الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«السلم في المجتمعات المسلمة» يناقش مناهضة العنف والتطرف

«السلم في المجتمعات المسلمة» يناقش مناهضة العنف والتطرف
20 ابريل 2015 15:28
أبوظبي (وام) تناقش الدورة الثانية لـ«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة 2015»، التي تنطلق في أبوظبي يوم 28 أبريل الجاري ولمدة ثلاثة أيام، المخاطر التي تعصف بالأمة الإسلامية وإمكانية وضع حد للنزيف الذي يهدد مستقبلها. يشارك في فعاليات المنتدى الذي يقام بفندق «سانت ريجيس» الكورنيش بأبوظبي أكثر من 350 عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم إلى جانب حشد كبير من الكتاب والإعلاميين. ويحرص العلماء والمفكرون المشاركون في هذه الدورة على إيجاد المخرجات السلمية لدرء المخاطر المحدقة بالأمة الإسلامية وانعكاسات هذه المخاطر على مناطق مختلفة من العالم إلى جانب السعي لخلق تيار سلام قوي في المجتمعات المسلمة يناهض تيار العنف والغلو والتطرف. وأعربت اللجنة العلمية للمنتدى عن أملها في أن تكون الدورة الثانية فرصة جديدة لتبادل الرأي بين العلماء والمفكرين والباحثين والخبراء والشباب وتقديم رؤى وبدائل ومشاريع تسهم في التأصيل لثقافة السلم في الأوساط العلمية والمؤسسات البحثية وتعميمها كقيم وسلوك على المجتمعات المسلمة. وقال رئيس المنتدى معالي الشيخ العلامة عبد الله بن بيه: «إن الدورة الثانية تهدف لإعادة برمجة الأولويات في المجتمعات المسلمة بتأهيل العقول والنفوس لإدراك محورية السلم في ديننا وشريعتنا وتراثنا وذلك باعتماد المنهجية الصحيحة في قراءة نصوص الوحي وتراث السلف لأن ما يجري في المنطقة اليوم ليس مما يأباه ديننا وتجرمه شريعتنا فحسب بل هو خارج عن نطاق العقل والإنسانية». ويشهد المنتدى انعقاد سلسلة من الجلسات وورش العمل بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين لنشر ثقافة السلام وتعزيز الجهود الرامية لمواجهة العنف والتطرف والإرهاب وكل الأعمال التي تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وللتصدي لمخاطر العنف الطائفي التي تسود العديد من المجتمعات العربية والإسلامية. وأكد سماحة ابن بيه أن تأسيس تيار السلم في المجتمعات المسلمة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية هو أوجب الواجبات الآن، معتبراً أن هذا التيار لا يمكن أن يتأسس بمعزل عن كليات الإسلام ومقاصده وأحكامه، لأنها هي العناصر التي تشكل عمق الثقافة والقيم والسلوك في هذه المجتمعات، وهي التي تمد الجسور بينها وبين الحكمة الإنسانية والقيم التي تناضل البشرية جمعاء من أجلها وتتشوف إلى العيش في ظلالها». مواجهة تيار الغلو وأشار إلى أن الدورة الثانية للمنتدى تستحضر الأهمية البالغة لاصطفاف علماء الإسلام في صف واحد لمواجهة تيار الغلو والعنف لأن الواقع اليوم أثبت أن المجتمع الدولي يتشوف لوظيفة الدين ودور العلماء في إخماد نيران الحرائق، التي أججتها المظلوميات والمحن والأحقاد وألبسها الجهل أو سوء الفهم أو حب الدنيا لبوس الشرعية الدينية. ولفت سماحة إلى أن الفرصة سانحة للعلماء خاصة ثم للمفكرين ولمن لهم تأثير على الرأي العام في المجتمعات المسلمة ليأخذوا بأيديها، ويتحملوا مسؤولياتهم في توضيح الصورة الحقيقية لديننا دين السلام والمحبة والوئام بعد أن أصابها من الغبش والتشويه ما أصابها وأصبحنا فتنة لغيرنا يفني بعضنا بعضاً والجميع يرى نفسه من المصلحين ويقع علينا ظلم غيرنا فنتصرف تجاهه بما يظهرنا كالمعتدين. وقال: «آن الأوان كي تتحرر نخب الأمة إذا عادت إلى كليات ديننا ومقاصده وأولوياته وتأملت في مآلات وضعنا وعواقبه من كل أنواع الضغوط النفسية والثقافية والاجتماعية لتذكر الناس أو تجابههم بالحق». ويسعى العلماء والمفكرون لاستئناف جهود إطفاء الحرائق المتأججة في جسم الأمة لتجنيبها المزيد من الدمار المادي والمعنوي وزرع بذور تيار في الأمة يتبنى أولوية السلم ويعمل من أجل تحقيقه وترسيخه بوصفه الخيار الوحيد لتدبير الاختلاف والتدافع والتغيير إلا في حالة الدفاع عن النفس ورد العدوان. جغرافية الأزمات ويتدارس العلماء والمفكرون خلال جلسات وورش العمل عدداً من المحاور الهامة بمقدمتها «جغرافية الأزمات» في المجتمعات المسلمة وتجارب السلم والمصالحة. ويعتبر الشق الأول من هذا المحور بمثابة دراسة لبؤر الأزمات والتوتر في المجتمعات المسلمة. أما في الشق الثاني فيركز على تجلية عناصر الأمل في إحلال السلم الاجتماعي في الواقع المعاصر، وذلك من خلال نماذج من المجتمعات المسلمة ومن المجتمعات الأخرى. ويتضمن هذا المحور عنوانين: الأول هو «جغرافية الأزمات في المجتمعات المسلمة» و«تجارب السلم والمصالحة في الواقع المعاصر»، كما يحدث في المجتمعات المسلمة «إقليم آتشي- إندونيسيا نموذجاً»، وفي المجتمعات الأخرى «جنوب أفريقيا» كنموذج إنساني آخر. ويركز المحور الثاني للمنتدى على تصحيح وترشيد المفاهيم المرتبطة بتعزيز السلم. اختير لهذا المحور ثلاثة موضوعات، وهي: «الجهاد والقتال» و«التكفير» و«تقسيم المعمورة». ويتضمن المحور الثالث الذي يحمل عنوان «السلم في الإسلام - تأصيل وممارسة واستشراف» موضوعات تشمل تأصيل السلم «النصوص الحاكمة والمفاهيم والقيم والقواعد والآليات والوسائل» وتقديم شهادات تاريخية حول السلم في الإسلام والسعي إلى تأصيل مفهوم السلم تقتضيه الصورة المتداولة عن الإسلام اليوم في العالم. كما يتضمن المنتدى ورشتي عمل: الأولى علمية تبحث فيما يمكن للجامعات الإسلامية أن تقدمه لمشروع تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والثانية تهدف إلى توظيف خبرة الشباب المتمرسين في تقنيات التواصل الإلكتروني في خدمة مشروع تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©