سعيد ياسين (القاهرة)
حمد عيسي الرجيب، أحد الرموز الفنية في الكويت التي جمعت بين الأدب والفن والسياسة، ويصنف على أنه فنان شامل، فهو مؤلف مسرحي وممثل ومخرج، ولم يقتصر دوره على المسرح فحسب، بل كان ملحناً وعازفاً موسيقياً بارعاً، وله فضل كبير في تأسيس المسرح في دولة الكويت.
ولد في مدينة الكويت عام 1922، وتلقى تعليمه في مدارس كويتية، ويعد أول هاوٍ يدخل عالم المسرح عام 1939، حيث مثل أول مسرحية بعنوان «إسلام عمر» في مدرسة المباركية، وبعدما أنهى دراسته الثانوية، عين مدرساً في مدرسة «الأحمدية»، وفي 1945 أرسل في بعثة دراسية إلى القاهرة مع 60 طالباً لدراسة التربية في معهد المعلمين، ولحبه الشديد للتمثيل، كان يذهب صباحاً إلى معهد المعلمين، ومساءً إلى معهد التمثيل لدراسة فنون المسرح على يد أساتذة كبار منهم زكي طليمات ويوسف وهبي، وشارك في فرق مسرحية، مثل فرقتي الريحاني وعلي الكسار، وانتهى من دراسته عام 1949.
وأخرج خلال الفترة من 1943 إلى 1953 نحو 22 عملاً مسرحياً، منها «الميت الحي» و«أم عنبر»، و«من تراث الأبوة»، و«المروءة المقنعة»، و«وفاء» و«إلى يثرب» و«البخيل»، و«معركة اليرموك»، و«أضرار التبغ»، و«طبيب رغماً عنه» و«غزوة بدر الكبرى»، و«مهزلة في مهزلة» و«مجنون ليلى» و«الطاحونة» و«سرّ الحاكم بأمر الله».
كما كتب مسرحيات عدة منها، «من الجاني»، و«خروف نيام»، وفي بداية الستينيات شارك في تقديم الأغنية المطوّرة، حيث قدم ثاني أغنية عاطفية مطوّرة «فرحة العودة» من ألحانه وغناء شادي الخليج الذي غنى له بعدها «جودي لا تهجريني»، وغنى له أيضاً عوض دوخي وصالح الحريبي وعبدالحميد السيد، كما غنى له مطربون عرب، منهم عبدالحليم حافظ «يا فرحة السمار»، ونجاح سلام «أداري والهوى نمام»، وصباح «يا عاذلين الحبايب يا عاشقين السهر»، ونجاة «يا ساحل الفنطاس». وله مقطوعات موسيقية حديثة مستمدة من التراث.
وبعد اكتشاف النفط، قام باستقدام زكي طليمات لدراسة الوضع المسرحي في الكويت، ونتج عن الدراسة إنشاء أربعة مسارح، ثم بعد ذلك قام بتأسيس مركز للدراسات المسرحية أصبح فيما بعد معهد الفنون المسرحية، وأسس مركز الفنون المسرحية، وكان هذا المركز من أهم المراكز لاكتشاف المواهب الموسيقية، وفي 1966 اختير سفيراً للكويت في مصر لعشر سنوات، ثم سفيراً للمغرب لأربع سنوات، وفي 26 مايو 1980 اختير وزيراً للإسكان في الحكومة العاشرة للكويت، وتوفي عن 76 عاماً في 10 مايو 1998.
عدد اليوم
