الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات أكثر دول العالم ابتكاراً وحرصاً على تطبيق مفاهيم المدن الذكية

الإمارات أكثر دول العالم ابتكاراً وحرصاً على تطبيق مفاهيم المدن الذكية
15 يوليو 2018 22:38
حسام عبدالنبي (سنغافورة) تعد دولة الإمارات واحدة من أكثر دول العالم ابتكاراً وحرصاً على تطبيق مفاهيم الخدمات الذكية ما جعلها تأتي ضمن المراكز الأولى في مؤشرات المدن الذكية، حسب هاني فام، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد العالمية لشراكات المشاريع وتطوير حلول المؤسسات، والذي أكد في حوار خاص مع «الاتحاد» أن الإمارات دائماً ما حرصت على استخدام المعايير العالمية القابلة للتطبيق في جميع دول العالم، ويجب عليها أن تحرص على تطبيق النهج ذاته في دبي كمدينة ذكية متطورة، لافتاً إلى أنه على سبيل المثال، يجب أن تكون حلول الدفع في دبي كمدينة ذكية (مفتوحة) ومتوافقة مع معايير الدفع في أي مكان في العالم، مثلما حرصت هيئة الطرق والمواصلات على قبول الدفع الإلكتروني في وسائل النقل العام والتاكسي. وحدد فام، خلال حديثة لـ «الاتحاد»، خمسة نصائح أساسية يجب على الدول اتباعها للتطبيق الصحيح لمفهوم المدن الذكية، أولها أن يتم اتباع أحدث المعايير العالمية المطبقة للمدن الذكية الموجودة في العالم، وعدم السعي لوضع معايير محلية قد تجعل المدينة متأخرة عن العالم لمدة 10 سنوات. وقال إن النصيحة الثانية هي استخدام التكنولوجيا المطبقة بالفعل في المدن الذكية، دون العمل على ابتكار تكنولوجيات جديدة تكون مكلفة على المدى الطويل. وأضاف أن التطبيق الصحيح لمفهوم المدينة الذكية يتطلب إيجاد منصات لإدارة الهوية، والعمل على استخدام وتحليل البيانات والمعلومات المتاحة في كل القطاعات والتي تمس الحياة اليومية للمواطنين والزائرين من أجل اتخاذ القرارات بطريقة سليمة، موضحاً ذلك بتجربة اتبعتها البحرين من خلال تشجيع الشباب على رصد المشكلات الموجودة في المدينة ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث تعرف الحكومة تلك المشكلات وتعمل على حلها، ثم تعرض الصور الخاصة بتلك المشكلة «قبل» و «بعد» حلها. وأكد فام، أن خامس النصائح التي يجب اتباعها هي أن تفكر الحكومة في كيفية إطالة عمر الأصول الموجودة في المدينة الذكية. وشرح ذلك بأن دول منطقة الشرق الأوسط دائماً ما تفكر في بناء أشياء باهرة وكبيرة ومكلفة مثل أحدث الفنادق والمستشفيات وغير ذلك، من دون التفكير في كيفية إدارة تلك الأصول بطريقة سليمة تضمن زيادة عمرها وزيادة كفاءة استخدامها. ودلل على ذلك بالمستشفيات، حيث إن غالبية المستشفيات في العالم تعمل منذ الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء، حيث يتم بعد ذلك عدم استخدام معدات وتجهيزات طبية غالية الثمن ومكلفة، منوهاً أنه يجب أن يتم استغلال تلك المعدات والتجهيزات الطبية على مدار اليوم بالشكل الذي يضمن حصول المريض على الخدمات الطبية من تحاليل وأشعة وغير ذلك طوال 24 ساعة. وأشار فام، إلى أن بعض المدن الذكية تسعى لإدارة الأصول بشكل أكثر نجاحاً، عبر النظر في كيفية استغلالها في الأوقات غير الاعتيادية مثل لندن وسيدني، حيث تلك المدن تستخدم البيانات الخاصة بالطلب على الخدمات لإيجاد ما يعرف بالاقتصاد الليلي «نايت تايم». ولفت إلى أن ذلك المفهوم لا يعني توافر الطعام والترفيه فقط في المساء، وإنما البحث في كيفية الاستفادة من الخدمات مثل المواصلات والمستشفيات والخدمات الحكومية وتمديد الطلب عليها على مدار 24 ساعة في اليوم، موضحاً أن «إدارة الطلب النشط» تعد من متطلبات إنجاح مفهوم المدن الذكية، بمعني أن يتم إدارة الأصول بكفاءة لتوفير الخدمات بطريقة فورية ومبتكرة مثل تقديم الاستشارات الطبية من خلال كاميرا الهاتف الجوال، ومن ثم عمل التحاليل اللازمة، ثم المتابعة مع الطبيب عبر الهاتف، وكذلك تحفيز المواطنين على توزيع وقت انتقالهم من وإلى مقار العمل في أوقات تختلف عن وقت الذروة، ما يوفر الكثير من الوقت والجهد. منافع ذكية ورداً على سؤال عن المنافع التي تجنيها الدول من تطبيق مفهوم التحول إلى المدن الذكية، أجاب فام، بأن هناك 3 مكاسب رئيسة هي توفير التكلفة، وزيادة جودة حياة المواطنين من خلال توفير الوقت وسرعة الحصول على الخدمات، وأخيراً تمديد عمر الأصول في المدينة وزيادة جدوى استخدامها. وقال إنه في قطاع السياحة كمثال، فإن الدولة يمكن أن تحقق وفراً في التكلفة وزيادة العوائد من خلال 4 مجالات هي زيادة وعي السياح عن أهمية القدوم للدولة لغرض السياحة، وتسهيل زيارة السائحين للدولة، وإشعارهم بالأمان من خلال التواصل عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة، وأخيراً تسهيل عملية دفع مقابل السلع والخدمات، حيث إن السائح دائماً ما يفضل الدفع الإلكتروني، ولذا فإن دولاً مثل إنجلترا وأستراليا وأميركا اعتبرت مطالبة السائحين بالسداد النقدي في التاكسي مخالفة قانونية يتم تغريم من يرتكبها. مناقشات وفيما يخص المجالات الجديدة لعمل المدن الذكية، أفاد هاني فام، بأن هناك مناقشات حالياً مع عدد من المدن الذكية بخصوص استراتيجيات وخطط تلك المدن بحيث يتم تحديدها، فمثلاً إذا أرادت مدينة ما بناء مبنى جديد لا يكون الأمر مرتبطاً فقط بتوافر مساحة الأرض، وإنما يتم النظر إلى عدد من العوامل، محدداً تلك العوامل بتوافر البنية التحتية وعدد السكان المستفيدين، وضمان ألا يكون المطور العقاري هو المستفيد فقط من ذلك المشروع، مع العمل على منح حوافز للمطورين بحيث لا يكتفي بإنشاء المبنى فقط، بل يعمل على توفير البنية التحتية الخاصة بالمشروع. وأضاف أن توفير الخدمات عبر الموبايل يعد مجالاً جديداً أيضاً، حيث إنه يتم العمل حالياً مع شركات عالمية في مجال التكنولوجيا من أجل عرض أسهل الطرق للاستفادة من الأصول الخاصة بالمدينة الذكية مثل تحديد أفضل الطرق للانتقال من موقع لآخر بالنسبة للسائحين، وكذلك عرض الخيارات المتاحة للحصول على الخدمات بالطريقة التي تلبي احتياجات وتطلعات السكان والزائرين مثل «التطبيقات الإلكترونية» أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©