السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بعيداً عن الساحرة.. فرنسا تهزم كرواتيا بـ «القاضية»!

بعيداً عن الساحرة.. فرنسا تهزم كرواتيا بـ «القاضية»!
14 يوليو 2018 22:37
محمد حامد (دبي) قبل ساعات من نهائي المونديال الذي يترقبه الملايين حول العالم بشغف كبير، لم يعد هناك مجال للتحدث عن تصنيف «الفيفا»، والقيمة السوقية لنجوم كرواتيا، ومشاهير منتخب فرنسا، كما أن التفاصيل الفنية والتكتيكية، ونقاط القوة والضعف في المنتخبين لم تعد سراً، مما يتيح الفرصة لإطلالة غير كروية على الكروات وأبناء فرنسا، صحيح أن متوسط الدخل السنوي للمواطن الكرواتي مقارنة مع نظيره الفرنسي قد لا يكون مؤثراً في حظوظ أي منهما في التربع على عرش الكرة العالمية، وقد لا يكون لعدد السكان تأثير في السباق نحو انتزاع لقب المونديال، كما أن المساحة قد لا تفرض نفسها لنصرة طرف على الآخر، حيث يظل للساحرة أحكامها، وقانونها الخاص، وهي إن خضعت لصيحة «الديوك» لن تكون مفاجأة، وفي حال ابتسمت للكروات، فهي المفاجأة السعيدة وفقاً لاستطلاعات الرأي العالمية التي تؤشر إلى وجود تعاطف عالمي مع المنتخب «الناري» على حساب «الديوك». (1) السكان.. 16 ضعفاً الكروات هم أصغر أمة تتأهل لنهائي المونديال بعد أوروجواي التي فعلتها في عام 1950، حيث لا يتجاوز عدد سكان كرواتيا 4 ملايين نسمة، والقاعدة تقول إن عدد السكان الأكبر يتيح قاعدة ممارسة أكبر، إلا أن ذلك ليس منطقاً علمياً خالصاً، أو ثابتاً، وفي المقابل يبلغ عدد سكان فرنسا ما يقرب من 67 مليون نسمة، أي ضعف كرواتيا 16 مرة، مما يجعل فرنسا التي تعشق الساحرة أمة كروية كبيرة، ومن ثم فالمنتخب الفرنسي يظل الأقرب للفوز وانتزاع اللقب على حساب الكروات. (2) المساحة.. 11 ضعفاً تحتاج كرواتيا إلى ضعف مساحتها 11 مرة لكي تصبح في حجم فرنسا، فالأولى تبلغ مساحتها 56 ألف كم مربع، فيما تتجاوز مساحة فرنسا 643 ألف كم، ومن المعروف أن المساحة الكبيرة هي أحد أشكال القوة، فهي التي تجلب التنوع في الموارد، ومن ثم يصبح لها تأثير في القوة الاقتصادية، كما أن كرواتيا لم تكن سوى جزء من يوغوسلافيا السابقة، واستقلت عنها في عام 1991، إلا أن هذا لا يعني أن كرواتيا بلد حديث النشأة فهو موجود منذ القرن السابع الميلادي. (3) متوسط الدخل يبلغ متوسط دخل الفرد في فرنسا 42 ألف دولار سنوياً، مقابل 24 ألفاً في كرواتيا، مما يجعل فرنسا تحتل المرتبة الـ 26 على المستوى العالمي، في حين تحل كرواتيا في المركز الـ58 عالمياً، وهو ترتيب لا يمكن وصفه بالمتواضع، فقد تطورت البلاد اقتصادياً في الآونة الأخيرة، وهي أفضل حالاً في ظل وجودها ضمن دول الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط دخل الفرد في كرواتيا التي تتطور اقتصادياً بمعدلات تفوق فرنسا وفقاً لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لوكالة بلومبيرج العالمية. (4) مؤشر السعادة هو أحد أهم المؤشرات في الوقت الراهن، خاصة أنه يرتكز على تراجع معدلات الفساد، وجودة الخدمات، وتفاني الحكومة في خدمة المواطن، ووفقاً لآخر التقارير العالمية فإن فرنسا تحتل المرتبة الـ 23 عالمياً، فيما تم تصنيف كرواتيا في المركز الـ82 عالمياً، وهو مركز جيد، قياساً بأن عدد الدول التي تخضع لهذا المؤشر يبلغ عددها 155 دولة، كما أن فرنسا هي واحدة من الجمهوريات العريقة صاحبة التجربة الكبيرة في الإدارة والحكم، فيما تعد كرواتيا بنظامها الحالي دولة ناشئة، فقد استقلت عام 1991. (5) كوليندا أم ماكرون؟ إيمانويل ماكرون هو الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة، وهو شخصية مثيرة للجدل، وفيما يخص دعمه لمنتخب بلاده فقد حرص على إظهار ذلك قبل السفر إلى روسيا، فضلاً عن وجوده في بعض المباريات، وسيكون حاضراً في موقعة النهائي، ومن المتوقع أن يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بعض الملفات السياسية، وفي المقابل نجحت رئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش في أن تصبح نجمة المونديال من خارج المستطيل الأخضر، سواء بحضورها المباريات، أو تفاعلها مع زعماء العالم بطريقة تعكس شعورها بالفخر لما حققه منتخبها. (6) التفوق الرياضي ليس سراً أن فرنسا هي واحدة من القوى العالمية الكبيرة في الرياضة، فقد حصدت 840 ميدالية في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية على مدار التاريخ الأولمبي، وهي بطل العالم لكرة اليد 6 مرات، وواحدة من القوى الكبيرة في كرة السلة، وغيرها من اللعبات، وفي المقابل تعد كرواتيا أفضل أمة رياضية قياساً بعدد السكان، فقد تفوقت على الأرجنتين وكندا وغيرها من الدول الكبيرة في أولمبياد ريو دي جانيرو، كما أنها منافس دائم في بطولات العالم لكرة اليد والسلة، وبطل العالم في كرة الماء. (7) وثيقة القوة في عالم يبحث الجديد في مؤشرات قياس قوة ومكانة الدول، فإن جواز السفر هو أحد هذه المؤشرات، ومن هذه الزاوية فإن وثيقة السفر الفرنسية تمنح المواطن الفرنسي الحق في دخول 161 دولة دون أن يكون في حاجة إلى تأشيرة، ويحتل الجواز الفرنسي المرتبة الخامسة عالمياً من حيث القوة، وفي المقابل نجح الكروات بوجودهم في دول الاتحاد الأوروبي منذ صيف 2013 في أن يمنحوا جواز سفرهم مكانة عالمية رفيعة، فهو يحتل المركز الـ 16، ويتيح للكروات دخول 155 دولة دون فيزا. (8) للتعليم كلمة لا مكان للأمية في أوروبا منذ سنوات بعيدة، حيث لا تتجاوز نسبتها في فرنسا 1%، مما يعني أن نسبة من خضعوا لنظام تعليمي بطريقة ما 99 % من السكان، إلا أن المفاجأة الحقيقية في تفوق كرواتيا في هذا الجانب، حيث تبلغ نسبة التعليم بها 99.3%، واللافت أنه لا يوجد تمييز في هذا الملف بين الرجال والنساء، فالسيدات المتعلمات تبلغ نسبتهن 98.9 %، كما أن نسبة التعليم الجامعي في كرواتيا جيدة قياساً بعدد السكان، وتظل فرنسا رائدة في مجال التعليم. (9) جائزة نوبل هو أشد المقاييس تعقيداً، فالدول الكبرى تستأثر بالعدد الأكبر من جوائز نوبل في شتى المجالات، سواء العلمية أو الأدبية أو الإنسانية والاجتماعية، فقد حصدت فرنسا 62 جائزة نوبل في شتى العلوم والمعارف، لتحتل المركز الرابع عالمياً بعد الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفي المقابل حصل الكروات على جائزة نوبل مرة واحدة بوساطة عالم الكيمياء ليوبولد روزيتشكا، وهي حصيلة متواضعة، تضع كرواتيا في المركز الـ56 عالمياً، ويسعى رفاق مودريتش إلى سد الفجوة مع فرنسا ومعادلتها مونديالياً، حتى يحين موعد ملاحقتها في المجالات الأخرى. (10) العالم مع كرواتيا لأسباب قد تتعلق بالطبيعة الإنسانية التي تنحاز للطرف الأصغر، فإن هناك تعاطفاً عالمياً كبيراً مع المنتخب الكرواتي، وهو الأمر الذي كشف عنه إيفان راكيتيتش نجم وسط المنتخب الناري، فقد أشار إلى أن 4 ملايين كرواتي يخوضون المباراة معهم، بالإضافة إلى الملايين حول العالم، وفي استطلاع للرأي عبر الميرور اللندنية، أظهر 66 % من المصوتين ميولاً واضحة مع كرواتيا، فيما صوت 34% على خيار تشجيع فرنسا، ويترقب الملايين تتويج منتخب جديد باللقب لتغيير موازين القوى في الكرة العالمية، وصناعة أمل جديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©