الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أحمد بالهول: الإمارات تسعى لاستدامة الاستثمار في قطاع الفضاء

أحمد بالهول: الإمارات تسعى لاستدامة الاستثمار في قطاع الفضاء
24 ابريل 2018 23:05
ناصر الجابري (أبوظبي) أكد معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أن الإمارات تسعى لاستدامة الاستثمار في قطاع الفضاء، وأن الوكالة تعمل على تحقيق التبادل والنقل المعرفي عبر التعاون مع أفضل الخبرات العالمية ومواكبة التغيرات المتسارعة في مجال الفضاء، وإيجاد المبادرات التي تسهم في تعزيز مكانة الدولة، ضمن أبرز دول العالم في الاستثمار بالقطاع الحيوي. جاء ذلك خلال اليوم الأول من اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، أمس، بفندق دوست تاني بأبوظبي، والتي تستمر اليوم، بمشاركة عدد من كبار خبراء المجال الفضائي من مختلف دول العالم؛ بهدف مناقشة مختلف المشاريع التي تجريها الوكالة والوصول بتوصيات تسهم في تطوير القطاع الفضائي. وقال معاليه: يأتي اختيار أعضاء اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء وفقاً لمعارفهم وخبراتهم الواسعة في هذا المجال، لتعزيز جهود المشاريع الوطنية الطموحة، وتنفيذها بشكل يتماشى مع التوجهات العالمية في القطاع، الأمر الذي يحقق استكمالها للجهود الدولية في مجال استكشاف الفضاء، ويضع دولة الإمارات على خريطة الدول المتقدمة في المجالات الفضائية المتنوعة. وأضاف معاليه: يمتلك أعضاء اللجنة خبرات واسعة في قيادة مشاريع عالمية نجحت في إضفاء إسهامات كبرى على جهود الاستكشاف الفضائي دولياً، وتتمثل في رئاسة بعض من أهم الوكالات والمنظمات ذات الصلة، وغيرها في مجال التشريعات والقوانين المعنية بالقطاع، فضلاً عن مراكز الأبحاث الفضائية والعلمية، كما تضم اللجنة رواد فضاء سابقين أمضوا فترات طويلة في الفضاء الخارجي، أو شاركوا في عدد من الرحلات الفضائية المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية. مسبار الأمل ومدينة المريخ وتابع معاليه: وضعت دولة الإمارات خطة مئوية لاستيطان المريخ في 2117، كما توجد العديد من البرامج الجاري تنفيذها، ومنها مشروع مسبار الأمل ومدينة المريخ في دبي، كما سيتم اختيار 4 رواد فضاء من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وتطرح اللجنة خلال اجتماعها أهمية استدامة المشاريع في القطاع الفضائي، ذلك أن قطاع الفضاء يشهد تغيرات متطورة ومتسارعة بوجود الشركات العالمية الخاصة في هذا المجال، وهو ما يتطلب إطلاع الوكالة على المتغيرات التي تحدث لإيجاد المبادرات التي تخدم هذا المجال. وأشار معاليه، في تصريحات لممثلي وسائل الإعلام، إلى أن أعضاء اللجنة الاستشارية من كبار الرواد في قطاع الفضاء أشادوا بنهج دولة الإمارات في الاستثمار بالقطاع الفضائي، وتأهيل الكوادر المواطنة المعنية بقطاع الفضاء، وإيمانها العميق بقدرة هذه الكفاءات على إدارة مختلف المشاريع الفضائية، باعتبارها منبراً للأمل في المنطقة، بما يحمله مشروعها الطموح من الرؤى والاستراتيجيات. ولفت معاليه إلى أن وكالة الإمارات للفضاء ستواصل أعمالها ومبادراتها، وفقاً لخططها المختلفة، بالتوازي مع الاهتمام في إدراج الفضاء ضمن التخصصات الأكاديمية المعتمدة في عددٍ من الجامعات الحكومية، ووجود الفضاء والقطاعات المرتبطة به ضمن تخصصات الابتعاث للدولة. إعداد رواد الفضاء من ناحيته، أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن الوكالة تسترشد بالتوصيات التي تقدم من قبل اللجنة التي تجتمع دورياً بهدف الحصول على أفضل النصائح والتجارب العلمية لتحقيق النجاحات في مختلف المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً، لافتاً إلى أن دولة الإمارات اتخذت قراراً استراتيجياً بالاستثمار في قطاع الفضاء منذ أكثر من 20 عاماً، بينما تجاوزت هذه الاستثمارات حتى الآن الـ20 مليار درهم. وأضاف الأحبابي: تبحث اللجنة خلال أيام الاجتماع، مناقشة المشاريع التي ستلي مسبار الأمل، فالهدف هو استمرارية المشاريع، والاستفادة من الكفاءات الوطنية والمهارات القادرة على إيصال الدولة إلى مصاف الدول الرائدة علمياً في قطاع الفضاء. وتابع: لا يقتصر هدفنا في وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ ولكن الأمر يشمل رحلة التحضير للمريخ بكل زواياها، المتمثلة في برنامج إعداد رواد