيف العام الماضي، بما شمل تنظيم رحلاتٍ باذخة لعددٍ كبير من أشد أنصار إسرائيل في أميركا إلى الدويلة المعزولة. وفي مقالٍ حمل عنوان «كيف عادت الاستراتيجية اليهودية لقطر بالوبال عليها»، استعرضت الكاتبة «كارولين بيسكاتي» أسماء خبراء الدعاية والعلاقات العامة اليهود الذين رفعوا راية العصيان في وجه «نظام الحمدين» خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتبرأوا علناً من علاقات التعاون معه، بعدما قادتهم هذه العلاقات إلى أروقة المحاكم مُتهمين بالضلوع في المؤامرات التي تدبرها الدوحة ضد منتقديها في الولايات المتحدة. على رأس هذه الأسماء - كما أشار المقال -«نيكولاس ميوزِن»؛ الناشط اليهودي المتشدد والمساعد السابق لعضو مجلس الشيوخ «تيد كروز»، والذي تعاقد النظام القطري مع شركته «ستونينجتون ستراتيجيز» في أغسطس الماضي لتبييض صورته على الساحة الأميركية، مقابل حصولها على 50 ألف دولار شهرياً، زيدت إلى 300 ألف اعتباراً من أواخر 2017. وأبرزت الكاتبة ما نشره «ميوزِن» على حسابه على موقع «تويتر» مطلع الشهر الماضي، من أن شركته لم تعد تمثل دولة قطر من الآن فصاعداً. وقالت إن هذا الإعلان تزامن مع تصريحاتٍ لاذعةٍ أدلى بها «مورتون كلاين» رئيس المنظمة الصهيونية لأميركا، وهاجم فيها قطر بدعوى أنها «فشلت في القيام بما هو صائب»، كاشفاً عن أنه زار الدوحة في يناير الماضي لـ«القتال من أجل إسرائيل.. والشعب اليهودي». ولم يكن «كلاين» الشخصية اليهودية الوحيدة التي نظم «ميوزِن» رحلتها المثيرة للجدل إلى العاصمة القطرية على نفقة نظامها الحاكم خلال خريف وشتاء عاميْ 2017 و2018، بل شملت هذه الرحلات مناصرين أشداء آخرين لإسرائيل في أميركا، مثل المحامي البارز بمدينة نيويورك «آلان إم. دورشويتز»، الذي بلغ به الأمر حد كتابة مقالٍ بعد عودته من الدوحة منتصف يناير الماضي، قال فيه إن قطر أصبحت «إسرائيل الخليج» وذلك من فرط حماسته للسلطات الحاكمة فيها، بعدما تكفلت بكل النفقات الخاصة بالزيارة والإقامة. كما أشار المقال إلى المستثمر الأميركي اليهودي من أصل سوري «جوزيف اللحام»، الذي اضطر مؤخراً إلى تسجيل نفسه بأثرٍ رجعي لدى وزارة العدل في واشنطن، كـ«مُمثلٍ للدويلة المعزولة»، وذلك بعدما افتضح أمر حشده الدعم لصالحها عبر شركته «ليكسنجتون ستراتيجيز». وأشار المقال إلى أن «اللحام» أقر في وثائق رسمية بأنه بدأ التعاون مع النظام القطري للترويج لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقررة عام 2022، قبل أن يتسع نطاق الخدمات التي أسداها له لتشمل «بناء علاقاتٍ مع قيادات المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة». وأماطت الوثائق نفسها اللثام عن أن «اللحام» تقاضى من المسؤولين القطريين ما يربو على 1.45 مليون دولار، نظير أنشطة شركته التي تضمنت توطيد الصلات بين الدوحة ومنظماتٍ وجمعياتٍ يهودية، بعضها داعم للجيش الإسرائيلي، وكذلك ترتيب لقاءات تجمع شخصياتٍ يهوديةً بنظيرةٍ لها قطرية، سواء في أميركا أو قطر. وأبرز المقال محاولات «اللحام» الزعم بأن توقفه عن التعاون لاحقاً مع قطر، لا صلة له بالدعوى التي رفعها رجل الأعمال المرموق «إليوت بريودي» الصديق المقرب من الرئيس دونالد ترامب أمام إحدى محاكم مدينة سان فرانسيسكو، ويتهم فيها نظام تميم بالوقوف وراء عملية تجسسٍ وقرصنةٍ إليكترونية تعرض لها قبل شهور، بهدف تشويه سمعته عبر السطو على رسائل من حسابات بريدية شخصية ومهنية خاصة به، واستخدامها في فبركة تقارير نشرتها وسائل إعلامٍ في الولايات المتحدة. ونقلت «بيسكاتي» عن مراقبين قولهم إن الدعوى التي رفعها «بريودي» وإعلان «ميوزِن» إنهاء تعاونه مع الدوحة يعنيان على الأرجح إسدال الستار على أحدث المحاولات القطرية للتودد لليهود الأميركيين في إطار حملةٍ لحشد الدعم والتأييد وصفها المقال بـ«الخرقاء». وألمحت الكاتبة إلى أن ما كان مطلوباً من هذه الحملة فاق قدرات الشركات التي تعاقدت معها الدويلة المعزولة لتنفيذها. وأشارت إلى ما نجم عن الجهود المحمومة التي يبذلها «نظام الحمدين» لاستجداء دعم قادة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، من إذكاءٍ للجدل، بالنظر إلى السهولة التي اقتنع بها الكثير من هؤلاء بزيارة العاصمة القطرية، التي يزعم المسؤولون فيها علناً أن بلادهم تتخذ موقفاً مؤيداً لحقوق الشعب الفلسطيني. وتساءلت «بيسكاتي» في مقالها عما إذا كانت هذه الزيارات لم تكن سوى وسيلةٍ لـ«تقويض السياسة الخارجية الأميركية». وأبدت تأييداً ضمنياً للرد بالإيجاب على هذا السؤال، عبر إشارتها إلى إنفاق قطر ملايين الدولارات على جهودها الدعائية في الولايات المتحدة، مُشيرةً إلى أن ذلك استهدف العمل على تغيير موقف البيت الأبيض من المقاطعة المفروضة على الدوحة من جانب الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين). وقالت الكاتبة إن «نظام الحمدين» عكف في غمار هذه الحملة على التظاهر بأنه حليفٌ للغرب، وأنه انخرط في محاربة الإرهاب وتوقف عن أن يكون قناةً لتمرير الأموال إلى الإرهابيين وتنظيماتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©