الفضاء والبرامج التعليمية الداعمة للكفاءات الشابة والمبادرات المختلفة لترسيخ ثقافة الفضاء لدى مختلف فئات المجتمع، إضافة إلى الاستفادة من الأبحاث والدراسات المقامة حول مختلف المشاريع. وأشار الأحبابي إلى أنه من خلال اجتماعات اللجنة تتم الاستعانة بخبرات الخبراء العالميين في قطاع الفضاء لتطبيق أحدث التقنيات والاستكشافات في الفضاء، كما يعد رأي اللجنة معياراً ودافعاً نحو مزيدٍ من أعمال الدولة الفضائية التي تبنى على أفضل الممارسات العالمية. وأوضح الأحبابي أن اللجنة ناقشت، خلال اليوم الأول من اجتماعاتها، محور استكشاف الفضاء، بينما تناقش اليوم محور التعليم والبرامج التعليمية التي تقدمها الوكالة بالشراكة مع عدد من الجهات الأكاديمية ومجمل الأبحاث في القطاع، خاصة أن الفضاء يشكل أهمية كبيرة لما له من مردود اقتصادي مهم على الدولة، وأثر علمي يشمل جميع المجالات. محاور الاجتماع استمعت اللجنة الاستشارية إلى عرض من قبل الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي عن آخر تطورات وكالة الإمارات للفضاء والقطاع الفضائي الوطني بشكل عام، ومشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، وآخر مستجدات مشاريع «المريخ 2117» ومدينة المريخ العلمية وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، إضافة إلى الرحلات الفضائية المأهولة، وسبل توفير قدرات أبحاث وتطوير تدعم هذه المشاريع، وأفضل الطرق للتعاون من خلالها على المستوى الدولي. وعملت اللجنة على تقييم عدد من المشاريع المستقبلية للقطاع من حيث الجدوى وآليات التمويل، وتماشيها مع التوجهات الدولية، فضلاً عن قدرات الأبحاث والجامعات الوطنية على رفد هذه المشاريع بالمؤهلات والتكنولوجيا الأساسية التي يمكن بفضلها النجاح، وتحقيق أهدافها المرجوة. كما بحثت اللجنة مستقبل وكالات الفضاء في ظل العوامل الجديدة التي تؤثر على دورها بشكل مباشر مثل استحواذ الشركات التجارية على بعض هذه الأدوار، وبروز وتطور الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستكشاف الفضائي. اشتراطات رائد الفضاء حدد الدكتور فاروق الباز العالم المصري الشهير وعضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء الشروط الواجب توافرها لاختيار رائد الفضاء من المتقدمين لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، منها توافر الهيكل الجسماني الجيد والصحة المتميزة، بحيث يكون خالياً من أمراض ضغط الدم، وغيرها من المؤثرة على قدرة الشخص على تحمل الأجواء المختلفة. وأضاف الباز: من المهم أن يكون الشخص متكيفاً مع نسب الأكسجين ودرجات الحرارة، وأن يكون مدركاً الغلاف الجوي وتأثيره على جسده، إضافة إلى المعرفة العامة حول الفضاء وقطاعه وأهمية الرحلة على الصعيدين العلمي والبشري. وأشار الباز إلى ضرورة التطور المستمر للشخص المتقدم لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء عبر العمل المستمر على التطوير الجسماني والمعرفي، ووجود الإرادة الكاملة لخوض هذا التحدي والأمل الكبير في إنجاز المهمة بنجاح. وأوضح الباز وجود عدد من أنماط الشبه بين كوكب المريخ والصحراء العربية، وبالتالي ما نتعلمه من المريخ يساعدنا على فهم البيئة المحيطة بنا وما نعرفه عن الصحراء ينعكس إيجاباً على مستويات المعرفة بالمريخ، فأحد أسباب رحلة الفضاء هو التعرف بشكل أكبر عن مكونات بيئتنا العربية. منح الفرصة للكوادر الوطنية الشابة أشاد تشارلز بولدن الرئيس السابق للوكالة الأميركية للفضاء «ناسا» بجهود دولة الإمارات في الاهتمام بالقطاع الفضائي وما تبذله من جهود كبيرة وإسهامات لأن تكون مركز إقليمياً في دعم مجالات الفضاء والمهتمين به، وهو ما انعكس بمختلف المشاريع، منها مشروع «خليفة سات» الذي يعمل عليه كوادر إماراتية شابة تم تدريبها في عدد من دول العالم الرائدة في الفضاء، ومشروع «مسبار الأمل» الذي يحمل الأمل للمنطقة أنها قادرة على المنافسة في الاستثمار الفضائي. وأضاف بولدن: تتميز دولة الإمارات بنهج قيادتها الداعمة للاستثمار العلمي في جميع المجالات، وهو ما نلتمسه خلال وجودنا في الإمارات من نمط متسارع للمشاريع المختلفة ورغبة حقيقية في العمل الجاد، وصولاً لتقديم أفضل النماذج العلمية، وذلك عبر استقطاب الخبرات العالمية، ومنح الفرصة للكوادر الوطنية الشابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©